أخر الأخبار
طريقة للولاء : مقرفة ومقززة !
طريقة للولاء : مقرفة ومقززة !

في اليوم نفسه الذي انهارت فيه قوات بشار الأسد وانسحبت انسحاباً كيفيَّاً من جبهة إدلب جسر الشغور – معسكر القرميد بثت قناة «الإخبارية» السورية الرسمية صوراً لامرأة, قالت إنَّ اسمها كوثر البشراوي وأنها تونسية, وهي تحتضن حذاءً عسكرياً «بوط» وتطبع على «بوزه» عشرات القبلات الحارة و بعدما فرغت من استعراضِ «مقزز» فعلاً زمَّت شفتيها وقالت: « «تفووو» على أمة لا تخجل.. وأمة لا تخجل على حالها « ويبدو أنها لم تدرك ولم تلاحظ أن الشعار الذي تحمله كل جدران التلفزيون الحكومي يقول: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.
ولعل كل الذين شاهدوا هذا المنظر المقزز قد تساءلوا عن السبب الذي دفع إعلامية تونسية «لتعبر عن ولائها لنظام بشار الأسد على هذا النحو وبهذه الطريقة فهناك طرق أخرى كثيرة غير هذه الطريقة كأن تقيم منصة في شارع الحبيب بورقيبة وتبقى تشتم المعارضة السورية وتصفها بالإرهاب كما يحلو لها وتطالب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بتنفيذ قرار عودة العلاقات الدبلوماسية ليس مع دمشق وإنما مع هذا النظام.
والسؤال هنا هو: هل يا ترى أن ما فعلته هذه الإعلامية التونسية سيصبح طريقة لكل «الممانعين والمقاومين» للتعبير عن ولائهم لبشار الأسد ولحسن نصر الله وقاسم سليماني وإيران.. ألمْ يكن من الأفضل لو أنَّ هذه «الماجدة»!! اختارت غير هذا الأسلوب المقزز للتعبير عن انحيازها لمن «ذبح» من الشعب السوري حسب أرقام الأمم المتحدة 220 ألفاً وهذا غير الجرحى وغير نزلاء السجون وغير المشردين وغير الذين ابتلعتهم بحور الظلمات..؟ّ؟
إنَّ هذه «الماجدة»!! حرة في أن تختار تقبيل الأحذية كتعبير عن الولاء والدعم للرئيس «الممانع» و «المقاوم» بشار الأسد وهي طريقة يستحق كل الموالين لهذا النظام أن تُفرض عليهم لكنَّ ما هي غير حرة فيه هو أن تشتم الأمة العربية العظيمة التي وصفها الله جلَّ شأنه في كتابه الكريم بأنها: «خير أمة أخرجت للناس»..إن هذه الأمة هي أمة محمد صلوات الله عليه وهي أمة السلف الصالح وهي أمة ملايين الشهداء الذين خضبوا بدمائهم الزكية التراب العربي المقدس منذ معركة «مؤتة».. في كل الأحوال: كل إناءٍ بما فيه ينضح.. وهذه «الماجدة» !! حرة في أنْ تعبر عن ولائها للرئيس السوري وأي رئيس آخر بعناق الأحذية وتقبيلها لكن ما لا يحق لها ولا لمن تعتبره مثلها الأعلى في هذه الحياة الدنيا هو أن تشتم الأمة العربية وتسيء لها بهذه الطريقة وهو أنْ تعتبر ما أسمته: «طابور المقاومة» فيه «مرتزقة» فهذا هو ما قاله الإسرائيليون وما زالوا يقولونه عن المقاومة الفلسطينية وهذا هو ما قاله المستعمرون الفرنسيون عن الثورة الجزائرية العظيمة وعن المقاومة التونسية وهذا هو ما قاله كل الطغاة عن كل حركات التحرر في الكرة الأرضية.
ثم وبما أنه لا خلود لأي نظام كهذا النظام مهما تجبر وطغى وطالت أيام حكمه فإنه كان على هذه «الماجدة» قبل أن تقوم بهذا الاستعراض «المقزز» على شاشة التلفزيون الحكومي في دمشق أن تتذكر إن النصر ودائماً وأبداً لإرادة الشعوب وأن هذا الذي فعلته سوف تحاسب عليه إن عاجلاً أو آجلاً.. والحساب المقصود هو اللوائح السوداء وليس السجون والمعتقلات.