انه ليوم عظيم...ذلك اليوم الذي يحتفل فيه العالم اجمع بيوم المرأة العالمي لنستذكر فيه نضال المرأة في العالم بشكل عام والمرأة في الاردن بشكل خاص ، ففي 8 / 3 / 1908 خرجت عاملات النسيج في مدينة نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل في ظلها ، وحملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار « خبز وورد « وطالبن بتخفيض ساعات العمل ومنع تشغيل الاطفال ومنحهن حق الاقتراع. وبدا الاحتفال يوم المرأة العالمي تخليداً لخروجهن والمطالبة بحقوقهن غير ان تخصيص يوم الثامن من اذار كيوم عالمي للمرأة لم يتم الا في عام 1977 عندما اصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم الى اعتماد اي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من اذار ليكون يوم المرأة العالمي.
اما تاريخ تقدم المرأة الاردنية فهو حافل بالإنجازات في مختلف ميادين الحياة المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وجاء ذلك نتيجة دعم القيادة الهاشمية وادارك المرأة الاردنية لدورها في المجتمع وايمان ابناء الوطن بحقوق المرأة كافة.
لقد بدأت مشاركة المرأة الاردنية في الحياة العامة من خلال تأسيس الجمعيات فسجلت اول جمعية نسائية اردنية عام 1944 وهي جمعية التضامن النسائي الاردني وفي عام1945 تأسست جمعية الاتحاد النسائي وكذلك اتحاد المرأة العربية عام 1954 الذي رفع العديد من المذكرات الى الحكومة والتي طالبت بدعم حقوق المرأة بما في ذلك حقها في الانتخاب والترشح وعملت على مكافحة الامية وتوسيع نطاق التعليم للإناث ودعا الى تعديل القوانين لتضمن حياة فضلى للمرأة الاردنية وتوالى تأسيس المنظمات النسائية الى يومنا هذا ، وقد اثمرت هذه الجهود عام 1955 عندما صدر قرار من مجلس الوزراء الى منح المرأة المتعلمة حق الانتخاب دون الترشح ، مما ادى الى استمرار المطالبة بمنح حق الانتخاب والترشح لجميع النساء دون تمييز.الى ان مارست المرأة الاردنية حقها في انتخابات مجلس النواب عام 1984 ودخلت المرأة المجلس عام 1993 اواصبح عدد النواب من النساء في مجلس النواب ثماني عشر ودخلت المرأة مجلس الاعيان 1989
ومع استمرار مطالبة النساء بحقوقهن للقضاء على التمييز والتهميش وابراز دورهن في المجتمع باعتبار قضية المرأة هي قضية المجتمع وبان قضايا الوطن في مختلف المجالات هي قضاياهن ايضاً.الى ان وصلت المرأة الاردنية عدة مناصب قيادية لم تنلها المرأة في معظم الدول العربية فأصبحت المرأة تمارس دورها في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفي ميادين العمل والتعليم والتنمية المستدامة.
على الرغم من الانجازات التي حققتها المرأة الاردنية في كافة الميادين ، الا انها ما زالت تواجه جمله من التحديات ومن ابرزها وجود بعض التشريعات التي تحد من تساوي المرأة مع الرجل في الحقوق ، كما ان وجود العادات والتقاليد والمواريث الاجتماعية الخاطئة ، التي تركز على احادية دور المرأة الاسري ، ولا تعترف بتعدد ادوارها الاسرية والمجتمعية ، مما ينعكس على المرأة ويحول دون الاستمرارية والتقدم في انشطة الحياة المختلفة وصولاً الى مواقع صنع القرار ، كما تحول امكانيات المرأة المادية دون خوضها في معترك الحياة العامة.
واننا في هذا اليوم نؤكد افتخارنا واعتزازنا بالقيادة الهاشمية لدعمها المتواصل لقضايا المرأة ، ونعرب عن تقديرنا لكافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ونحي المرأة الاردنية اينما كان تواجدها ومكان عملها ونبارك لها بعيدها.