لطالما ضج الفضاء المعلوماتي، وأقصد تحديداً شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك وغيرها، فضلاً عن بعض القنوات الفضائية المحسوبة على هذا التيار، أقول لطالما أزعجونا بالحديث عن شعبيتهم الجارفة وأن الشعوب العربية تتمنى سيطرتهم على المجتمع.
مع الأسف، هذه الأقوال يوجد من يتأثر بها، بل ويعتبرها حقيقة لا تقبل النقاش، وهذا بسبب العاطفة الدينية التي تملأ قلوبنا جميعاً، لكن المشكلة دوماً إذا كانت هذه العاطفة مجردة فلا علم تركن له ولا ثقافة ومعرفة تعتمد عليها، عندها تكون عاطفة ساذجة يمكن توجيهها نحو ما يراد بكل بساطة ودون عناء، ومع الأسف، هذا دوماً ما يحدث، حيث يغلب على معظم المجتمعات العربية الأمية ـ أمية القراءة والكتابة ـ طبعاً مع استثناء عدد من الدول منها دول الخليج العربي، أقول إن معظم هؤلاء يعيشون وسط دهاليز الأمية التامة التي مع الأسف تجعلهم متلقين دون تمحيص أو معرفة، فيعتبرون ما يقال لهم أشبه بكلام مقدس.
كذبة أرباب وقادة ومريدي الإسلام السياسي عندما يزعمون أن المجتمعات تريدهم وتؤيدهم تنكشف ويظهر زيفهم وضيق الناس بهم بمجرد أن يحتكم الجميع إلى صندوق الانتخابات، في مصر نزل الشعب بأسره أمام مرآى ومسمع من العالم يطالب بالتغيير بعد نحو عام من سيطرتهم على مقاليد الأمور. نظمت انتخابات، ثم خسروها بشكل واضح، ظهر صوتهم الممزوج الذي يكذب ويشكك كالعادة.
قبل أيام عدة حدثت انتخابات في تونس، وتمت إزاحة المرشح الذي كان يحسب أنه قريب من التيار الإسلامي أو يدعم منه، وصوّت الشعب التونسي لمرشح بعيد كلياً عن الإسلام السياسي، بل يعتبر لدى بعض المحللين امتداداً أو ممثلاً للنظام السابق، ورغم هذا صوت الشعب التونسي له.
في ليبيا نشاهد اليوم الفوضى التي يحدثها هذا التيار الذي يزعم ويتشدق بالإسلام وبقيم الإسلام، نشاهد ما يفعله بالشعب الليبي. وغني عن القول إنه بسببهم هناك حرب أهلية، لنذهب نحو سوريا، ونشاهد ثورة الشعب السوري كيف اختطفت وتمت مصادرتها على أيدي هؤلاء الذين ظهر تطرفهم والتمييز بين مكونات الشعب السوري نفسه، وما تنظيمات مثل داعش والنصرة وغيرها إلا من عباءة الإسلام السياسي رضي من رضي ورفض من رفض.
لا أستغرب أن يواصلوا الكذب باسم الإسلام، ولا أن يستهدفوا مجتمعنا وأمننا، فهذا طبيعي ومن شيمهم الإجرامية، لكننا بعون من اللـه لهم بالمرصاد، فانكشف غطاؤهم وفضح اللـه أمرهم أمام شعوب الوطن العربي بأسره.