اذا كنّا نتحدث عن الدول والعواصم الخطيرة ففرنسا وعاصمتها باريس شهدت قبل أسابيع اعتداء وقتلا ومطاردات من تنظيمات متطرفة وذهب قادة العالم للتضامن معها ، وكذلك عواصم أوروبية اخرى ، وفي إقليمنا هنالك مصر التي شهدت تفجيرات في عدة أماكن في القاهرة وكذلك عواصم اخرى..
وإذا تحدثنا عن التهديدات فان عواصم كثيرة في العالم يمكن ان تتعرض في اي وقت لخطر عدوان ارهابي بما فيها واشنطن والكثير من عواصم أوروبا ، فالجميع مستهدف وتنظيمات الاٍرهاب تتمنى ان تجد ثغرة او نقطة ضعف في آي بلد ، لكن هذه التنظيمات وارهابها ليست قدرا ولو كان الامر بيدها لقتلنا جميعا بمن فيهم من يختلفون معه من أعضاء التنظيم.
الأسبوع الماضي وجهت السفارة الاميركية تحذيرا لرعاياها بأن يتجنبوا المولات في عمان تحسبا من حدوث اعتداءات ارهابية ، وفي الفهم المباشر لتعامل الغرب مع هذه الأمور فان هذه التحذيرات نوع من الحذر المبالغ فيه وتجنبا من الحكومة لأي مسؤولية وبخاصة ان المنطقة كلها قلقة وربما مع وجود أي تصريح من ا ي جهة ارهابية يكون التعامل بحساسية ، لكن هذا لايعني ان الاْردن او اي بلد تصدر بحقه مثل هذه التحذيرات على وشك الذهاب نحو اعمال ارهابية.
نعم نحن في حرب مع الاٍرهاب والتطرف لكن هذا ليس منذ اليوم ، بل ان الاْردن يوجه ضربات مؤلمة لعصابة داعش. والأردن يقود جهدا لإنشاء حالة عربية ودولية قوية لاستكمال الحرب على الاٍرهاب بقوة ، لكن هذا لايعني اننا في حالة هلع او ان امننا في حاله خطر ، فالفرق كبير بين ان تكون مستهدفا وبين ان تكون في وضع خطر وأنك غير قادر على حماية نفسك وتأمين حياة مواطنيك وضيوفك.
لا يحتاج الاْردن لطمأنة الأردنيين بالحديث والتوضيح لان الواقع وتجربةسنوات طويلة في مرحلة قلقة تعيشها المنطقة سقطت فيها دول وانظمة ودماء وملايين النازحين والقتلى ، بينما حافظ الاْردن وقيادته ومؤسساته الامنية والعسكرية وشعبه على أمنه واستقراره في وقت عجزت دول كبرى عن هذا.
من واجبنا ان نكون حذرين وهذا ما تقوم به الأجهزة الامنية والعسكرية باقتدار ، ومن واجب كل أردني الوعي ، لان تنظيمات الاٍرهاب تحقد على بلدنا وشعبنا ،لكن هذا لايعني ان وطننا على حافة الاٍرهاب والفوضى ، وليس المقياس ما قالته سفارة لمواطنيها قبل فترة تحذر رعاياها من الخروج ليلا ، او تحذير الأمريكان الأخير لمواطنيهم ، لان ما يقوله الواقع والتجربة هو القول الفصل وليس اي قول هنا او هناك.
عمان وكل مدننا الأردنية ليست مخفية تحت الارض
ويستطيع كل ضيف ان يرى الأردنيين قبل ضيوفهم يسهرون ويتحركون طوال الليل والنهار في الشوارع والفنادق والأسواق والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات ، وحتى لو اختبأ رعايا اي دولة استجابة لتحذير من سفارتهم فالأردنيون يمارسون حياتهم الطبيعية بأمان واطمئنان ، فجيشهم واجهزة امننا تقوم بواجبها باحتراف ، وهم على وعي بكل مايمس بلادهم ، وعمان ليست مدينة خطيرة ، فقد بقيت آمنة في مراحل غرقت فيها عواصم كثيرة بالدم ، بما فيها عواصم في الغرب والشرق.
من حق اي دولة ان تحرص على مواطنيها ، لكن الدولة الأردنية ايضا حريصة على الأردنيين والتجربة توكد هذا ، والواقع اكبر برهان ، فالحمد لله رب العالمين.