بهدوء، حسم الملك سلمان بن عبد العزيز ترتيب شؤون البيعة السعودية لضمان استقرار الحكم في المملكة العربية السعودية، بعيدا عن أية هزات أو اختلافات، حيث تم تلبية رغبة الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين الامير مقرن وليا للعهد وتعيين الامير محمد بن نايف وليا لولي للعهد.
ساعات نهار يوم أمس الجمعة على امتدادها كانت ساعات مراسم الجنازة وبداية الحكم الجديد وساعات البيعة للملك وولي عهده وولي ولي العهد وصدور المراسيم الملكية التي تعيد ترتيب البيت الملكي السعودي من إعفاء رئيس ديوان الملك الراحل وتعيين الامير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع ورئيسا للديوان الملكي الجديد، وتثبيت مناصب الوزراء .
وتقاطر الملوك والرؤساء العرب والأمراء العرب على عاصمة الدولة السعودية للمشاركة في مراسم التشييع والدفن.
شخصيا عرفت الملك الجديد منذ عام 1987 حين ذهبت موفدا من «الدستور» للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي التي كانت تعقد في الرياض وقتئذ، وكان الملك سلمان حينذاك يشغل موقع أمير الرياض وبدأ في رسم المدينة من جديد في إطار يقوم على الاصالة والحداثة، وبلا تردد لتكون الرياض عاصمة ومدينة حديثة وأشرف على تحولها الى مدينة مزدهرة حديثة تحمل بصماته في كل مجال، وقد أتيح لنا حينئذ اللقاء بالأمير الذي اتسم بالبساطة ودماثة الخلق وكان معنا رئيس تحرير مجلة التضامن التي تصدر من لندن الصحفي اللبناني العزيز فؤاد مطر متعه الله بالصحة والعافية ونفر من الصحفيين العرب والأجانب.
تمر الذكريات سريعا وأقرأ ما قالته المحللة اليانور غيليسبي في نشرة دول الخليج التي تصدر في لندن ان «منصب امير الرياض أعطاه الخبرة « .
نتمنى للملك وخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز عهدا عامرا وصفحة جديدة في العلاقات العربية والدولية تتسم بالقوة والمتانة؛ بما ينعكس على الأمتين العربية والإسلامية بالخير والبركة وبما يضمن متانة العلاقات الاردنية السعودية خدمة لمصالح البلدين.
ويبدو ان الملك قد اختط ملامح نهج مُلكه في أول كلمة القاها منذ تسلمه مهام منصبه الجديد: إن أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها..
حفظه الله ورعاه وعلى طريق الخير سدد خطاه.