قال تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) صدق الله العظيم.
التشدد والتطرف ليس مقياس للتقوى ولا أفضل سبيل لنشر الإسلام ، لقد انتشر الإسلام بالإقناع والتسامح وليس بالإكراه والقوة، لقد اعتنق السواد الأعظم من سكان البلاد التي فتحها المسلمون الإسلام بعد الفتوحات بوقت ليس بالقصير وذلك بعد أن لمسوا عدالة الإسلام وتسامحه ، والمبادىء والقيم التي دعا إليها ، قيم الحق والعدل وحرية الرأي والعقيدة واحترام الإنسان، وبعضها دون فتوحات مثل أندونيسيا ، وماليزيا وإفريقيا. كانت قبل ذلك تسود المجتمعات مفاهيم الجاهلية الأولى والقائمة على الظلم والعدوان، وفي هذا السياق علينا أن نوضح بين مفهومين ، مفهوم الدين الإسلامي الحنيف حيال قضايا الحياة والكون ، ومفهوم داعش ، نوجز بعضا منها.
فمثلا حرم الإسلام قتل الأبرياء واعتبرها من الكبائر، قال تعالى: ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) صدق الله العظيم.
وحرم قتل الرسل الذين يقومون بمهمات إنسانية نبيلة عندما يقومون بالتوسط بين الأطراف المتحاربة لإحلال السلام ، وإنهاء القتال ويدخل ضمن ذلك الأشخاص الذين يقدمون المساعدات الطبية أو الإنسانية للمتضررين من الحروب كالعاملين في الصليب الأحمروالصحفيين الذين ينقلون الحقيقة للرأي العام العالمي من ساحات القتال وغيرها من المنظمات الإنسانية. لقد قتلوا الصحفيين والعاملين في المنظمات الإنسانية وأن أحد عناصر التنظيم قتل مجموعة من الناس لأنهم أخطأوا في الصلاة.
لقد قتل الصحابي الجليل أسامة بن زيد رجلا قال: (لا إله إلا الله)، ولما علم الرسول عليه السلام بذلك، سأل أسامة بن زيد عن حقيقة الأمر فقال أسامة: قالها خوفا من السيف وليس عن إيمان. فقال عليه السلام: (ألا شققت عن صدره).
لقد جاء تنظيم داعش بعناوين كان لها مبررات مشروعة آنذاك وانتهت بانتهاء المبررات ، فمثلا الجهاد ما معنى الجهاد في الإسلام.
قال تعالى: ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) صدق الله العظيم.
يفهم من هذه الآية الكريمة أن الجهاد له أسباب ومبررات مشروعة، فهو مشروط بمقاومة الظلم وإخراج الناس من ديارهم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوا: لا إله الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله. ثم قرأ: إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر) رواه مسلم.
قال تعالى: (فأن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليك السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) صدق الله العظيم.
الأسرى: لا يجوز قتل الأسرى وقد أوصى الله سبحانه وتعالى باحترام الأسير وإكرامه، وقال تعالى في محكم كتابه: ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا) صدق الله العظيم
وبعد فتح مكة عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن المشركين الأسرى الذين قاتلوه ، وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء ، وحرم الإسلام قتل الذين لم يقاتلوا المسلمين ، كما لا يجوز قتل أهل المقاتلين الذين لم يشاركوا في التقال او الاعتداء على أموالهم وأعراضهم.
النساء: حرموا على النساء العلم والخروج لطلب الرزق علما أن أول سورة نزلت من القرآن الكريم سورة اقرأ ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم). وقال أيضا: (الطلبوا العلم ولو في الصين).
الجار: أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار خيرا، فقال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
فماذا فعلت داعش بالمسيحيين والزيديين وغيرهم ؟
التكفيريون السلفيون هم فئة مصروعة فاقدة العقل تسيطر عليها وتحكم تصرفاتها عاطفة هوجاء ، يفسرون الدين على غير مقاصده ، إنهم مرضى يملأ قلوبهم الحقد وشهوة القتل والتعطش لسفك الدماء فهم أعداء الإنسانية لا يجمعهم دين أو مبدأ بل يجمعهم الحقد ورغبة القتل والإجرام.