لم يبق على إيران إلَّا أن تعلن رسميّاً عن أنها عينت الجنرال قاسم سليماني حاكماً عسكرياً في المنطقة العربية وحقيقة أن هذا هو واقع الحال وإلَّا ما معنى أن نسمع كل هذه التصريحات الإيرانية التي تفقأ العيون وتصمُّ الآذان لكننا لا نملك إلَّا أن «نطنِّشْ» ونتذكر قصيدة مظفر النواب الشهيرة التي يقول فيها :
إخوان (...) هل تَسْكُت مغتصبة؟!.
حتى المجاهد الكبير «محمود الزهار لم يتورع ،إزاء هذا السكوت ..وأكثر من السكوت العربي تجاه «عربدة» إيران في العراق وسوريا واليمن.. والمنطقة كلها، من أن يتحلى بالشجاعة المفرطة ويعلن أنَّ دولة الولي الفقيه: «حليف إستراتيجي ثابت» له أي لحركة «حماس» وهذا في حقيقة الأمر يجب أن تأخذه مصر الشقيقة بعين الاعتبار أولاً: لأن هذه الحركة أعلنت عن نفسها فرعاً للإخوان المسلمين في فلسطين وثانياً: لأن الإخوان المسلمين يشنون حرباً إرهابية مدمرة على الشعب المصري وثالثاً: لأن هذا الزهار يحمل الجنسية المصرية.
آخر تجليات الإهانات التي دأب كبار القادة الإيرانيين كيْلها للعرب تلك الشتائم التي أطلقها أحدهم ضد الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور ووصْفِهِ بأنه انفصالي وأن نهايته ستكون قريبة ووصْفِ ما يجري في اليمن أنه يهدد الأمن القومي الإيراني وهذا بالإضافة إلى تصريحات مستشار إيران علي يونسي التي أعلن فيها عن أن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الإيرانية وتصريحات قائد حراس الثورة الإيرانية التي تحدث عن أن قوات بلاده قد حررت خمسة وثمانين في المائة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية .
والمعروف أن الأميركيين ورغم تخاذل أوباما وتواطئه مع الإيرانيين و»تقليده»!! لمرشد الثورة علي خامنئي لم يستطيعوا مواصلة السكوت على ما تفعله إيران في العراق والمفترض أن من يعنيهم الأمر عربياً قد سمعوا تصريحات رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي التي حذر فيها من أن خلافات العراق الطائفية تهدد التحالف الدولي ضد «داعش» وتصريحات وزير دفاع الولايات المتحدة أشتون كارتر التي قال فيها الشيء نفسه تقريباً.
فإلى متى يبقى العرب يا ترى يضعون أكفهم فوق عيونهم حتى لا يروا ما يفعله الإيرانيون بدون خجل ولا وجل وعلى رؤوس الأشهاد وإلى متى يبقوا يضعون أصابعهم وعميقاً في آذانهم حتى لا يسمعوا هذه التصريحات التي تُشْعر كل مواطن عربي بالضيم وبأن الوطن العربي غدا مستباحاً وأن هناك عملية ثأرية رداً على «القادسية» الأولى عنوانها إحياء الإمبراطورية الساسانية الفارسية وعاصمتها «المدائن»!!.
ما الذي يبقى للعرب عندما يعلن الإيرانيون أن أربع عواصم عربية ،بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، غدت تابعة لطهران؟ ما الذي بقي للعرب عندما يطوِّق الإيرانيون بـ»هلالهم» المنطقة العربية بما فيها قطاع غزة الذي غدا بمثابة خنجر في خاصرة مصر؟ ما الذي بقي للعرب عندما يصبح قاسم سليماني هو من يرسم حدود النفوذ الإيراني في هذه المنطقة التي من المفترض أنها منطقة عربية ؟!.