ولان فلسطين ولادة.. والتاريخ لا يقف عند محطات العجز والفشل وتراكماته... ولذلك فان الرقم الصعب هو طائر الفينيق الذي يعيد صياغة الرقم بألوانه وحدته وتواضعه وحكمته وصمته فلا يعرف الرقم الصعب الا كل من يفقه علم دراسة الارقام الصعبة، ليست فلسفة ولا معادلة رياضية بل خوارزميات دائمة يصيغها الشعب الفلسطيني بانطلاقة ابنائه ومن حيث انتهى وفشل الاخرين ليتجدد العطاء وليتواصل النضال محطة تسلم التي تليها في عزف تاريخي لمسيرة هذا الشعب.
مقدمة ليست ككل المقدمات للاجئ فلسطيني امتشق هرم المسؤوليات النضالية والانسانية لشعبه، عندما انحرفت البوصلة وزادت حدة انحرافها ، فهو المتمرد على الواقع وكيف لا ..فهي طبيعة ابناء المخيم الذي عانى من القهر والظلم والفقر والضياع بعيدا عن ارض كانت وستبقى ارضه وحلمه وحياته وما تتنفسه خلايا جسمه، هو ذاك السلوك الذي صنع الرجال والشهداء والاسرى وصنع الابطال في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني بكل الوانه .
دحلان هو هذا الرجل السهل مع أهله والصعب مع أعداءه واعداء شعبه، كم حاولوا احباطه ، كم حاولوا التشويش عليه ، كم عزفت فرق وفرق من الغوغاء والمستنفعين في حملات كيدية، ربما لو استطاعوا التحالف مع الجن لما قصروا ولا توانوا، واكتفوا بشياطين الإنس ورغباتهم ونرجسياتهم لتكون أبواق تنشر السموم والثقافات الفئوية والحزبية وتغذية نعراتها، ولكن انقلب السحر على الساحر وتهاوت عروش الباطل والغثيان، فالرقم الصعب في صعود دائما لقمة جبال المجد.
قالوا عن ابو عمار الرقم الصعب في معادلة الشرق الاوسط والقضية، حقا إنه الرقم الصعب الذي تجاوز كل المهاترات والأقاويل فمضى شهيدا شهيدا شهيدا، ولكن من الصعب بل المستحيل أن يفقد الشعب الفلسطيني الرقم الصعب الذي صنعه بتجربته وتاريخه وإرثه النضالي من شهداء وأسرى فحركة النضال الوطني الفلسطيني لن تتوقف بل متجددة، قد لا يفهم البعض هذه الحقيقة، وقد يلتف البعض على تلك الحقيقة، ويضعون ألف مبرر ومبرر لكي تبقى عيون الفشل والعجز يتلظى بها الشعب الفلسطيني ومن ويلاتها من ضياع لأسس المشروع الوطني وما رافق ذلك من انقسامات وتشرذم وفقر وقهر وطريق مسدود صنعه العاجزون بأيديهم لتبقى انجازات الفشل هي قمة انتصارهم ولو على ويلات شعبنا.
عندما اقول أن دحلان هو استمرارية للرقم الصعب قد يغضب البعض وقد يصفوا من الأوصاف ما سمعناه كثيرا وخطته نرجسياتهم المريضة، ولكن بعمق تفهمي لعظمة الشعب الفلسطيني وتاريخه وتجاوزه لكل المنعطفات والآلام ليبقى طائر الفينيق يحلق في سماء فلسطين، هو ذاك الرجل التي تنسف كل ممارساته ما قيل وما يقال وما سيقال ولأن انفاسه من تنهدات الشعب وآلامه في اندماج وتلاحم أبدي.
يريدون أن تتوقف محطات النضال عند عجز او تلكؤ أو فشل، والفاشلون لا يفهمون أن محطاتهم انتهت وأشرفت على فضيحة كبرى من التفريط والتنازل حتى لم تبقي ورقة التوت، تركوا الوطن والاستيطان والفقر والمرض والبطالة والقدس ليتحدثوا عن الثوابت وأي ثوابت هذه تصورها عقولهم المريضة بعد هذا...! لقد أصبحت المفاوضات بدون جدوى ثوابت وأصبح التنسيق الأمني الذي يحافظ على طغيانهم بدون أي مردود إيجابي على البرنامج الوطني من الثوابت، وأصبحت سياسة الركوع والشجب والإدانة هي قمة نضالهم اليومي والبرمجي.
ما هذا الذي نراه اليوم غير تلك الحقائق المؤلمة التي وصل اليها شعبنا..؟؟ ويتبجحون ويعنترون ويكذبون ويتلونون، ولكن قد بلغ الطريق أمده ، وتعقدت دروب السياسة والدبلوماسية والحياة اليومية للشعب الفلسطيني، ويعملون جاهدين، لصناعة فن الكذب والخداع والغش في حديقة من الأشواك هم مزارعيها وحراسها وسارقيها ومسوقيها.
تحدثوا عن غزة والرقم الصعب ليحل ألغاز مشكلتها وشفرتها ، تحدثوا عن الرقم الصعب فتحاويا ولا صحة لفتح بدون رقمها الصعب، أصمت كثيرا واسخر كثيرا من سطحية تفكيرهم، ونسوا أن دحلان فلسطينيا فلسطينيا فلسطينيا، فهو أبن فلسطين وكل فلسطين من مخيم خانيونس والشابوره إلى جباليا إلى نابلس والخليل وطول كرم ورام الله والقدس وبلاطة وجنين وكل شبر من أرض فلسطين هي عشقه وتفكيره إلى عين الحلوة واليرموك وصبرا وشاتيلا والميه وميه، هذا هو دحلان الذي له من مقومات الرقم الصعب لأن يصنع الحدث ويحل الأزمة ويسير مع أبناء شعبه لتحقيق حلم الدولة ووحدة الشعب إسلامييه ووطنييه، ويبقى طائر الفنيق يحلق في سماء فلسطين وهوائها وأرضها وإن بعدت المسافات فالمسافات يقطعها القادة والزعماء في وقت وجيز بالتفاف جماهير الشعب وقواه الخيرة مع إرادة العمل والانجاز والمحبة والمساواة والفهم الاقليمي والدولي المتشابك مع الازمة الذاتية لكي يبنى وطن العشاق وتتكسر وتنتهي أيدي العجز والفشل لمستقبل امن لكل شعبنا الفلسطيني.