أخر الأخبار
بعد الانفصال الرجل أكثر استعدادا لبدء علاقة عاطفية جديدة
بعد الانفصال الرجل أكثر استعدادا لبدء علاقة عاطفية جديدة

عمان - الكاشف نيوز

بعد فشل العلاقة العاطفية أو الزوجية، غالباً ما يبحث كلٌّ من الرجل والمرأة عن شريك آخر يخفّف عنه أو عنها الآلام المعنوية التي يمرّ أحدهما بها، ويكسر الوحدة والفراغ العاطفي بعد انهيار الحبّ. ولكن نلاحظ أنّ الرجل أكثر استعداداً وسرعة في خوض علاقة جديدة في حين تستغرق المرأة عادةً وقتاً أطول في التفكير وتصبح أكثر انتقائية.
يؤكد خبير العلاقات العاطفية دومينيك بورده لموقع «فوندرفايب» الألماني المختص بالشؤون النسائية، أنّ الرجال في معظمهم يتمتّعون بالاستعداد والإرادة القوية لخوض غمار علاقة جديدة، بعد فشل العلاقة مباشرة.
أما نسبة النساء اللواتي يلجأن إلى إقامة علاقة عاطفية جديدة عقب انفصالهنّ، فقليلة جداً مقارنة بهؤلاء الرجال. ويوضح بورده: «ربّما يعود ذلك إلى أنّ النساء في العادة لا يخترن شريك حياتهنّ بصورة سريعة، وإنما يكون ذلك بعد تأمّل وتفكير عميقين بالشخص وبتبعات الموضوع».
المرأة أكثر قابلية للتعافي
إلى ذلك، تؤكّد دراسة أجرتها جامعة ولاية نيويورك في بنغهامتون وجامعة لندن (UCL) أنّ المرأة تشعر بمرارة جرح الانفصال أكثر من الرجل إثر انهيار العلاقة. وقد يفسّر الحزن والإحباط اللذان تمرّ بهما عدمَ تمكّنها من إيجاد الرجل البديل بسرعة. ولكن مع مرور الوقت تُشفى المرأة من آثار الانفصال وتتعافى من تبعاته أكثر من الرجل.
فهي تتمكّن من استيعاب المشاعر السلبية مثل الحزن أو الشعور بالذنب أكثر من شريكها السابق، الذي ولو بدا عليه ظاهرياً عدم التأثّر أو أظهر قابلية عالية لخوض مغامرات جديدة، إلّا أنه يخفي في طياته إحباطاً وحزناً سيؤدّي كبتهما إلى استمرار شعوره بالغضب من العلاقة السابقة لفترة طويلة.
كما أنه قد يرمي في العلاقة العاطفية الجديدة التي سيخوضها سريعاً، كلّ التبعات والآثار النفسية التي خلّفتها العلاقة القديمة في روحه. ويصعّب ذلك فرص نجاح الارتباط ويجعل شريكته الجديدة تعاني جراء مشاعر سلبية دفنها في قلبه ليفجّرها نكداً وغضباً وقسوة وكذباً وتمثيلاً.
مجتمع ذكوري
ويعمل الرجل على طمس مشاعره وعواطفه خصوصاً أنّ تربيته منذ الصغر تدفعه إلى إخفائها. ويحاول جاهداً في فترات الصعاب أن يثبت لنفسه وللمجتمع قدرته على التحكّم بزمام أمور حياته، وصولاً إلى استبدال مَن تخلّت عنه بأخرى فوراً.
فالمجتمع والأهل غالباً ما يُقنعون الصبي منذ صغره بأنّه أقوى من الفتاة وبأنه لا يجب أن يُظهر عواطفه أو يبكي، بل يجب أن يكون قوياً، بينما البكاء والعواطف من صفات الضعفاء. ويردّد الأهل على مسامع الصبي الصغير عباراتٍ شتّى تدفعه إلى عدم التعبير وإظهار التأثر، ومنها: «لا تبكي فأنت رجل والرجال لا يبكون».
وتجعل هذه التربية الرجل يخجل من التعبير عن عواطفه أو من إظهار حبّه أو حزنه خصوصاً بسبب علاقة وصلت به إلى نقطة اللاعودة. وعدم اختلاف عواطف الإنسان بين الذكر والأنثى، يجعل مَن تَدرّب منذ الصغر على إخفائها إلى القيام بخطوات تحرّرية بدل التعبير بالحزن والبكاء والإحباط.
إرتياح المرأة
في المقابل وجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة Wayne State في ولاية مشيغان الأميركية، أنّ الراحة والتحرّر قد يطغيان على مشاعر الحزن عند المرأة بعد الانفصال إذا كانت هي مَن بادرت بوعي إلى فسخ العلاقة.
فيما يكون الرجل في هذه الحال أكثرَ إحباطاً وحزناً وينتابه خوف أكبر من عدم العثور على شريكة. وربّما يدفعه هذا الخوف أيضاً إلى رمي نفسه في حياة امرأة أخرى باحثاً فيها عن برّ أمان يرسو عليه، ويتوقّع أن تخفّف بوجودها حالَ عدم اتّزانه بعد الانفصال.
وتشير الإحصاءات إلى أنّ قرار الانفصال غالباً ما تقف وراءه المرأة، لأنها تمتلك أسباباً أكثر من الرجل لإنهاء العلاقة. وبعد وصولها إلى التحرّر من ارتباط كان يؤذيها ويكبّلها بواقع وصلت إلى رفضه والهرب منه، تشعر بالسعادة أكثر من الرجل الذي لم يتوقع ربّما أنها ستتمكّن فعلاً من الإفلات منه والتخلّص من حياة مشترَكة أسرتها فترة طويلة.
عوائق أمام تأقلم المرأة بعد الانفصال
وتكشف الأرقام أنّ المرأة لا تنسى شريكها بسهولة في حال كان خفيف الظل. فإن كان يضحكها ويتمتّع بحسّ الفكاهة تستغرق وقتاً أطول للتعافي من آلام الانفصال عنه. وتزيد «روح النكتة» تشبّث المرأة بشريكها وتدفعها إلى محاولة الاتصال به من جديد والسعي إلى استعادته.
الجمال والمال
وعند البحث عن شريك جديد يسعى الرجال إلى التقرّب من امرأة جذابة، أما النساء فيفضلن التعرف إلى رجل ثري. وينصح بورده كلا الجنسين بـ»التفكير ملياً والتأنّي قبل الدخول في علاقة عاطفية جديدة».