كاتب هذه السطور آخر من يؤمن بنظرية المؤامرة ، ليس لأن المؤامرات لا تحدث ، بل لأنها ليست مؤامرات يجري تدبيرها سراً ، فالمسألة مكشوفة ، والمواقف معلنة ومفهومة ، ينشر عنها في الصحافة الأميركية ، وتجري مناقشتها في مراكز الأبحاث الاستراتيجية في واشنطن.
هناك خطة معلنة -ولا أقول مؤامرة – لتدمير الجيوش العربية التي تهدد إسرائيل ، وقد تم تطبيقها بنجاح مطلق في العراق ، ونسبي في سوريا ، وجاء الآن دور الجيش المصري الذي يحسب له حساب ، ويعتبر في المنزلة 13 بين أقوى جيوش العالم ، حيث تحتل إسرائيل المرتبة 12. وهذه حالة غير مقبولة إسرائيلياً ، وبالتالي أميركياً.
ما هي الجهة التي تستطيع أن تضرب الجيش المصري؟ أميركا شجعت الحليف رقم واحد وهو الإسلام السياسي ، فهذه جماعة الإخوان المسلمين تتولى إرباك الجيش المصري وتحرك فرعها في سيناء لشن حرب متطورة على الجيش المصري بأسلحة وأساليب حديثة. بيت المقدس فرع تابع للإخوان بدلالة ما أعلنه القيادي في الجماعة محمد البلتاجي من أن «هذا الذي يحدث في سيناء سيتوقف فوراً في اللحظة التي يتراجع فيها السيسي عن الانقلاب».
استنفد الإرهاب الداخلي في مصر دوره واتضح عجزه عن كسر شوكة الجيش والامن ، فتم تحريك نفس المدرسة في ليبيا لاستدراج الجيش المصري وتوريطه في ليبيا ليسهل ضربه على أيدي عصابات إرهابية مدعومة بالمال والسلاح والغطاء السياسي والإعلامي.
أميركا حالت دون مجلس الأمن الدولي واتخاذ قرار بالتدخل في ليبيا أو السماح بتسليح الجيش الليبي لأن الوضع الراهن في ليبيا ملائم جداً.
أميركا تتزعم الحلف الدولي لمحاربة داعش لكنها لا تحاربها بل تداعبها ، وتعطيها أماناً رسمياً لمدة ثلاث سنوات قابلة للتمديد. وليس معروفاً لماذا لا تقطع أميركا خدمة الانترنت عن داعش كما قطعتها عن كوريا الشمالية رداً على اختراق كوري لإحدى الشركات الاميركية.
أميركا لا تجهل الدور التركي في دعم «داعش»، وهي تحمي المشروع النووي الإيراني، وتمنع أي ضربة إسرائيلية أو عقوبات أوروبية، لأن إيران نووية قوة مطلوبة لإثارة رعب دول الخليج العربي ولترى أمنها في أحضان أميركا.
ليست هناك مؤامرات بل خطط مدروسة ومكشوفة ، وليس هناك إرهاب إسلامي بل تخطيط دولي بقناع إسلامي.