عدة أمور تثير الدهشة بشأن داعش وتدعو للتأمل ، فهي (دولة) ليس لها حدود معروفة ، ولا تعترف بها دولة ، ولا تعترف هي بأي دولة ، ولا تتقيد بالقانون الدولي والإنساني ، وعندما تعتقل اثنين من المواطنين اليابانيين بدون ذنب تهدد بذبحهما ، ويلوّح جلادها بالسكين طالباً فديه 200 مليون دولار خلال 72 ساعة وإلا... فهل نحن بإزاء دولة أم عصابة أشقياء؟.
داعش مدهشة من حيث صمودها أمام 25 غارة أميركية يومياً مع أنها لا تملك سلاح جو أو صواريخ مضادة للطائرات ، مما يكفي لحرق دولة داعش وتحويلها إلى ركام لو كانت الغارات الجوية حقيقية ، فالذي دمر العراق في عشرة أيام لماذا يحتاج ثلاث سنوات لمجرد إضعاف دولة داعش وليس القضاء عليها؟.
داعش بصدد إصدار عملة ورقية ، فهل تملك مطبعة قادرة على إصدار النقود أم أنها ستعتمد على مطابع الحكومة التركية الشقيقة؟.
داعش تصدر أفلاماً بمنتهى الحرفية ، فهل تملك استوديوهات متطورة للإنتاج التلفزيوني أم أنها تعتمد على استوديوهات الدولة الراعية التي تصدر المسلسلات التركية التي تبث السموم وسوء الاخلاق في مجتمع العائلة العربية.
في حربها على قطاع غزة نفدت الذخيرة من مستودعات إسرائيل خلال خمسين يوماً فلجأت إلى أميركا لمدها بالذخائر ، فلماذا لا تنفد ذخائر وأسلحة داعش التي تحارب على عدة جبهات ، أم أن خط التوريد متواصل من تركيا ، مدفوع الثمن بالبترول ، ومن غير تركيا يؤمن المرور الآمن للمقاتلين الأجانب إلى دولة داعش.
يجب أن يكون مصاباً بالعمى من لا يدرك أن داعش امتداد لتركيا ، وهي حقيقة تعتبر من المسلمات المفروغ منها والمعروفة للجميع ، فهل تجهل أميركا الدور الذي تقوم به حليفتها أم أنها سعيدة بهذا الدور الذي يضمن استمرارية داعش لتحقيق الأغراض المقصودة منها.
حرب أميركا على داعش مدهشة أيضاً ، فالرئيس الأميركي طمأن داعش في اليوم الاول بأن المقصود بالضربات الجوية ليس القضاء على داعش بل إضعافها أي احتواؤها , وقد طمأن الرئيس الأميركي داعش بان الحرب عليها سوف تستمر ثلاث سنوات ، اي أنه سيسلم البيت الأبيض للرئيس القادم بوجود داعش.