مثل النسور والصقور .. حلق بروحك الطاهرة الطهورة فوق رم وفوق الشراة .. يا معاذ .. مثلك اليوم .. من يودع القلب الأردن ويمضي الى الجنة .
مثلك اليوم من ودع زوجة أبكت الاردنيين ، وأبا لنا جميعا نعم الأب ، وأما قالت عيناها كل شيء وأكثر .
ودع ربعك واقلع .. صوب نحو هدفك في الشهادة .. وتبوأ مكانك في جنات الخلد خالدا فيها حيث لا دواعش ولا عصابات ولا مافيات ولا ما يحزنون .
يا ابن الشراة ورم ، يا ابن الجبال ، يا نسرا حلق فوق الرؤوس عاليا بين أكف الرحمن ، يا جبلا طاول بقامته الباسقة الموت ، وتلقاه بصدره العاري، وقال للأعادي ها هنا قلب أردني ينبض بالوطن وبالحب وبالدفء ، فلا النار تحرقه ، ولا الخناجر تنال من حبه ، لا ولا الجسم يهتز ، لا ولا العينان مغمضتين ، هكذا واجه فراس العجلوني الموت ، العينان مفتوحتان على اتساعهما ، والقلب مغلق هناك في البطين الأيسر خارطة الأردن ، وفي البطين الأيمن قرآن كريم .
لا حول ولا قوة الأ بالله .. يا صافي الكساسبة ، وأنت ابن الأردن وحبيبها ، ان ودعت معاذا ، فإننا نشهد الله بأننا كلنا ابناؤك ، لو كانت الأبوة تسجيلا في سجلات الأحوال المدنية لذهبت الآن لأسجل اسمي ابنا لك ، لا بديلا عن معاذ ، ولكن شقيقا على ذمة الحياة لمعاذ الكساسبة ، ولو قال لي موظف الاحوال ما هو اسمك ، فإنني والله لن اطلب غير اسما سميته ابنك قبل ربع قرن ، سأطلب اسم «معاذ» اسما لي ، ولي الفخر ، ولي الحب ، ولي اب اسمه «صافي» ولي ام ولي أخوة هم كل الأردنيين على اتساع الوطن الرحب .. نعم يا عم .. كلنا معاذ .
لن أعزيك ، لأن عزاءنا انك انت «الصافي» المنبت والمنبع ، لن نعزي الأردنيين ، فقط سنقول لمن يقول لنا «عظم الله أجركم» ان النار التي كانت بردا وسلاما على معاذ ستكون نارا على الأعادي .
أما انتم يا دواعش الكفر وحثالته ، يا كفرة ابراهيم الخليل ، يا يهود العهر ، يا أقزام الكلاب وحذية الرجال الرجال ، فانتظروا من الأردنيين نارا تأكل الأخضر واليابس ، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .
ولا حول ولا قوة الأ بالله .