الفوضى السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعيشها الأمة، وصلت أيضا إلى حياض الدين، وغدونا نستيقظ كل يوم تقريبا على أصوات مشايخ أزهريين، وغير أزهريين، يلقون في وجوهنا بفتاوى وآراء غير مألوفة، وهذا أقل وصف يمكن أن نصفها فيه، ترفعا عن الولوغ فيما ولغ فيه القوم!
آخر «موديل» من هؤلاء المشايخ، الشيخ الأزهري محمد عبد الله نصر، الشهير إعلاميا بـ»الشيخ ميزو»، سمعته يقول على إحدى الفضائيات، أن فعل «الزنى» ينطبق فقط على من يمارس الجنس خارج بيت الزوجية، أما من يمارسه من غير المتزوجين، وبلا زواج، فهو يندرج تحت باب «البغاء» كما سمعته، يتحدث وكأنه يمتلك مفاتيح الجنة، يدخل فيها من يشاء ويبعد عنها من يشاء، ومما قاله، إن دخول الجنة ليس حكرا على المسلمين، بل سيدخل الجنة كل من المسيحيين واليهود والمجوس، بل إنه بشر المذيع طوني خليفة، الذي عارضه في فتوى الزنى، بدخول الجنة، عبر برنامجه «أسرار من تحت الكوبري» المذاع على فضائية «القاهرة والناس»، وقال لطوني: «ممكن متؤمنش بالنبي محمد، أو سيدنا عيسى، وتبقى مؤمن، وتدخل الجنة، وربنا اللي بيقول كده في القرآن»..
فمن هو هذا الشيخ محمد علي نصر، الذي أطلقت عليه الإعلام لقب «الشيخ ميزو»؟
حسب المعلومات المتوفرة، بدأت شهرة ميزو عندما رفع حذاءه في وجه منصة الإخوان بميدان التحرير عام 2012. ومنذ ذلك الحين بدأت الفضائيات والصحف باستضافته ليهاجم الإخوان والتيار الإسلامي عامة. وبالعودة إلى بقية «ملفه» نقرأ، وفق ما نشر الإعلام المصري الحالي، الموالي للنظام، أن ميزو لم يضع أي فرصة للشهرة سواء فى المجال السياسي أو الدعوى وربما كان هو الوحيد الذى لقبته إحدى مؤسسات الدولة المصرية فى بيان رسمى بـ «ميزو» وهو اللقب الذى ارتبط به منذ ظهوره فى المجال العام، ورغم أنه حاول جاهدا أن يسمي نفسه «خطيب التحرير» إلا أن «ميزو» ارتبط به أكثر من أى لقب آخر. ووفق الإعلام المصري، تشير المعلومات المتوفرة أن «ميزو» تخرج من كلية أصول الدين جامعة الأزهر لكنه لم يعمل إماما بوزارة الأوقاف والسبب أنه فشل فى اجتياز اختبار المسابقة الذى تجريه الوزارة بصفة دورية لتعيين الأئمة الجدد ويومها وجد فى فشله فرصة جيدة لكي يجني كثيرا من الشهرة فكتب على صفحته الشخصية بموقع «الفيس بوك» أنه تم استبعاده لأسباب أمنية وكتب أيضا أنه سيشعل النيران فى جسده أمام مبنى وزارة الأوقاف، ولم يفعل ثم واصل طريقه فى البحث عن الأضواء أثناء فترة حكم الإخوان فتواجد خلال جميع المواجهات التي وقعت داخل ميدان التحرير بين الإخوان وخصومهم بل كان هو نفسه محورا لبعض المعارك حينما أصر على أن يعتلي منصة الميدان ليخطب الجمعة، والمضحك أن هذا هو المنبر الوحيد الذي خطب من خلاله الجمعة خلال مسيرته الدعوية. بعد انهيار حكم الإخوان فتش «ميزو» عن وسيلة جديدة للشهرة فوجد أن الطعن فى كتب التراث قد تعيد تقديمه للجمهور فى ثوب الداعية المجدد فبدأ يشن هجوما عنيفا ضد كتاب «البخارى» فوصفه فى مرة بأنه «فضيحة» وفى مرة أخرى تهكم عليه ، قائلا:»هو البخارى ماسك الأمن القومى» ثم بدأ يقدم ما اعتبره انتاجا فكريا من خلال حلقات مصورة ومقالات مكتوبة يبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان «كبسولة تنوير» إلا أنه تم العثور عليه متلبسا بسرقة مقال من الكاتب محمد الدويك عن طريق القص واللصق!
«ميزو» ليس فريدا في بابه، فقد تبارى غيره في النيل من أمهات الكتب الإسلامية، والبطش بها، والإساءة للإسلام عموما، ووصل حال مصر بأن قادت الدكتورة بثينة عبد الله كشك، مديرة التربية والتعليم بالجيزة، حملة لحرق كتب التراث الإسلامي الموجودة في مدارس محافظة الجيزة، بدعوى محاربة الإرهاب والتطرف!