أخر الأخبار
لله دولة!
لله دولة!

إسرائيل مجنونة، وأكثر تطرفا ويمينية، إسرائيل أكثر من جيدة لفلسطين، والعرب، إسرائيل بلا أقنعة، أو قفازات حريرية، وبذلة سموكن، وعطر فواح، هي إسرائيل مناسبة، لكي تُعرف، فلا يختلط الأمر على «ضعاف النفوس» أو خبثاء العصر، فيوهمون البسطاء والأغبياء، أن لديهم جارة حسنة، تستحق أن تعيش، كلما كشرت هذه الحيزبون الطاعنة في صباها القصير، عن أنيابها الصفراء المقيتة، كلما قصّرت علينا مسافة الانتظار، والانتصار أيضا!
بالأمس قال «شعب» مجنون كلمته، بمنتهى الفظاظة والوحشية، وقصر النظر، وصوت للموت والفاشية والعنصرية، « لقد نجح نتنياهو في أن يستبدل المبدأ الذي يقول إن الدولة توجد من أجل مواطنيها بالاساس الفاشي الذي يقول ان المواطنين يوجدون من اجل الدولة. وهذه حملة بقاء مناسبة ربما لدولة في بداية طريقها ولكن ليس لثمانية ملايين مواطن ممن ليسوا مستعدين بعد نحو سبعة عقود لان يسيروا مع السكين بين الاسنان» هكذا يختصر قائلهم المشهد، بل يكتب كاتبهم وهو بن كاسبيت في هأرتس، أيضا، «ثمة من يقول انه لو كانت الدولة شركة لكان يمكن التخمين في أن مجلس الادارة كان سينظر في حلها  واعادة بدء كل شيء من جديد أو ربما عرضها على البيع بالمزاد. خطأ. هذه دولة توجد لها ذخائر كثيرة، ولا سيما مواطنون تعلموا كيف ينجون رغم الحكومة. فهي لم تتنازل عن رؤياها رغم أن هذه الرؤيا بهتت وتبدو كنسخة مشوشة عن الاصل. ولكن على كل هذا تضلل سحابة ثقيلة من الخوف الذي جعلها دولة تنكمش في الزاوية، دولة حتى جيشها الهائل لا يمكنه أن يهدىء من روعها»!
«لا يوجد في اسرائيل يسار أو يمين، فالجميع يمين. والسؤال هو أي حكومة يمينية ستكون لنا، هل هي مجنونة جزئيا أو مجنونة تماما» هكذا كتب آخر، وهذا هو الجانب الأكثر إشراقا في الصورة، مزيد من الجنون، يعني المزيد من الوضوح، لا دولة فلسطينية، قدس محتلة للأبد، تقسيم زماني ومكاني للأقصى، استيطان كل شبر في الضفة الغربية، وربما أيضا إعادة احتلال غزة، هذا هو برنامج «الفائزين» في الانتخابات!
لا ضبابية بعد اليوم، ولا تفاوض على اللاشيء، ولا انتظار لتسويات واهمة، فقط وجوه كالحة متغطرسة، لا يجدي معها غير الحذاء، لا المفاوضات!
كم هو مريح أن يكون عدوك بمثل هذا الوضوح، والوقاحة، كي لا يترك لك، أو لمن يريد أن يبيعك له، ولو فسحة من خديعة، هذا أفضل ما يمكن أن يحصل لشعب محتل ظل يجلس على قارعة التاريخ، يتسول «دولة» من قاتله!
---
«قال لها: تصبحين على وطن..
فقالت أم سعد : ما فش حد بنام بصحى بلاقي وطن بستناه ....»
رحم الله غسان كنفاني، ورحم الله كل من لم يزل يتوهم، مادا يده لعصابة القتلة واللصوص قائلا لهم: لله دولة!