عمان - الكاشف نيوز
ينشغل الشارع الرياضي بالحديث عن منتخب النشامى لكرة القدم، وتختلف وجهات النظر في تقييم مسيرته، الأداء والنتيجة والخيارات، كما الاعلام يطرح أيضاً رأيه .. وينتقد في بعض الاحيان ويشيد في أحيان أخرى .. وتمضي مسيرة المنتخب بطموحات البناء على المكتسبات.
.. هي حالة وصلت الى حد «الجدل»، حتى أنه يخيل ان هناك من يفق بموقف المدافع -الشرس- عن خيارات الجهاز الفني وعن النتائج، وعلى الجهة الأخرى من ينتقد بقسوة، فهل بلغت المرحلة حد الصراع بين جهتين؟.
.. بالطبع ليس هناك أي صراع .. وليس هناك طرفين متناقضين، بل على العكس تماماً من يشيد ومن ينتقد تجمعهما قواسم مشتركة، حب الوطن والغيرة على المنتخب الوطني .. والتباهي بانجازاته التي تتحقق منذ سنوات وتتصاعد من مرحلة الى أخرى .. ومن استحقاق قاري الى آخر دولي.
هي ظاهرة صحية، تؤكد مجدداً هامش الحرية الكبير الذي ننعم به في الأردن الأنموذج، وتؤكد أيضاً على أهمية تبادل وجهات النظر بيما يخدم في نهاية الأمر .. مسيرة منتخب النشامى، وتطلعاته وأهدافه وطموحاته.
ولكن لماذا يتصاعد مؤشر، ما يوصف بحالة «الجدل» خلال الفترة الماضية تحديداً؟.
بالطبع الحالة السائدة في الوسط الرياضي، وتحديداً أوساط كرة القدم، بين مشيد بالنتائج والأداء، وبين معارض ومنتقد، ليست وليدة اللحظة، فهي ترتبط دوماً بمؤشر النتائج من جهة .. وسقف الطموحات من جهة أخرى.
.. في السابق، قبل سنوات خلت، أكثر من عقد ونصف العقد وما سبق، كان النقد يبنى على مردود النتائج، وبمعنى آخر عندما كان يشارك المنتخب في التصفيات الآسيوية فإن قمة الطموحات المنافسة على الترشح للنهائيات .. وينسحب الأمر على المشاركات العربية وأيضاً تصفيات كأس العالم عندما كانت المشاركة تقاس بمعايير التواجد في التصفيات وتسجيل الحضور فقط .. وعندما يتلقى المنتخب خسارة كبيرة فإن النقد يشهد تصاعداً في الحدة والطرح.
.. في السنوات الأخيرة اختلف المشهد بمقدار 180 درجة، فعندما سجل المنتخب ظهوره الأول في نهائي بطولة غرب آسيا 2002 اتسعت مساحة الاشادة والاطراء من الجماهير والنقاد والاعلام .. وعندما بلغ المنتخب النهائيات الآسيوية 2004 لأول مرة في التاريخ، عرفت مساحة الاشادة والتقدير اتساعاً جديداً .. وبعد الترشح للدور الثاني لنفس النهائيات ومن ثم التواجد في بطولة كأس العالم للشباب 2007، في انجاز غير مسبوق فإن الطموحات تعززت .. فالتواجد في النهائيات الآسيوية أصبح مسألة مفروغ منها .. وللفئات كافة .. ناشئين وشباب ورجال .. بل أخذت الانظار تتجه نحو النتائج .. ورافق ذلك أيضاً نقلة نوعية في الكرة النسوية بدأت بإنجازات عربية ومن ثم آسيوية!.
وفق ما سبق، وبعد أن كان منتخب النشامى بين قوسين أو أدنى من تحقيق حلم المونديال، حيث التأهل اللافت والتاريخي الى الملحق العالمي المؤهل لمونديال البرازيل، فإن سقف الطموحات أخذ بالارتفاع الى حدود غير مسبوقة، ما يفسر تصاعد حالة الجدل حتى عند تحقيق انجاز بلوغ المشهد النهائي في بطولة غرب آسيا .. فالنتائج الكبيرة واللافتة التي تحققها الكرة الأردنية جعلت الجماهير والنقاد والاعلام يتطلعون دوماً الى الفوز، ما عزز لديها مساحة التفاؤل.
.. هي ظاهرة صحية تؤكد أن كرة القدم الأردنية بقيادة سمو الأمير علي بن الحسين تمضي بالاتجاه الصحيح .. فالرؤية والاستراتيجية والأهداف لا ترتبط بأسماء المدربين بقدر ما ترتبط بصاحب الرؤية وقائد مسيرة اللعبة، وهنا يكمن بيت القصيد.
نعم، النقلة النوعية التي تشهدها الكرة الأردنية .. والنتائج اللافتة التي يسجلها منتخب النشامى دفعت بالطموحات الى حدود لا سقف لها .. وهي ظاهرة صحية يجب أن نستثمرها بشكل ايجابي .. فالجميع يتفق على مصلحة منتخب النشامى ويتطلع الى البناء الواثق على المكتسبات .. والله الموفق.