عمان - الكاشف نيوز
"يمارس الشباب في أيامنا الجنس قليلا"، هذا ما قررته دراسة أمريكية جديدة وأثارت صدى في هذه الأيام. وفقا للدراسة، الأشخاص الذين وُلدوا بين ثمانينات القرن الماضي وحتى سنة 2000، يقيمون علاقات جنسيّة أقل من أي جيل آخر على مدى التاريخ.
وفقا للنتائج الجديدة، التي نُشرت في Journal Archives of Sexual Behavior فإنّ 15% من أبناء سنّ 20 حتى 24 عاما لم يقيموا علاقات جنسيّة منذ أن كانوا في سنّ 18. من أجل المقارنة، ففي التسعينيات بلغ عددهم 6% فقط.
هل يجدر الانتظار حتى الزواج؟
العادة التي اعتبرت من قريب قديمة، تعود الآن كتيار في الغرب أيضًا: يختار الفتية أن يؤجلوا...
ويعزو الباحثون ذلك إلى فائض المحفّزات، توفر المواقع الإباحية، غياب الاتصال الشخصي في عصر الإنترنت، الاستثمار الكبير في بناء السيرة المهنية، والطموح لكسب المال، والذي يتحقق على حساب الجنس والحبّ. وفقا لمعدّي الدراسة، "عندما يكون الجنس متاحا جدا، يفضّل الشباب "الحفاظ" على ممارسته عندما تكون العلاقات جادّة، والتي سيحققونها عندما يكون لديهم المزيد من الدخل والعلم مما يمكن عرضه على الشريك أو الشريكة".
هذا هو الجيل الأول الذي بدأ بممارسة علاقات عبر الشاشات أكثر من المحادثة المباشرة مع الأصدقاء. أي إنّ الحياة في الإنترنت بالتأكيد تؤثر في الحياة في الواقع، وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى التكنولوجيا والعصرنة. رغم أن الجيل الشاب أكثر تساهلا بكثير، ويتعرض للجنس بنسبة أكبر، فهناك تراجع عندما يتعلق ذلك بالعلاقات الجسدية.
الجنس الافتراضي هو جنس مُسيّطر
قالت متخصصة إسرائيلية في علم الجنس هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت": "يجذب الجنس الافتراضي أكثر بكثير من الجنس الحيّ: فهذا جنس ذو سيطرة، يتضمن تنوعا ومتعة مؤكدة. ومن جهة أخرى، فهو خال من الأمراض، إمكانية حدوث الحمل، إثباتات على القدرة في الأداء وفوق كل ذلك - خال من الالتزامات. عندما لا تكون هناك حاجة إلى المغازلة، المحبة، الإطراء، بذل الجهد من أجل المداعبة المسبقة، وعدم الخوف من الأمراض والحمل غير المرغوب فيها، فمن الواضح جدا لماذا يكون الجنس الافتراضي، بما في ذلك المواد الإباحية، ناجحا جدا".
يبدأ الجيل الشاب بتطوير سيرته المهنية في سنّ مبكّرة. وهكذا يحدث أنّه في سنّ العشرين، يكون الشباب مشغولين جدّا بالتعليم والعمل، وكذلك بتطوير علاقات اجتماعية، ويهملون العلاقات الشخصية والحميمية، والتي كما ذُكر آنفًا تتطلّب استثمارا كبيرا. وهم يلبّون احتياجاتهم الجسدية بأنفسهم، أمام الحاسوب.
لقد تم وضع الجنس، وفقا للدراسة الأخيرة، جانبا لأنّه قد يبكّر الالتزام بمأسسة العلاقة، وهو أمر غير مرغوب تماما في نظر أبناء الجيل الشاب.
خطر على الجنس البشري؟
وفقا لتقديرات باحثين مختلفين، فإنّ هذه الظاهرة ستأخذ بالازدياد فقط. يتعرض الأطفال اليوم إلى التكنولوجيا من سنّ صفر، ومنذ مراحل مبكّرة جدا من الطفولة يدمنون على الشاشات.
الظاهرة في اليابان خطيرة جدا، حتى نشأ، وللمرة الأولى في التاريخ، مؤشر ولادة سلبي. أي أنّ الأشخاص الذين يموتون كل عام أكثر من الأطفال الذين يولدون. يفضّل الشباب الياباني السيرة المهنية والعلاقات الافتراضية، ليتمكّنوا من الإيفاء بمتطلّبات وجدول أوقات المجتمع الياباني الصاخب. إذا انتشرت الظاهرة في العالم، فإنّ الغرب سيواجه نقص في السكان. ومع ذلك، فمن غير المرجّح أن يحدث ذلك في السنوات القادمة، وحينها أيضًا، يبدو أن الدفء واللمسة الإنسانية سينجحان، مع ذلك، في التغلّب على أنواع ممارسة الجنس الأخرى.