أخر الأخبار
ما بقي من خيارات أمام «سعيد» وجماعته !
ما بقي من خيارات أمام «سعيد» وجماعته !

 لعشرات المرات بقيت, أنا العبد الفقير إلى الله, أناشد الإخوان المسلمين وأحثهم وأُلوِّح بقبضتي الفارغة أمام أنوفهم لتسوية أوضاعهم وليتلاءموا مع القوانين التي باتت نافذة وسارية التي تمنع «التبعية» لأي تنظيم خارجي وتمنع الشراكة التنظيمية بينهم وبين حركة «حماس» وتمنع أيضاً ازدواجية العضوية بينهم وبين حزب جبهة العمل الإسلامي الذي هو بوجودهم بقي لا دور له إلَّا إصدار البيانات والتصريحات التي تأتيه جاهزة و»معلبة» من المراقب العام (السابق) الذي كما يقال: «لا يضحك للرغيف السُّخن» !! 
 لكنهم لم يعطوا «آذانهم» إطلاقاً لكل هذه المناشدات بل وهم «ركبوا رؤوسهم» وأخذتهم العزة بالإثم وذلك على أساس: أنهم «قادمون» كما كان قال أحد رموزهم الثناويين بعد انتصار ابنة عمهم, حركة «حماس», في آخر انتخابات تشريعية فلسطينية التي أرادتها هذه الحركة وأرادها المرشد العام في القاهرة الانتخابات الأولى والأخيرة .  
   لم يحسب لا المراقب العام (السابق) ولا «جهابذة» قيادة الأخوان, المُطاح بها, المتغيرات التي كانت سبقتها مؤشرات ونذَرٌ كثيرة وهم ظنوا أن «دوْرهم» في الأردن قد جاء بعد ربيع «إخوانهم» في مصر وبعدما رفع طيب الذكر رجب طيب أردوغان كفَّ يده اليمنى بإشارة رابعة العدوية ولذلك فإنهم أصرُّوا على أنهم بعد كل هذه السنوات الطويلة, منذ عام 1945, قد أصبحوا قدراً لهذا البلد وأهله وأنه لا يستطيع كائن من كان زحزحتهم من مكانهم وأنهم باقون ومستمرون بحكم الأمر الواقع !! 
  والأخطر, ومما يدل على أن رؤوسهم وقلوبهم وصدورهم ممتلئة بصديد الأوهام, أنهم إزاء مطالبتهم بتصحيح أوضاعهم للتلاؤم مع القوانين النافذة قد لجأوا وعلناً إلى التهديد بالنزول تحت الأرض, أي إلى العمل السري, وإلى اللجوء إلى العنف وعلى غرار ما يفعله الآن إخوانهم في مصر وبخاصة في سيناء وهذا يدل على أن «عُنْجهيتهم» قد أعْمتهم عن إدراك أن لكل بلد خصوصيته وأن الأردن يختلف عن غيره في أن مجتمعه متماسك وأنه بحكم مسيرة طويلة غدا قادراً على التمييز بين الغثِّ والسمين وعلى إدراك الأكاذيب والحقائق وأن بين الأردنيين من هم جاهزون للنزول تحت الأرض للتصدي لهم إن هُمْ أو بعضهم حاولوا النزول تحت الأرض . 
   الآن وبعد أن سارعت فئة معتبرة منهم إلى تصويب أوضاع «الجماعة» كلها وإلى فك علاقاتها بالتنظيم الدولي وبالمرشد الأعلى (آية الله العُظْمى) في مصر فإن المفترض إنه لم يبق أمام همام سعيد والملتفين حوله إلَّا إما أن يلتحقوا بالركب وينضموا إلى الذين باتوا يشكلون الشرعية التنظيمية بعدما صوب هؤلاء أوضاعهم أو أنْ «يخرجوا» نهائياً ويشكلوا تنظيمهم الخاص ولكن بغير الاسم القديم: «جماعة الأخوان المسلمين» أو أنْ يستعدوا لمواجهة سيف القوانين النافذة . 
     إنَّ على هؤلاء ألَّا ينتظروا معجزة تعيد الإخوان المسلمين إلى ما كانوا عليه في مصر في عهد ولاية محمد مرسي وقبل ذلك إذْ أن ما فات ماتْ وأن ما هو آتٍ آتْ وإن عليهم أيضاً ألَّا يُرْخوا آذانهم حتى لبعض من هُمْ في مواقع المسؤولية الذين يطالبون بـ «الصبر» وبـ «الصمود».. لأن هناك متغيرات قادمة !! فهذه أوهامٌ وتصورات خادعة وبخاصة تلك التصورات التي تتحدث عن أن الأميركيين سوف يفلحون في إعادتهم إلى ما كانوا عليه وفي إعادة علاقاتهم مع بعض الدول العربية الفاعلة والمؤثرة .