القدس - الكاشف نيوز : أصدر القائد في حركة فتح مروان البرغوثي من زنزانته في سجن “هداريم” مقابلة هامة في ذكرى مرور 13 عاماً على اعتقاله، وصلت نادي الأسير الفلسطيني، مخاطباً فيها أبناء شعبه، وتاليا بعض المقتطفات منها وفق ما وردت من المصدر
# في هذه الأيام تدخلون عامكم الرابع عشر منذ الإختطاف وأكثر من عشرين عاماً في السجون خلال مسيرتكم النضالية، ماذا تقولون في هذه المناسبة؟
بداية، أتوجه بالتحية والإجلال لشهداء شعبنا وأمتنا وأخوة القيد والزنزانة ورفاق الدرب والمسيرة الأسرى والمعتقلين الأبطال. (…)
هل تعتقد أن القيادة والسلطة يعملون لاطلاق سراحك؟
ما اعتقده وأعلمه أنني اليوم ادخل العام الرابع عشر في السجون، وليس أربعة عشر شهراً، وهذا دليل واضح وجليّ أنه لم تبذل أية جهود جدية طوال السنوات الماضية ولم تكن هذه أولوية لديهم وآمل أن يتغيّر الأمر مستقبلاً.
كيف يقضي مروان البرغوثي وقته في السجن؟
في المطالعة وتعليم الأسرى والحوار والنقاش وقليل من التمارين الرياضية، وأنهي قراءة ثمانية كتب شهرياَ إلى جانب قراءة بعض الدوريات السياسية والفكرية كما أن تعليم الأسرى يأخذ قسطاً كبيراً من الوقت.
كيف تصفون أوضاع الأسرى والحركة الأسيرة في سجون الاحتلال؟
الاعتقالات مع شديد الأسف في تزايد كبير جداً، وهناك ارتفاع في وتيرة الإعتقال وعدد الأسرى، فقوات الاحتلال استباحت الضفة خلال السنوات العشرة الماضية، واستباحت مدينة القدس، وعلى مدار الساعة تمتلىء مراكز التحقيق وتزدحم السجون بمئات الأسرى الجدد شهرياً. يعيش الأسرى ظروفاً قاسية وقاهرة كما أن الكثير من العقوبات المفروضة عليهم منذ عدة سنوات ما زالت قائمة وأهم هذه العقوبات ما يخص الزيارات العائلية والفضائيات والتعليم في الجامعة العبرية المفتوحة وقضية الأسرى المرضى وظروف النقل (البوسطة) والعلاج والكانتين والعزل الإنفرادي وغير ذلك.(…)
ما هو تفسيركم لتأجيل عقد المؤتمر السابع لفتح بشكل مفاجىء؟ وما هي الأسباب وراء ذلك؟
بداية آمل أن يعقد المؤتمر السابع قريباً، وفي حد أقصاه أوائل آب القادم، وحتى يتم ضمان نجاح المؤتمر ولا يكون مجرد مهرجان احتفالي يهتم بالشكل لا المضمون وبالعرض لا النتائج، يتوجب توفير كل شروط النجاح وفي مقدمتها تنقية الأجواء الداخلية واحترام النظام والإلتزام به، (…)
من المهم أن يشكل المؤتمر محطة لتجديد الدماء والحفاظ على شباب الحركة وتجديد ربيعها وضخ دماء جديدة فيها وضمان مشاركة ممثلي كافة الجهات والقطاعات دون استثناء، وأن يشكل أكبر وأهم لقاء نضالي للحركة بوصفها حركة تحرر وطني ولا يقتصر على لقاء لكبار الموظفين.
دعوتم مراراً لبلورة استراتيجية وطنية جديدة، فما هي ركائزها ومكوناتها؟
(…) لا بد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده النهوض ووضع حد لهذا الوضع الخطير وبلورة استراتيجية وطنية تستفيد من تجربة العقد الماضي تحديداً والتجربة الفلسطينية برمتها، وترتكز على عقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل بمشاركة جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي والأحزاب والقوى وممثلي المجتمع الأهلي والمدني والإتحادات والنقابات والبلديات والمخيمات وممثلي الجاليات الفلسطينية في العالم وممثلين عن المستقلين والمثقفين والمفكرين والأكاديميين مع تمثيل أصيل للمرأة والطلاب والشباب ورجال الأعمال، بحيث يشمل المؤتمر تمثيلاً للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، لتدارس ومناقشة الوضع الفلسطيني وما آلت إليه الأوضاع لإقرار استراتيجية وطنية شاملة تتوافق على تعريف متفق عليه للمشروع الوطني الفلسطيني (…).
كيف يمكن عقد مؤتمر وطني أو الحديث عن استراتيجية فلسطينية موحدة في ظل الإنقسام؟
إن عقد مؤتمر وطني شامل سيشكل نهاية للإنقسام وتأسيس لمصالحة وطنية شاملة ولوحدة وطنية ديمقراطية على قاعدة الشراكة للجميع، ترتكز على ارادة شعبنا بكل فئاته، ومن أجل ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء وتطوير م. ت. ف التي تآكلت شرعيتها والتي تعيش حالة ضعف وترهل حيث لم ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني ولم يتم إعادة تشكليه منذ عقدين، كما أن غياب التيار الإسلامي ممثلا بحركتي حماس والجهاد عن مؤسسات المنظمة يضعف من تمثيلها للشعب الفلسطيني، والحقيقة أن هذا الوضع لا يجوز أن يستمر بل أن استمراره مأساة وكارثة وإن السكوت عليه امام هذه المخاطر وفي هذا الوضع الخطير أمر غير مقبول. (…)
كيف تفسر فشل حكومة الوفاق الوطني في القيام بمهامها؟
ان تشكيل حكومة وفاق وطني هو خطوة بالإتجاه الصحيح ولكن يجب استكمالها وتعزيزها ورفدها بطاقات وطنية جديدة (…)
الحكومة لن تنجح في ظل استمرار تعثر المصالحة وعدم التوصل إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة وإطار تمثيلي جامع، وهي لا تستطيع معالجة هذه الأمور وليست من مسؤوليتها. في كل الأحوال فإنني أدعو الحكومة إلى مضاعفة جهدها وبذل كل ما تستطيع لتذليل العقبات لفتح المعابر وإطلاق عملية الإعمار وإنهاء الحصار.
