أخر الأخبار
الاحتلال حين يصبح مشكلاً أميركياً - إسرائيلياً
الاحتلال حين يصبح مشكلاً أميركياً - إسرائيلياً

 لم يقصد نتنياهو تغيير الوضع الفلسطيني داخل إسرائيل، وحين ربط نجاحه الانتخابي بإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية لم يكن قصده في الحالين سوى كسب أصوات كل الاتجاهات المتطرفة في دولة العدوان والاحتلال.
الذي وجدها فرصة سانحة هي الإدارة الأميركية التي اكتشفت أن الاحتلال صار عمره خمسين عاماً، ودبت بها الروح فدعت إلى وضع نهاية له وهي التي كانت ترفع سيف «الفيتو» دفاعاً عنه في مجلس الأمن طيلة الخمسين عاماً.
كلام البيت الأبيض خطير وجديد، لكن مع الأسف لا أحد يصدقه. فالمسؤول الأميركي كبنيامين نتنياهو يكذب في الصباح وينسحب من الكذبة في المساء!! لكن الغريب (ولم يعد في السياسة غرائب) أن شيوخ الكونغرس المتصهينين يمهدون حتى لأبسط المناورات الانتخابية الإسرائيلية. فهناك الآن دعوة لمجموعة منهم تقترح تخصيص 50 مليون دولار كـ Seed Money لمشروعات فلسطينية – إسرائيلية تستهدف إقامة مشروعات مشتركة للقطاع الخاص. 
وهي احدى تخاريج نتنياهو حين قال إن نجاحه في الانتخابات سينهي مشروع الدولة الفلسطينية وقد سئل وقتها: وماذا ستفعل بمليونين ونصف المليون فلسطيني في يهودا والسامرة والقدس؟. قال: أولاً نضم المنطقة C من الضفة ففيها 220 ألف مستوطن و50 ألف عربي، أما المنطقة «أ» و»ب» وهي مركز الثقل السكاني فسوف نمنحها حكماً ذاتياً اقتصادياً. بمعنى أن نتيح لها تطوراً في مستوى حياة الناس، وتصبح الرفاهية هي بديل.. السيادة.
مجموعة الشيوخ المتصهينة بدأوا بتمويل هذا الحكم الذاتي الاقتصادي، بتشجيع مشروعات مشتركة فلسطينية – إسرائيلية وقرروا تخصيص مبلغ رمزي يمكن أن يصبح عشرة اضعافه في حال البدء بالتنفيذ.
الإدارة الأميركية تتحدث عن إنهاء الاحتلال الذي مضى عليه نصف قرن. فهل هذا قرار، أم أنه نكاية، لاحضار نتنياهو إلى واشنطن طائعاً مرذولاً.. طالما أن حزبه وحلفاءه يتعيّشون من الاستيطان في خلق أجواء تطرف تستهدف الأرض ومصادرتها وتجعل الجغرافية الفلسطينية أشبه بالجبنة السويسرية.
قلنا: لا نصدق الإدارة الأميركية حين تتحدث عن الاحتلال. ولا بأس من طرح مشروع قانون ينهي الاحتلال في مجلس الأمن ويعطي للدولة الفلسطينية مقعدها المشروع في الجمعية العمومية، أو يخرج الوفد الإسرائيلي كما خرج وفد جنوب إفريقيا.