أخر الأخبار
هل ستجدد باريس البيعة للأسد؟!
هل ستجدد باريس البيعة للأسد؟!

حادثة باريس، التي أدت إلى مقتل رسامين وصحافيين في صحيفة فرنسية، حادثة مفصلية، لانها من جهة ستضع مسلمي أوروبا، أمام خطر ماحق، ولانها من جهة اخرى سترتد اقليميا على بوصلة العالم، من حيث الاولويات.
احدى القراءات تقول إن اكثر المستفيدين من حادثة باريس هو بشار الاسد، او النظام السوري الحالي، بدون بشار، وبرأس بديل.في الحالين يراد القول إن الثورة السورية انتهت وسوف ينزع العالم الى طي هذا الملف، بكل الوسائل.
السبب في ذلك ان وصول الدواعش الى فرنسا، والى اوروبا، نتيجة مباشرة للازمة السورية، فسورية حاضنة للدواعش، والسلاح والمال اللذان تدفقا الى داعش، مباشرة وسرا من دول اقليمية وعربية، ذات تواقيت معينة رغبة باسقاط بشار الاسد، ارتدا على الساحر هنا، والسحر انقلب على الساحر، لان الفكرة التي يتبناها التنظيم، لايمكن ان تبقى محصورة في الساحة السورية ولابد ان تتمدد.
باريس الرسمية ابدعت في موقفها السلبي ضد بشار الاسد، وشنت عليه حملات سرية وعلنية، وتركت اثرا على حلفائها، خصوصا، ان ملفي سورية ولبنان، مهمان لدى الفرنسيين تاريخيا، وهناك صلة وجدانية تربط باريس ببيروت ودمشق.
بشار الاسد نجح بقوة في القول للعالم، إن بديله هو هذا التطرف، وهذه التنظيمات، وتناسخها تنظيميا وعلى صعيد الفكرة، واليوم يضربون بشار وجنده، وغدا يتجاوب انصار آخرون في فرنسا والسويد وبريطانيا والحبل على الجرار.
استمد التنظيم قدرته على الاغراء من تجربته السورية حصرا، ثم تلك العراقية، وهذه التجاوبات في اوروبا لم تأت من فراغ، وهي مؤهلة للتمدد ايضا، ونحن ايضا نعرف ان كل المعارضة السورية المعتدلة وتلك غير المعتدلة فشلت في المهمتين، اسقاط الاسد، من جهة،  وكبح تمدد القاعدة والنصرة.
برغم ان الحملات العسكرية على سورية، ضد داعش، مستمرة الا انها لم تؤد هدفها المقصود، ومازال التنظيم قويا على الارض.
سيناريوهات كثيرة مطروحة اليوم، من الحرب البرية، مرورا بمواصلة الحملات الجوية، وصولا الى خيارات اخرى ، لكن اخطر تلك السيناريوهات المحتملة تجديد البيعة للاسد دوليا، ومنحه وكالة محاربة داعش والقاعدة، وانقلاب البوصلة العالمية لصالحه، بحيث يصير هو وكيل العالم، لانهاء التطرف، ولحظتها يصير الاسد في حلة جديد، وبدور جديد، مقابل صفقة كبرى دولية اقليمية على اساس اعادة انتاج كل حصص النفوذ.
هذا مجرد احتمال، وكل شيء، ممكن، غير ان المؤكد ان دمشق الرسمية، اجبرت العالم على عض اصابعه، ندما على اذكاء نار الثورة السورية، وبئر الاسد على مايبدو جاهزة لاستقبال كل امدادات العالم.