أخر الأخبار
الأربعين.. سن فارقة في حياة الجنسين
الأربعين.. سن فارقة في حياة الجنسين

عمان - الكاشف نيوز

في زحمة الحياة اليومية ينسى الإنسان نفسة، ويؤجل الكثير من الأشياء المهمة لصحته، فأحياناً كثيرة لا يتناول طعام الغداء أو يتأخر كثيراً في تناوله، وأثناء ذلك لا ينقطع عن التدخين، أو يلجأ إلى الأطعمة الجاهزة التي تسبب السمنة والتخمة، وتحتوي على نسبة دهون عالية، وبالتالي ارتفاعاً في نسبة الكوليسترول، ومخاطر جمة على الصحة العامة، أو تناول المعلبات، واللحوم المصنعة التي أثبتت الأبحاث الحديثة أنها ضمن مسببات الإصابة بمرض السرطان، وأدرجتها منظمة الصحة العالمية ضمن الأطعمة التي تسبب السرطان، ويقول الأطباء والمتخصصون في الصحة العامة، إن الأفراد قبل الوصول إلى سن الأربعين يجب الالتزام ببعض البرامج اليومية ومعرفة الكثير من النصائح الصحية والطبية.
ولاحظ الأطباء ان الكثير من الأشخاص الذين تخطوا سن الأربعين بقليل، وأيضاً الذين يقتربون من هذه السن، يتجاهلون بقصد، أو من دون قصد الكثير من الأساليب الصحية المهمة، في ظل الروتين اليومي للحياة ورتمها السريع، ومن أهم هذه الأشياء تخطي وجبات الطعام، أو تأخيرها، وعدم النوم المنتظم، أو بشكل كاف، أو السهر ساعات طويلة، والنوم نهاراً، وعدم تناول الكميات اللازمة من المياه، والابتعاد عن ممارسة الرياضة، أو اتباع أي نوع من الأساليب الرياضية الممنهجة والبسيطة، مثل المشي يومياًً ما يقرب من نصف ساعة بشكل نشيط. 
ويوضح الأطباء أن الرجل بعد سن الأربعين يصبح في حاجة أكثر إلى العناية بصحته وجسمه، أكثر من ذي قبل، لأن عوامل الشيخوخة وانتقاص قدرات الجسم تزيد من عوامل الضعف والهدم، وكذلك المرأة التي تظهر عليها تغيّرات كثيرة في هذه السن، وتسمى هذه المرحلة عند المرأة بسن اليأس، وفيه تحدث تغيّرات فسيولوجيّة تؤثر في كل أنحاء جسمها وصحتها، وينصح الأطباء المرأة بالاعتناء بنفسها وصحتها في هذه السّن، وأيضاً لأن هنالك الكثير من الأمراض التى تتعرّض لها المرأة بسبب بداية انقطاع الدّورة الشّهرية. والاعتناء بالصحة للرجل والمرأة في هذه السن، يجعلهما يتمتعان بصحة جيدة لآخر العمر، ويجنبهما الأمراض التي تلزمهما الفراش، أو تشعرهما بالتعب من أقل مجهود، وتفقدهما القدرة على ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي.

ويفسر الأطباء حالة المرأة بعد الوصول إلى هذه السن بأن من أهمّ الأسباب الفسيولوجيّة لتجنب، والوقاية من الأمراض المصاحبة لانقطاع الطمث، هو وجود هرمون الإستروجين، الذي يحمي من أمراض القلب والشّرايين، وأيضاً الكثير من الأمراض الأخرى، وفي سن الأربعين يتناقص إفراز هذا الهرمون، وبذلك تدخل المرأة في سنّ اليأس وتعاني اضطرابات جسمانيّة ونفسيّة، وتصبح معرضة للكثير من الأمراض، وإفراز هذا الهرمون مهمّ جداً للمرأة، لأنّه يقلّل من فرص الإصابة بأمراض القلب، وهشاشة العظام، وأمراض المفاصل.
وينصح الأطباء والخبراء ببعض الإرشادات التي يجب على من وصل إلى سن الأربعين، أو على مشارفها، أن يتبعها لتحسين الصحة العامة وأولها: النوم الذي له أهمية وأولوية فى هذه المرحلة، فجسم الإنسان ورأسه يحتاجان إلى الوقت للشحن وإعادة التشغيل مثل الأجهزة الكهربائية تماماً، ومعروف علمياً أن الأشخاص البالغين يحتاجون إلى ما بين 8 و9 ساعات للنوم والراحة في الليل، وعدم النوم بالشكل الكافي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، الذي يمكن ان يؤدي إلى السكتات الدماغية، أيضاً يؤدي إلى خلل نفسي يصحبه الاكتئاب، وكثرة الأكل في الليل نتيجتها الطبيعية هي السمنة.
