الخارطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط محل تغيير متسارع: إيران أصبحت قوة إقليمية يعتد بها، وتمتاز عن غيرها من القوى الإقليمية كإسرائيل وتركيا بأنها تحمل مشروع توسع سياسي في العالم العربي مدعوم من أميركا، ومشروع سلاح نووي تغض أميركا النظر عنه لأنها ترغب في توظيفه لتكريس هيمنتها على دول الخليج كضامنة لأمنها.
تسيطر إيران اليوم على أربع عواصم عربية هي على التوالي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، وتتطلع لعاصمتين أخريين هما المنامة وغزة.
الصور التي نشاهدها على شاشات التلفزيون وتجمع بين وزير خارجية أميركا وإيران أصبحت منظراً عادياً لا تكاد تجد مثله حتى بين الحلفاء، فما الذي يجري طبخه في المحور الإيراني الأميركي.
دور أميركا في إيران لا يختلف كثيراً عن دور روسـيا في سوريا: غطاء سياسي، وحماية من الأعداء، وتوفير فرصة لتصفية الحساب مع الخصوم.
أميركا منعت دول الاتحاد الاوروبي 5+1 من فرض اية عقوبات اقتصادية اضافية على ايران بحجة انها لن تكون بناءة، وان التوصل الى اتفاق حول المشروع النووي اصبح وشيكاً، تحدد له المواعيد سلفاً بعد ان تجد ايران مدافعاً عنها في الكونجرس الأميركي هو الرئيس اوباما نفسه الذي يهدد بالفيتو اذا أصر الكونجرس على مراجعة الاتفاقية القادمة مع ايران.
يقول محللون من ذوي الاطلاع ان العمل جار للاعداد لمفاجأة قيام الرئيس الأميركي بزيارة طهران، واعتبار ذلك بمثابة انجاز وفتح سياسي أميركي على غرار ما قام به الرئيس الاميركي الاسبق نيكسون من زيارة الصين والالتقاء مع زعيمها.
الايام القادمة حبلى بالمفآجات التي يجب ان لا تفاجئ أحداً، واذا كان المشهد الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط ليس الآن تحت التفكيك وإعادة التركيب، فان المشهد السياسي في حالة تنذر بإعادة التشكيل، وفي هذا المجال يمثل العرب دور الغنيمة التي يراد اقتسامها.