أخر الأخبار
الحسين يحمل همّ الشباب
الحسين يحمل همّ الشباب

جاءت كلمة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في جلسة مجلس الأمن النقاشية حول»صون السلام والأمن الدوليين: دور الشباب في مكافحة التطرف العنيف وتعزيز السلام» لتضع النقاط على الحروف بلغة صادقة وسلسلة، مستنهضا همة الجميع قادة وافراد للوقوف والتصدي لخطر التطرف الداهم. قدم الأمير الشاب تشخيصا دقيقا يغوص في عمق المشكلة فبدلا من الإجابة على السؤال التقليدي «ماذا نفعل»، كانت الإجابة في «كيف نفعل»، مخاطبا الجيل الأكبر، الجيل الذي يصفه بأنه المسؤول عن رسم سياسات التعليم والتنمية والاقتصاد، طالبا منهم اتخاذ التدابير السريعة لوقف تغذية نيران الإرهاب بدماء وأرواح الشباب الذين يشكلون نصف سكان العالم، غالبيتهم العظمى في الدول النامية. وتشير الدراسات كما يؤكد سموه إلى أن الفقر والبطالة والجهل وضعف العلاقات العائلية توفر بيئة جاذبة للفكر المتطرف والأفكار الظلامية. ويقول: إذا ما نظرنا إلى البيانات، نجد أن وضع الشباب على المحك: ففي العالم ما يقارب ثلاثة وسبعين مليون شاب عاطل عن العمل، وأكثر من أربعة عشر مليون شاب نازح أو لاجئ. كما أن غالبية ضحايا النزاعات المسلحة هم من فئة الشباب. يسلط الضوء الحسين على شريحة الشباب، الشريحة المستهدفة كما يصفها، مبررا الاستهداف لطاقاتهم الهائلة، لثقتهم بأنفسهم، وبأنهم قادرون على تغيير العالم، لذلك فهم يبحثون عن فرص تُستَثمَر فيها طاقاتهم، لأنهم حين يصطدمون بغياب الفرص، يتحول طموحهم إلى إحباط تستهدفه تلك الفئات التي تبحث عن وقود لأجنداتها. وضع الأمير خطة محكمة واقعية لتجفيف منابع التطرف والانحراف او حتى الانجراف وراء الضلال، فما كان من الأمين العام للامم المتحدة  الا وان يشيد بقيادة الأمير الشاب كأصغرمن يترأس مجلس الأمن،  وهذا ليس بغريب على قائد من سلالة قيادية عرفت على مر الزمان بسياساتها الحكيمة وقيادتها الرشيدة، وجرأتها، حتى أن الامير بحنكه وبلا تردد يضع مساحة من اللوم ضد المتقاعسين في ظل تزايد موجة التطرف التي باتت آفة تنتشر في المجتمعات كانتشار النار في الهشيم، لتقضي على الأخضر واليابس، فتحدث الامير ممثلا المملكة التي تقف باستمرار في الصفوف الأولى في معركة التصدي للتطرف  ليس كرد فعل فحسب ولكن فعل مستمر لتحصين الشباب ضد العنف ونشر السلام.