حتى متى تضع قيادة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن رأسها في الرمال وتواجه الخلافات الجوهرية بالتهميش والتهويش وبالإقصاء وبالبناء لا بالحجة والحوار.
- القيادة الحالية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن تريد أن تغطي شمس الحقيقة بغربال الوهم وتريد تكميم الأفواه ومنع الحريات والحجر على عقول أفراد الجماعة وهي تتمثل منهجا فرعونيا في الاستبداد والاقصاء والتهميش لقوله تعالى على لسان فرعون « ما أريكم إلا ما أرى».
- لا ديمقراطية ولا حرية داخل جماعة الإخوان إنما هو الرأي الأوحد الذي لا يحتمل الخطأ والادعاء بالعصمة للقيادة وكأنها موصى إليها من رب العزة.
- تنظيم الجماعة في الأردن لا يحمل هموم الأردن ولا يوجد في برامجهم ورؤاهم إلا احداث التوتر في الشارع الأردني والصراخ بما ملّت آذاننا سماعه من أدعاء بالمطالبة بالإسلام والضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين , وتنظيم الجماعة يعج بالفساد وهو أولى بالإصلاح وفاقد الشيء لا يعطيه.
- جماعة زمزم الذين لا نشك بنواياهم لم يخرجوا عن الجماعة ومنهجها إلا لشعورهم بأن الهمّ الأردني في ذيل القائمة عند قيادة الجماعة , فأصبحنا نسمع من القيادة جعجعة ولا نرى طحنا , فلا هم يشاركون في عملية الاصلاح وليس لديهم رؤيا أو برامج أو منهجية واضحة للاصلاح , وهم يقاطعون الانتخابات بمجملها ويكتفون بالشعارات والهتافات والخُطب النارية والمهرجانات , وما هي إلا أدوات المفلس الذي لا حول له ولا قوّة.
- إنّ علّة جماعة الإخوان في الأردن ليست بأفرادها ولا بمنهجها الذي اختطّه الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى , وإنّما علّتها بقيادتها المتحجرة الموميائية التي لا تقبل التطوير والتجديد وهم مع بلاويهم المتعددة قسّموا الجماعة إلى (عزّ ومعزى) وقسّموها إلى قيس ويمن وقسّموها إلى حمائم وصقور حتى في الانتخابات الداخلية فقد فعل المال السياسي فعلته , فكم من الأفراد المعدمين دُفعت عنهم الاشتراكات المتراكمة من قِبَل بعض المرشحين ، ثم نقول بأن الدولة تزوّر انتخاباتها , وهم أساتذة في التزوير وبحجة مصلحة الجماعة.
- لقد كان للجماعة منهج واضح يعتبر من أركانه العمل الدعوي والعمل التربوي حتّى يخرّج جيلاً من الواعدين المؤمنين الاتقياء الاصفياء الامناء الأكفاء الذائدين عن حياض الوطن، الواقفين بالمرصاد للرذيلة والفساد والإفساد والمفسدين , ولكنّ الجماعة في ظل القيادات التقليدية التي لا تريد ان تتزحزح عن كراسيها تنطّحت للعمل السياسي وأغفلت العمل التربوي والدعوي , فأصيبت بداء الفيل الذي شوّه وجودها وأساء إلى تاريخها وأضاع جهودها، وجفّف وكدّر صفوها وأعاق مسيرتها.
- أصبحت النُخب في الجماعة تتصارع للوصول عبر السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وكل ذلك يحدث باسم مصلحة الدعوة والجماعة فذبحوا الجماعة وضحّوا بها باسم مصلحتها واتّخذوا من الجماعة سلّما للتسلّق والوصول وتحقيق المآرب الخاصة.
- ما أبشع المتاجرة بالدين وبالمبادئ , وأما أسوأ تجار المبادئ الذين باعوا آخرين بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين.
- أمّا عن علاقة الإخوان المسلمين بالنظام فهي ضبابية وغير واضحة، ونحن كمواطنين نراقب الوضع عن كثب، أصبحنا بحيرة من امرنا ، فنحن نعرف ان النظام يريد من الجماعة ان تمارس العمل السياسي وفق الأنظمة والتعليمات تأييداً ومعارضة دون الارتباط بجهات خارجية, وبدون أجندات خاصة إنما في المصلحة العليا للبلد والمصالح العامة.
- أمّا ماذا يريد الإخوان من النظام: هم يصرخون نحن نطالب بإصلاح النظام وليس بإسقاطه ولكن سلوكياتهم وهتافاتهم بمسيراتهم تدل على غير ذلك ، إذ يبدو أن الحماس الزائد قادهم إلى تهوّر فغابت حكمة الشيوخ واندفع الشباب معبئين إلى تفريغ الشحنات الزائدة إلى الشارع فلا هم أصلحوا النظام ولا هم غيّروا الشارع أو استحوذوا على عواطفه او حسّنوا من ظروف المواطن الاقتصادية.
- لا نريدها دبلوماسية نريد الوضوح والصراحة والمواجهة ونريد ان تكون المرجعية باتّخاذ المواقف تتمثل بكتاب الله وسنّة رسوله لا بالمزاجية والأهواء والمصالح الخاصة والعنتريات والخزعبلات.
- إنّ مَن ينشد الإصلاح وينادي به ويعمل لأجل إحقاقه يجب أن يكون صالحاً مصلحاً ، فإنّ الفاسد لا يقمع فاسداً إلا ليتوسّع في دائرة إفساده وتحقيق مصالحه.
- إنّ مَن ينادي بالإصلاح وهو أحوج ما يكون إليه، إنسان يضحك على الذقون ويتلاعب بعواطف الناس الذين يتوسّمون الخير بأهل العمائم واللحى ، وكما قيل فإنّ الصحّة إمّا ان توضع على قمّة وإمّا ان توضع على رمّة ، وقد قيل:
لا تنه عن خلق وتاتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
- يا قيادة الإخوان في الأردن:
مللنا الشعارات ومللنا العنتريات وذاب الثلج وبان المرج وطفّ الصاع وطفح الكيل والبلد لا ينقصه الجراح والآلام والأزمات والنكبات.
فكيف بكم إذا أصبحتم همّاً من هموم البلد وعبئاً ثقيلاً على كاهله كالحمل الثقيل على الرجل العجوز الذي خارت قواه.
اتّقوا الله في البلد اتّقوا الله في الناس اتّقوا الله بأفراد الجماعة المخلصين الاتقياء الأصفياء.
فالجماعة تحتاج إلى دماء جديدة وقد جفّفتموها بعدما فقد الناس ثقتهم بكم.
افسحوا المجال أمام القيادات الشابة التي تزخر بها الجماعة والذين يتّصفون بالوسطية والاعتدال والعقل النيّر والفقه الميسّر والذين يعرفون قدرات هذا البلد وإمكاناته ويعرفون أنّ للبلد خطوطاً حمراء لا يستطيع حتّى رأس النظام أن يتجاوزها ، بحكم معرفتنا بقدرنا وقليل إيراداتنا وكثير مطالبنا وعجز ميزانيتنا وتضخّم مديونيتنا واتّساع دائرة الفقر والبطالة والأزمة الاقتصادية الخانقة التي أتحدّى الجماعة إن كان لديها خطط وبرامج ورؤيا للاصلاح سوى الزعيق والنعيق والتهويش.
اتّقوا الله فقد كفى ما كان.