محافظة المنيا في صعيد مصر منطقة تجمع للأقباط المسيحيين. المنيا هي الأقل حظاً بين محافظات مصر ، فليس فيها مدارس حديثة ولا فرص عمل تستحق الذكر ، وليس أمام شباب المنيا من الأميين والفقراء سوى الاغتراب والعمل في الخارج لكسب لقمة العيش.
اعتدنا في بلدان الهلال الخصيب أن نجد المسيحيين أكثر تعليماً وفي حالة بحبوحة اقتصادية نسبية ، فمعظمهم من الطبقة الوسطى ، يشتغلون بالأعمال الحرة في القطاع الخاص ، وقلما نجد بينهم فقراء. وعلى سبيل المثال ليس في المخيمات مسيحيون ، وقلما تحتاج عائلة مسيحية للدعم من صندوق المعونة الوطنية.
على العكس من ذلك فإن مجمل مسيحيي مصر فقراء مع استثناءات فردية شاذة ، وأكثرهم يعملون في الخارج ، يخدمون عائلات المحظوظين ويغسلون سياراتهم ، ويخدمون حدائقهم ، وينظفون الشوارع ، ويقومون بالأعمال الشاقة في الزراعة والإنشاءات.
تنظيم الدولة الإسلامية ذبح 21 مصرياً قبطياً في ليبيا بدم بارد تحت شعار الله أكبر وكأنهم أعداء محاربون ، مع أنهم عمال مساكين ذهبوا إلى ليبيا وهم يدركون أنها بلاد خطرة وأن حياتهم هناك معرضة للخطر ، ولكن دفعهم لتجرع المر ما هو أمر منه ، الفقر والجوع.
في ليبيا عدد كبير من المصريين لم يخطفهم داعش وفيها عدد كبير من المسيحيين الأجانب لم يعتدي عليهم داعش ، فالمشكلة تقع إذا كان الضحية مصرياً ومسيحياً فعند ذلك يستحقون قطع الرؤوس ثأراً لجريمة لم يقترفوها ولم يعرفوها. ويقال أن الجريمة مثل جرائم عصابات بيت المقدس تمت لحساب الإخوان المسلمين الذين رأوا في أقباط مصر كبش فداء لما أصابهم.
الإخوان أصدروا بياناً يشجب الجريمة التي ارتكبت في أميركا وقالوا أنها قوبلت بالصمت من وسائل الإعلام الأميركية لأن الضحايا مسلمون وكأن كاتب البيان يتابع الإعلام الأميركي ، مع أنه لم تبق صحيفة أو مجلة أميركية أو محطة تلفزيونية لم تهتم بالجريمة وتشجبها ، كما أن الرئيس الأميركي ، أدان الجريمة واعتبرها جريمة كراهية عنصرية مع أن جرائم القتل في أميركا تعتبر أخباراً عادية لأسباب اتفه من خلاف على مواقع الكراج في العمارة.
هل يدين الإخوان داعش لأن جريمتها مثال صارخ على العنصرية والكراهية ، أم أن الكيل بمكيالين.