ويشير الأطباء إلى موضوع مهم، وهو تخطي وجبات الطعام، الذي يحدث دائماً بسبب الانشغال بالحياة، ومواصلة ساعات العمل فترات طويلة، ويمكن للفرد أن يتخطى أوقات الوجبات أو ينساها أو يتناساها، ويشدد الأطباء على عدم تخطي بعض وجبات الطعام، لأن ذلك يحدث خللاً في التمثيل الغذائي الخاص بالإنسان، ويجعله أكثر عرضة لمرض السكري، خاصة من النوع الثاني، كما ينصح الأطباء بتناول غذاء متوزان يحتوي على العناصر المهمة للجسم، وتناول الأطعمة الصحية المفيدة، مثل الخضروات، والكالسيوم، وتجنب الغذاء الذي يحتوي على سّعرات حرارية عالية، مثل الدّهون والنّشويات.
وأظهرت الدراسات أن تقليل المرأة من تناول الكالسيوم يؤدي إلى أخطار تهدد حالة العظام، ولذلك فإنهم ينصحون بتناول المزيد من الكالسيوم عن طريق شرب الحليب، ويعتبر اللوز من الأطعمة الجيدة لمنتصف العمر، وأظهرت الدراسات أن تناول 50 غراما يومياً من اللوز لمدة 5 أسابيع، يساعد على تخفيض مستوى السكري في الدم بنسبة11٪، وينصح الخبراء بتناول الطماطم لهذه المرحلة السنية لأنها تساعد على الوقاية من السرطان، وتصلب الشرايين، كما انها جيدة للبروستاتة، فالطماطم من الأطعمة الغنية بالليكوبين، ومن السهل استيعابها بعد الطهي وتناولها بكل الاشكال.
ويحذر الأطباء من عمل حمامات الشمس، لما لها من أضرار كبيرة في بشرة الجسم، ويفسرون ذلك بأن الجلوس والنوم تحت أشعة الشمس يعرض البشرة للأشعة فوق البنفسجية، ما يكون أحد أسباب الإصابة بشيخوخة الجلد، ويعطى فرصة أكبر لمهاجمة أمراض السرطان للجسم، ومنها مرض الميلانوما. 
وينصح خبراء التغذية بتناول فول الصويا، لأنه يساعد على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، وزيادة كثافة العظام، ويرفع مستوى البروتين الدهني المكثف بنسبة ما يقرب من 6%، ويخفض مستوى الكوليسترول الكلي نحو 6.5%، وأيضاً يساعد تناول فول الصويا على تحسين الخصوبة لدى الرجال، كما ينصحون بعدم تناول الكثير من الملح (الصوديوم)، وهو متواجد فى جميع الأطعمة، ولكن يكون بكثرة في اللحوم المصنعة والشوربة وأنواع الجبنة المالحة، وفي الصلصة ورغيف الخبز، فهو يتخفى في الاطعمة بشكل عام، ويسبب الملح ارتفاع ضغط الدم، الذي يسبب مشكلات كثيرة في الصحة، ويؤدي الى أزمات قلبية وسكتات دماغية، وأيضاً يكون سبباً في الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ويقول الأطباء إن المياه ضرورية في هذه المرحلة السنية من العمر، ويجب الحماية من الإصابة بالجفاف، والمياه تغذي كل خلية من جسم الإنسان وتحتوي على نسبة كبيرة منه، ولو قلت هذه النسبة تؤدي إلى مشكلات في الخلية، وبالتالي حدوث ضرر للبشرة، ولابد من استهلاك كمية جيدة من السّوائل والعصائر الطبيعية والمفيدة للجسم، للمحافظة على رطوبة البشرة بشكل مستمر، مع التنبيه على أن الأفراد كبار السن بعضهم قد يفقد الإحساس بالعطش، وأيضاً يجب الابتعاد، أو التقليل قدر الإمكان من المشروبات الضّارة التي تحتوي على كافيين، مثل القهوة وغيرها، والابتعاد عن المشروبات الغازية، خاصة السمراء منها التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضر، وتناول الصودا يؤدي إلى زيادة الوزن، ومقاومة الإنسولين، وبالتالي الإصابة بمرض السكري، فضلاً عن الإصابة بهشاشة العظام، بسبب هبوط نسب المعادن في العظام.
ويؤكد الأطباء على ممارسة الرياضة بشكل دائم وممنهج ومستمر، حتى لو نوع من الرياضة الخفيفة، مثل المشي يومياً ما يقرب من النصف ساعة، ويحذرون من تجاهل التمارين الرياضية، و تساعد التمارين الرياضية بصفة عامة على تنمية العضلات وزيادة اللياقة البدنية، وتحسن بشكل كبير من عملية التمثيل الغذائي، وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض هشاشة العظام، وتساعد على بناء عظام قوية، وكما يقولون إن العقل السليم في الجسم السليم لم تأت من فراغ، فالرياضة مهمة جداً للجسم والعقل، والوقاية من أمراض كثيرة، وينصح الأطباء برياضة المشي لسهولتها وقدرتها على تنشيط الدورة الدموية، وتحسّن المزاج العام، وانعاش الذاكرة، ولو أقلعت عنها لن يتغير جسدك بالترهل أو النقص، كما أنها تتيح لمن يمارسها التعرض لضوء الشمس، والاستفادة منه كفيتامين د، المقوي للعظام، وزيادة قوة المناعة، والتعرض للهواء النقي وتغيير جو المنزل.
