انت يا اداة الجريمة يا من بقتلك معاذ اصبحت اليوم في حرب مفتوحة مع الشعب الاردني، وستجني الويل والثبور، يا من امتهنت القتل، وقد صار الموت بضاعتك الرائجة، تسفك الدماء، وتحرق قلوب الامهات. وتجز الرقاب بلا رحمة، وتفتقر لهويتك الانسانية، وتتجرد من ابسط مقومات بشريتك.
تقطع الاعناق، وتفصل الرؤوس عن اجساد بشر ساقتهم اقدارهم الى همجيتك المطلقة، تحرق بالنار... يا لفظاعتك، ولكأنك خارج من عصور وحشية حيث العالم بقعة من دم، او من عوالم شيطانية نفثتك في عالمنا على حين غرة لتطارد الخير، والجمال، والحق، وتهدد حق الحياة، وكرامة الانسان، والاخوة الانسانية باسم الاسلام، وتستمد من ظلام نفسك الداخلي القدرة على ان تعيش، وانت تخوض في الدم، وتمشي بين الرؤوس المقطوعة واكوام الجثث، ومشاهد نفور الدم من الرقاب، وانت تحز فيها سكينك.
تنحر رقاب اخوانك في الدين، وفي الانسانية، وينسكب دم الضحايا على اطراف سكينك، وعلى يديك، وتباهي بالوحشية التي صرت تتقنها بلا منازع، وتشوه وجه التاريخ.
وبودي ان اعرف من اي السراديب خرجت، ومن وكلك بكل هذا الشر، وانت ترمي الرؤوس المقطوعة على الجثث الملقاة على قارعة جاهليتك دون ان تتحرك فيك بقايا من انسانية، وارواح الضحايا تطاردك، وستدخلك حتما الى ذات المصير. فلا تظن انك ستنجو بفعلتك الشنعاء، ولقد شوهت ديناً عالمياً ارسى دعائم الانسانية، وبنى الامة الانسانية التي ترتقي فوق الاعراق والاجناس والالوان، وضربت ارقى امثلة التاريخ في العدالة والخير والرحمة، وتظن انك ممثل لدولة الله على الارض، ولست سوى قاتل مأجور يتحرك بالموت اينما حل، وتمضي مجردا من كل معاني الانسانية، ولا تدرك ايها الجاهل الخارج من غياهب التاريخ ان فعل قنبلة نووية في البشر ربما يظل اقل وقعاً من فصل رأس انسان عن جسده والقائه فوق جثته، وقد قطعت به وشائج الانسانية، ولم تلتفت من وطأة غلوائك الشيطاني للضعف الانساني، والنظرات الاخيرة التي تستجدي العدالة، وتستدعي الرحمة، وقد صرت قادرا على ايقاع الموت.
واليوم تخترع وسائل في القتل، وتحترف اشعال النار، وتهدر حق الحياة، وتتمادى في الجناية، ولقد ادميت قلب ام ظنت فيك خيرا، وشعب جرحته بلا هواده، ولن تنجو من غضبه. ودم معاذ سيرتد عليك بالويل والثبور.
انت لا شك نبت شيطاني ينمو في احشاء الاقليم، لأنت شر مطبق، انت مهووس بالدم، انت لا يمكن ان تنتمي الى الانسانية بشيء، انت شر مكاناً، انت بفعلتك الشائنة ناقضت اخلاقيات العروبة، وخرقت منظومة قيمية جاء بها الاسلام وقد علمت العالم معنى الرحمة والخير والفضيلة، وهي حصيلة رسالة الاسلام ومركز الالهام الرباني، انت لا تدرك ان حصيلتنا الحضارية متمثلة بقيم وتعاليم وسمات الخير الباقية ما بقي الزمان كي ترسم للأمم مسارها الصحيح.
انت خواء لا تسفر سوى عن ركام من الجهل، والفظاعة، والتخلف، والتعطش للقتل. انت احدى صور الانحطاط، والتراجع البهيمي، والانفلات من الاطار البشري. انت نازع من الشر تجسد في صورة بشرية تفتقر لادنى مقومات انسانيتها. انت مارق في الانسانية، ولن يبقى منك سوى ذكرى كابوسية سرعان ما ان يبددها الزمن. ولن يقيم امثالك دولة تنتحل سمة خير امة اخرجت للناس، انت لن تستطيع ان تنتحل صفة من ملكوا مفاتيح قلوب الخلق، وقادوهم الى العلياء، والحضارة، والخير.
اخرج من زماننا ومن مكاننا، اخرج فأنت قادم من عصور الانحطاط، اخرج من عقولنا، وابصارنا واسماعنا فلا انت منا، ولا انت من اسلامنا، ولا انت من ثقافتنا. انت لا شك نبت شيطاني يلتف حول عنق الاقليم.