عمان - الكاشف نيوز
لماذا يوجد المزيد والمزيد من الطلاق في العالم؟ ما الذي يجعل الأزواج هشّة؟ لماذا بعد بضع سنوات من الزواج ، ينفصل الزوجان وينتهي بهم الامر الي الطلاق؟ وقد اوضحت استطلاعات الرأي، أن هناك المزيد من حالات الطلاق خلال الخمسينات وأن الأزواج يعتقدون انهم غير قادرون علي التفاهم وان الطلاق هو الحل. هذه الفئة العمرية هي الأكثر عرضة لحوادث الانفصال، لماذا؟ لان يبدا الالتازم يتلاشي في العلاقة لغاية ما تتراكم اوضاع سوء الفهم بدون التوضيح، و يتحول الي تحديًا كبيرًا لحياة الازاج.
لا يتطلب الأمر سوى غضب مفاجئ لوضع حد للزواج.
ومع ذلك ، يمكن للروتين والملل في الزواج ان يؤدي أيضا إلى الابتعاد بين الزوجين. إذا استمرت حالة الفراغ العاطفي، ممكن ان ينتهي الامر بتخلي احدي الزوجين عن الحياة المشتركة.
هناك أيضًا شركاء يبحثون عن المثل الأعلى لكي يطبقونها في حياتهم الزوجية ، انما البحث عن الكمال وارادة تقليد ما نشاهده من سطحيات حول الاخرين يمكن ان يدفعنا الي ممارسة الضغوط علي الشريك في الزواج، مما يخلق مضايقات وصراعات من نوع اخر. وعلاوة على ذلك، ان الغضب والنقد والشتائم والازدراء في العالم العربي هم أيضا سبب للطلاق بعد سنوات طويلة من الزواج، مما تشعر الشريكة بالاهانة و الذل ولا توافق علي أن تتعرض للإساءة. ما يجب أن نفهمه جيدا ، هوأنه مع التقدم في السن لا بد علي الأزواج ان يعرفون بعضهم البعض بشكل أفضل ، ويجب عليهم ان يظهرون المرونة والتفاني في علاقتهم مع بعض.
الأزواج الذين يعيشون في الهدوء يفهمون بعضهم البعض بهدوء ، لأنهم يقدمون تنازلات فيما بينهم وذلك يجنب الإحباط بينما في الازواج الاخري, ينجح الزواج بشرط خضوع الزوجة لأوامر شريكها. ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة في العالم العربي بشكل خاص، لأن الشركاء الذكور هم من يسيطرون علي ازواجهم. هذه هي الدول التي يتم فيها تنظيم الزيجات وخضوع المرأة لاوامر سيدها والا يتم طردها من بيتها الي اهلها، وليس هناك تكافؤ بين النساء والرجال كما هو منصوص عليه في التقاليد والمعتقدات. كما ان المرأة بالنسبة لهذه الفئات المجتمعية رمز الانجاب ، والحياة الجنسية مكرسة للأمومة فقط.
كما ان فروق السن المفرطة هي أيضا، تهديد حقيقي للحياة الزوجية ولمواصلة الزواج. في هذه الحالة ، قد تشعر المرأة بالظلم من تقديم الكثير من التضحيات وفقدان حياتها في تعليم أبنائها ورعاية أسرتها. لذا، يلجا كثير من الرجال والعائلات الي منح هبة عقارية للمراة أو معاش شهري، والذي يسمح لها بتغطية مصاريفها لغاية الوفاة وذلك يشعر المراة بالوفاء والتحفيز لرعاية أسرتها. هذا النوع من التعويض الذي يحل محل فقدان المرأة الي وظيفتها والتمتع بالتقاعد في ما بعد.
بالطبع ، هناك أيضًا اشخاص يريدون بعد الخمسين سنة تغيير حياتهم وشريكهم في الزواج. وينطبق هذا على الجنسين اللذين يبحثان عن إنجاز جديد ، ونضارة جديدة للحياة مع شريك أصغر سناً واكثر حيوية.
لكن الفروق في السن مضللة، لانها غالبا ما تقوم على أساس المصالح المتبادلة بين الزوجين، وفي المجتمعات القبلية ييبقي ذلك شان عائلي. بعض الناس يجدون صعوبة في العيش لما يتقدمون في السن ، حتى لا يستطيعون رؤية شريكهم في الزواج مريض او غير قادر علي ممارسة انشطته الحيوية والمعتاد عليها مثل الرياضة، تزيين البيت اوالخروج مع الاصدقاء. كما ان الرغبة في العودة الي الشباب هي أيضا جزء من أزمة الزواج، ورفض التخلي عن الاستمتاع و المغامرة والترفيه. إنها أزمة الدماغ وهي عقلية وفيزيولوجية ، وتتسم برفض الملل والكرب للاعتراف بأن عصرنا لم يعد يسمح لنا بالقيام بالأنشطة الشبابية. ولبدء حياة جديدة ، يبقي الحل الانسب إحياء مسيرة الشباب.
ومع ذلك ، يمكن للأزمات الاقتصادية ، وعدم التوافق الجنسي، والتدخلات العئلية مصدر للصراعات كما ان العلاقة الزوجية ذو اتجاه واحد مدمرة للزوجين. ولكن لا يزال من الممكن أن يؤدي الملل في الزواج إلى زيادة سوء الفهم والاتهامات على كلا الجانبين والي انهيار الزواج.
وفقا للطبيب النفسي الشهير والمحلل سيرج هيفيز (2010) ، في كتابه "مشاهد الحياة الزوجية" الزواج التزام استثنائي ، والعيش في الأزواج يتطلب الإرادة ، والتفاهم ، والتذكير بان هناك لحظات خاصة من الحب والحقيقة، والتنازلات، والحوار الجيد.
والحفاظ على الزواج يضمن الاستمرارية و تطور الاخلاق الحسنة الي عادة طيبة بعيدة عن الشوائب مثل:
1- مشاركة مشاعرك وطموحاتك ومشاكلك علانيا مع شريكك حياتك وتجنب التصرف في الخفاء ،
2-تجنب الانتقادات والتعنيف الشريك،
3-جعل الأولوية لزواجك واسرتك ، وان لا تتسبب الاختلافات في الاراء بمشاكل بين الأزواج ،
4-القيام بالأنشطة التي يحبها كلا الشريكين، وتعلم التعرف علي الشريك وتحديد النقط التي توحدهم وتمنح لهم الراحة المتبادلة،
5-تقاسم المسؤوليات والالتزام بها يساهم في تطوير الثقة والنية الطيبة بين الازواج،
6-التواصل الجيد أمر ضروري للزوجين ، للتغلب على العقبات ومعرفة ما يزعج الاخر ،
7-التحدث بصراحة حول العلاقة الزوجية مهم من اجل التعرف عن الاخطاء، حل الخلافات وتجنب الدخول في الصراعات.
يتمحور سر الزواج القوي حول الاحترام المتبادل، والاستقلالية لكل شريك. والعلاقة المثالية تتركز علي الشراكة في الزواج ، وقيام الزوجين بتنظيم حياتهم علي اساس الاتفاق والتفاهم والقدرة على إدارة وقتهم وعملهم وأطفالهم ، مع الحفاظ على اللحظات الثمينة لعلاقة الزوجية.