دون أي مبرر او سياق سياسي او ديني تعود موجة الاساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في بعض دول اوروبا عبر اسلوب الرسوم الكاريكاتيرية ، ويبدو ان مهندس هذه الحملات ذكي ويفهم جيدا معايير العقل الاوروبي فجعلها متداخلة مع حرية التعبير ليجعل من الامر قضية خلافية وليس اساءة للاديان والانبياء الكرام.
هذه الحملة كانت قبل سنوات ثم تم اغلاق الملف لتعود مرة اخرى وكأن المطلوب استفزاز العالم العربي والاسلامي واعطاء مساحة ومبرر للغة العنف كما حدث في حادثة الصحيفة الفرنسية وما تبعها من احداث دموية ، ونبحث ولا نجد سببا مباشرا لهذا التوقيت الذي تخوض فيه دول اوروبا حربا بالشراكة مع معظم دول العالم العربي ضد الارهاب والتطرف.
ماذا فعل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حتى يكون التعامل معه من قبل هذه الجهات بالسخرية والاساءة ، ولو فرضنا ان هذه الجهات لا يعجبها الاسلام ولا محمدا عليه السلام فمن المفهوم في بلدان حرية التعبير والتفكير ان تتم مناقشة مبادئ الاسلام او شخصية الرسول الكريم دون سخرية او اساءة.
كما ان الاسلام ورسوله الكريم لم يأت الى الدنيا اليوم ، منذ حوالي ( 1500 ) عام أي ليس حالة مفاجئة او جديدة تثير المواقف والاراء والاستفزاز من اعدائه ؟!
لن اسأل عن المستفيد لكنني اقول ان المتضرر هي اوروبا التي يعلم قادتها تأثير مثل هذه الاساءات في نفوس المسلمين بمن فيهم مسلمي اوروبا ، وبخاصة ان التداخل غير الصحيح بين الاساءة وحرية التعبير تجعل بعض قادة اوروبا يدافعون عن الاساءة او يبررونها باعتبارها حرية تعبير!!!.
والمتضرر هو امن اوروبا واستقرارها الذي لن يكون مستهدفا من التنظيمات المتشددة فقط بل ايضا من اشخاص عاديين لا يملكون السيطرة على ردود افعالهم التي قد لا تكون رأيا بل امورا أخرى.
والمتضررون هم معسكر الحرب على التطرف في العالم العربي والاسلامي لان هذه الافعال المسيئة للرسول عليه السلام تجعل بعض العنف محصنا ضد النقد والرفض بسبب تطرف وارهاب المسيئين للرسول.
لماذا الآن ؟! سؤال من السهل الوصول الى اجابة له ، لكن السؤال الأهم ما الذي يزعجهم من النبي الكريم ، وماذا فعل لهم عليه السلام وهو صاحب رسالة الرحمة والحضارة ؟!
بقي القول ان هذه الافعال ليست من المسيحية ضد الاسلام ، بل هي فعل متطرف تقوده اطراف لها مصالح سياسية ، لكنها كما كانت في موسمها السابق افعال اثارت غضب المسيحية العربية مثلما كان موقف المسلمين ، انها لعبة بلا دين تكره محمدا ولا يعنيها عيسى ولا موسى عليهم الصلاة والسلام.