الكاشف نيوز - وكالات
نعى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الملاكم الأسطورة محمد علي كلاي، الذي توفي مساء الجمعة بعد صراع مع المرض. وكتب جلالته في صفحة الديوان الملكي الهاشمي على «فيسبوك»: كان محمد علي كلاي بطلا في زماننا، وقد ناضل بضراوة في الحلبة، كما ناضل من أجل شعبه وحقوقه المدنية في حياته. لقد كان بطلا عظيما توحد العالم إعجابا بأصداء لكماته. رحمه الله. وكان كلاي توفي في فينيكس في ولاية اريزونا بعدما خسر معركته الطويلة والاخيرة ضد داء باركينسون. ورحل اسطورة الرياضة العالمية والشخصية المميزة في تاريخ القرن العشرين في احد مستشفيات فينيكس بولاية اريزونا. وقال بوب غونيل الناطق باسم عائلة بطل الملاكمة السابق ان «محمد علي كلاي توفي عن 74 عاما بعد صراع مع داء باركينسون دام 32 عاما»، واضاف ان «بطل العالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات توفي مساء الجمعة. واوضح ان جنازة اشهر ملاكم في العالم ستنظم في مسقط رأسه لويفيل في ولاية كنتاكي، بدون ان يحدد اي موعد. وادخل محمد علي كلاي الذي يعاني منذ ثمانينات القرن الماضي من داء باركينسون، الخميس الى مستشفى مدينة فينيكس في ولاية اريزونا حيث يقيم مع زوجته الرابعة لوني، لمعالجته من مشاكل تنفسية. وكان ادخل المستشفى مرتين في نهاية 2014 وبداية 2015 بسبب اصابته بالتهاب رئوي والتهاب في جهاز البول. واثار اعلان وفاته سلسلة من ردود الفعل في جميع انحاء الولايات المتحدة لكن خصوصا في لويفيل (كنتاكي) واشادات بالرجل الرياضي الذي يرى فيه كثيرون ايضا انه اثر على تاريخ الولايات المتحدة. كاسيوس .. ثم محمد علي وقال متعهد مباريات الملاكمة الشهير بوب اروم «كان رياضيا كبيرا وشخصا يعرف كيف يعبر عن نفسه ويسمع صوته وكان يقول بصوت عال وقوي ما يؤمن انه صحيح». وقال اسطورة الملاكمة في الفيليبين ماني باكياو الذي فاز بلقب بطل العالم مرات عدة وتقاعد مؤخرا، «خسرنا عملاقا، الملاكمة استفادت كثيرا من مواهب محمد علي لكن ليس بقدر استفادة البشر من انسانيته». و»كاسيوس كلاي» قد اصر على تعلم الملاكمة لينتقم من صبي سرق دراجته الهوائية عندما كان طفلا. وبسرعة اخذ يحقق بفضل قوة قبضتيه، النصر تلو الآخر واصبح بطل دورة الالعاب الاولمبية في روما في 1960 ثم بطل العالم حسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة في 1964 بفوزه على سوني لينستون بالضربة القاضية في الجولة السابعة، وقد غير اسمه الى محمد علي بعد اعتناقه الاسلام في 1964. وكان قبل ذلك قرر تغيير اسمه الى كاسيوس اكس تيمنا بزعيم «المسلمين السود» مالكولم اكس، وبعد شهر اعتنق الاسلام وغير اسمه الى محمد علي. وبعد ان اصبح بطل العالم بلا منازع في الوزن الثقيل، صدم الرجل «الاعظم»، كما كان يصف نفسه، الولايات المتحدة في 1967 برفضه اداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام، وقد صرح في 17 شباط/فبراير 1966 «ليست لدي مشكلة مع الفيتكونغ» الذين كانوا يقاتلون الاميركيين. سجنه سجن محمد علي وجرد من الالقاب التي حصل عليها ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة بعدما اغضب غالبية الرأي العام الاميركي، لكن آخرين رأوا فيه احد اعمدة الثقافة المضادة وبطل قضية السود الذين كانوا يناضلون من اجل المساواة في الحقوق. اعتزال .. وعودة وأصبح محمد علي مجددا بطل العالم في 1974 حسب تصنيف الجمعية العالمية والمجلس العالمي بفوزه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة على جورج فورمان في ما اطلق عليه تسمية «معركة في الادغال» في كينشاسا بزائير التي اصبحت اليوم جمهورية الكونغو الديموقراطية. وخسر لقبه بالنقاط امام ليون سبينكس في 15 شباط/فبراير 1978، ثم استعاده في 15 ايلول/سبتمبر من السنة نفسها. واعتزل في 1979، لكنه اضطر للعودة الى الحلبة بعد سنتين في سن التاسعة والثلاثين بسبب اساءته ادارة ثروته. ولم تكن هذه العودة في مصلحته، ومني تشرين الاول/اكتوبر 1981 بهزيمة ساحقة امام مواطنه لاري هولمز الذي كان اقوى منه بكثير، لم يعد محمد علي «الاعظم» لكنه اصر على مواصلة العمل، في كانون الاول/ديسمبر من السنة نفسها هزم امام تريفور بيربيك وكانت تلك آخر مباراة يخوضها. وتوقف كلاي عن اللعب نهائيا بعد 56 فوزا في 61 مباراة بينها 22 في بطولة للعالم و37 بالضربة الفنية القاضية. كلاي .. المريض وفي 1996، بدا مريضا واضعفه داء باركينسون في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في اتلانتا. وفي 2005، منح وسام الحرية الرئاسي وهو ارفع وسام مدني في الولايات المتحدة. واصبح ظهوره بشكل علني نادرا تدريجيا، وكان آخر تجمع عام شارك فيه في فينيكس عشاء لجمع تبرعات للابحاث لمكافحة داء باركينسون. وقال في 1987 «الله اصابني بمرض باركينسون لارى انني لست سوى مجرد رجل مثل الآخرين ولدي نقاط ضعف مثل الجميع». طار كالفراشة ولدغ كالنحلة قد يكون الاميركي روكي مارتشيانو الملاكم الوحيد في الوزن الثقيل الذي لم يهزم، بيد ان مواطنه الشهير محمد علي هو اعظم ملاكم عرفته الحلبات واحد اشهر الرياضيين في القرن العشرين. وكان يحلو لمحمد علي ان يردد عبارة «انا الاعظم»، وبالفعل فانه لم يكن الاعظم وحسب بل الملاكم الاكثر جاذبية في تاريخ رياضة الفن النبيل. فبالاضافة الى تمتع محمد علي الرياضي بمواهب فريدة وبتقنية صافية ولكمات قوية فان التاريخ سيذكر الانسان الذي اعطى دفعا كبيرا لرياضة الملاكمة بفضل حديثه وميله الى التصريحات المثيرة للجدل ومعارضته القانون القائم، وكان يطير كالفراشة ويلدغ كالنحلة.