وينصح الأطباء في هذه السن بالابتعاد عن التوتر والانفعالات النفسية والعصبية الزائدة، وعلى المرأة بالتحديد، أن تتابع حالتها عند الطبيبة المختصة، وعمل الفحوص الدورية اللازمة للوقوف على صحة الجسم والعناية به، وتناول الشّوكولاتة مهم لأنها تساعد على تحسين حالة المزاج العام، وتخفف من حالات الاكتئاب، ولكن مع عدم الإكثار منها، وألوان الملابس لها وظيفة أيضاً في اضفاء حالات البهجة والسعادة، والنّظر للجانب المضيء في الحياة وعدم البحث عن الجانب المظلم، والابتعاد دائماً عن توقّع الأسوأ، لطرد الطاقة السلبية والانتعاش بالطاقة الإيجابية، ومن الأطباء من ينصح بممارسة الرّياضات الروحيّة مثل «اليوغا»، لانها تخفّف من التّوتر والقلق، وثقافة التّسوق والخروج من المنزل لتغيير الهواء طريقة جيدة للإحساس بالسعادة وطرد الكسل والطاقة السلبية. 
ويفضل الأطباء بالنسبة للمرأة ان تقوم بتكوين علاقات اجتماعية مميزة، للأشخاص والأفراد الذين يجلبون السعادة والراحة النفسية في التعامل معهم، والابتعاد تماماً عن الأشخاص الذين يسببون التوتر أو الإزعاج ويزيدون من الطاقة السلبية، لأن المرأة في هذه المرحلة السنية الجديدة تصاب بالحساسية المفرطة، والعاطفة الزائدة، فأقل الاشياء تؤثر فيها إيجاباً وسلباً، ويزعجها أي موقف صغير ويؤثر في نفسيتها، ويجب على أسرتها أن تتعامل معها بكل حب واهتمام.
كما يوضح الأطباء أن التدخين يزيد فرصة الإصابة بأمراض القلب، وسرطان الرئة، والسكتة الدماغية، وأمراض لا حصر لها، وأيضاً التدخين السلبي، فيجب على الأشخاص في هذه السن توخي الحذر من الوقوع تحت اساليب التدخين السلبي والتعرض للأدخنة المضرة، وينصح الأطباء في هذه السن بأنه يجب الإقلاع عن التدخين لما له من تأثير سلبي في أجهزة الجسم كله، ويساعد على تمكن الامراض في الفتك بالإنسان، ويفسد أي شيء سليم يجده في طريقه، وكثير من الأطباء يؤكدون أن إدمان السجائر نفسي أكثر منه عضويًا، ولو كانت الإرادة قوية والعزيمة موجودة لسهل التخلص فوراً من التدخين، والابتعاد عن هذه العادة السيئة التي دمرت صحة الشباب قبل الكبار. وتشير الكثير من الأبحاث الحديثة إلى أن الجلوس لفترات طويلة يزيد من فرص الإصابة بالبدانة، والإصابة بأمراض القلب والسكري، خاصة بين النساء، ولذلك ينصح الأطباء بالوقوف مدة طويلة خلال اليوم، وعدم الاستسلام للجلوس على الكرسي فترات طويلة اثناء العمل، أو أثناء مشاهدة التلفزيون، ويرى الأطباء أن عادة الجلوس أمام التلفزيون ساعات طويلة بلا شك يجعل من السهل اكتساب المزيد من الوزن، ويخص الأطباء المرأة في هذا الشأن، خاصة إذا كانت معتادة على تناول بعض الأطعمة اثناء المشاهدة، كما يأخذ التلفزيون من العلاقة بين المرأة والأسرة، ويقلل من التفاعل ويزيد الطاقة السلبية. 
ويوضح الخبراء أنه كلما كانت الأطعمة الصحية شهية كلما كان هناك استمتاع بتناولها، ويسهل ذلك الالتزام بنظام غذائي صحي ممتع، يساعدك على تجنب البدانة، ولذلك ينصح الخبراء المرأة بتعلم الجديد من الأطعمة اللذيذة الشهية، التي توفر لها السعادة والنظام الغذائي السليم معاً، كما ينصح الأطباء بتناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، فهي تساعد على تخفيف أعراض عدم انتظام نبضات القلب، وتعالج ارتفاع ضغط الدم، وهي التونة والسلمون والماكريل وغيرها، وتناولها أيضاً يفيد في منع السكتات الدماغية، ويستحسن طهيها على البخار لأن أحماضها الدهنية أوميغا 3 لاتصمد أمام النار.