هل تعتقد أن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ولعضوية المجلس الوطني يساعد في حل الأزمة الفلسطينية؟
الانتخابات هي استحقاق وطني وقانوني وهي حق للشعب الفلسطيني ومن المؤسف تعطيل الديمقراطية في فلسطين، فقد مضى ما يقارب عقد على إجراء آخر انتخابات ما يعني أن كافة الهيئات الموجودة الآن فاقدة للشرعية والأهلية القانونية، وفاقدة للشرعية الشعبية والديمقراطية. إن استمرار هذا التعطيل للديمقراطية هو اعتداء على حق مقدس للشعب الفلسطيني وللمواطن الفلسطيني، وهو أحد أسباب استمرار الأزمة.
اجراء الانتخابات يجب أن لا يخضع لأية حسابات فئوية أو شخصية لأن شعبنا بحاجة إلى قيادة منتخبة ديمقراطياً، قادرة على توحيد الصفوف وقيادة كفاحه الوطني لنيل الحرية والعودة والإستقلال، وقد تشكل الإنتخابات بحد ذاتها مدخلاً هاماً لترتيب البيت الفلسطيني.
هل تنوي الترشح للرئاسة، خاصة أنك تحظى بتأييد شعبي كبير؟
(…)عندما يتم تحديد موعد نهائي للإنتخابات متفق عليه من الجميع فإنني سأتخذ القرار الذي يلبي نداء الوطن والواجب ويستجيب للإرادة الشعبية.
دعوتم عشية إنعقاد المجلس المركزي الأخير إلى اعادة النظر في وظائف السلطة بما يشمل وقف التنسيق الأمني، هل تعتقد أن السلطة جادة في قرارها بوقف التنسيق الأمني؟
لا حاجة للتذكير بأن السلطة الوطنية الفلسطينية أقيمت بقرار من م. ت. ف، ككيان مؤقت يشكل نواة للدولة المستقلة، ولكن السياسة الإسرائيلية حوّلت السلطة خلال السنوات الأخيرة من نواة للدولة المستقلة وجسر للعبور للإستقلال إلى حامل لأعباء الاحتلال وحارس للأمن الاسرائيلي، كما أنها أفرغت السلطة من أية سلطة وهذا ما أكده الرئيس بنفسه أكثر من مرة. ولهذا من الطبيعي بل من الواجب الوطني المقدس أن يتم إعادة النظر في وظائف السلطة ومهامها، وقد دعونا لذلك منذ سنوات طويلة.
السلطة يجب أن تخدم المشروع الوطني وتعمل على تعزيز الثبات والصمود، وأن تكون أولوياتها دعم ومساندة شعبنا في مقاومة الاحتلال، وأن تضع سياساتها في كافة المجالات لخدمة الكفاح الوطني لمواجهة الإحتلال والإستيطان وتهويد القدس، (…).
هل تتوقع عدوان عسكري جديد على قطاع غزة في ظل استمرار الحصار وتعطيل الإعمار؟
على قطاع غزة أن يكون في أعلى درجات الجاهزية لأن احتمالية عدوان عسكري جديد أمر وارد، وإن كان فشل العدوان الأخير وصمود شعبنا ومقاومته الباسلة شكلت حالة إحباط للجيش الإسرائيلي الذي فشل على مدار خمسين يوماً من العدوان في كسر إرادة شعبنا. (…)
كنت من أوائل من نادوا بالإنضمام إلى ميثاق روما والمحكمة الجنائية الدولية والمؤسسات الدولية، بعد الحصول على عضوية المحكمة هل سيعود ذلك بالفائدة على الحقوق الفلسطينية أم سيشكل ذلك ضرراً على النضال الفلسطيني؟
العضوية خطوة هامة في الإتجاه الصحيح وتمنح الفلسطينيين مزيدا من الأوراق والفرص لملاحقة الجرائم الإسرائيلية. ولكن يجب أن نتذكر أن لدينا المئات من القرارات الدولية بما فيها فتوى محكمة العدل الدولية حول الجدار والتي لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب تركيبة النظام الدولي، وبالتالي فإنني أدعو الفلسطينيين للإعتماد على سواعدهم وأنفسهم وشبابهم من أجل إنجاز الحقوق الوطنية إلى جانب الجهد السياسي والدبلوماسي والقانوني وهو أمر مهم. (…)
ماذا تقول للشعب الفلسطيني في هذه المناسبة؟
أقول لأبناء شعبنا بعد أن أحييهم وأشدّ على أياديهم، وأقبل جباههم العالية، انا ما وهنت في زنزانتي ولا صغّرت أكتافي، وإنني على العهد والقسم، عهد الشهداء والأسرى، عهد الشعب المناضل، ولنا موعد مع الحرية والنصر والعودة، ولنا لقاء قريب.