عمان - الكاشف نيوز
للعلاقة الجنسية أهمية تتعدى عملية الاتصال الجنسي. عندما يتخلى الثنائي عنها ويُخرجها من حياته، هناك ثمن كبير سيسدّده يومياً. فالهوية الجنسية هي جزءٌ من هوية الشخص، وفي إعطاء الشخص أهمية جنسياً، رفعٌ من ثقته بنفسه وراحةٌ أكبر في حياته. وعلى الرَّغم من أن العلاقة الجنسية تتّخذ نسبة قليلة من علاقة الثنائي، إذا ما غابت هذه العلاقة أو لم تكُن مرضية، سينعكس الأمر سلباً في شكلٍ كبير على كيفية رؤية الشخص للعلاقة، لشريكه، والأهم لنفسه، حسب النهار:
لكن العديد من الأشخاص المتزوجين يكفّون عن ممارسة الجنس، معتمدين على هذه الأعذار الثلاثة التي يتوجب عليهم التخلي عنها:
1- لستُ قريباً من شريكي: يشعر أحياناً المتزوجون بالوحدة والغربة عن الشريك، فلا يعود الزوجان متقاربَين ومتفاهمَين، ويُنهيان علاقتهما الجنسية تلقائياً. لكن بما أنهما متباعدَان عاطفياً، فهذا لا يعني أن عليهما الامتناع عن ممارسة الجنس. طبعاً لا نعني هنا أن يُجبر الشخص نفسَه لممارسة الجماع، ولا نفترض أن الجنس يحلّ المشكلات الزوجية. ولكن التصرفات الجسدية الحميمة تؤدي إلى مشاعر حميمة، كما يؤكد موقع Psychology Today. من هنا، على الثنائي تجديد ارتباطه العاطفي عبر ممارسة الجنس، أو عبر اللمس فقط، إذ يُمحي الأمر في معظم الأحيان أي تشنجات تصيب العلاقة ويسمح للشريكَين التحادث بصراحة أكثر، خصوصاً أن الفترة بعد الاتصال الجنسي تتّسم بحميميتها.
2- لا أشعر أني مثير جنسياً: لا شك في أن الثقة بالنفس تضطلع بدورٍ في العلاقة الجنسية. هذا ما يشرح انعدام المتعة الجنسية عند النساء والرجال معاً عند استسلامهم لـ"أصواتهم الداخلية" القائمة على النقد الذاتي القاسي. إذ تخيّم عليهم أفكارٌ سلبية عن ذاتهم، وعن شكلهم وجسمهم ووزنهم، ويؤدي هذا الأمر إلى خللٍ في العلاقة الجنسية، بما أن أحد الشريكَين أو الشريكين معاً ضحية النقد الذاتي.
لكن يؤكد المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة أن الامتناع عن الجنس ليس الحل، بل على الثنائي استغلال هذا الضعف النفسي وممارسة الجنس كلما انتابَ الشخص هذا الشعور، ما يؤدي إلى القضاء عليه تدريجياً. لكن يحذّر المعهد من أن هذه "الخطة" تتطلب دعماً وصبراً من الشريك، للارتقاء بالعلاقة الجنسية وجعلها ممتعة ومُرضية، ما ينعكس إيجاباً على الثنائي.
3- كبرتُ بالسّن: لفتت مجلة Journal of Marriage and Family الموزّعة في جامعة ولاية ويسكونسون الأميركية في عدد تشرين الأول المضي إلى أن 29% من المتزوجين البالغين من العمر ما بين 57 و85 لم يمارسوا الجنس منذ أكثر من سنة على الأقل. من الطبيعي أن يخف الاتصال الجنسي مع التقدم في العمر لضرورات جسدية ولكن هذا لا يعني الامتناع الكلي عن الجنس . فإذا كنتَ تريد ممارسة الجنس، ولكن تُقنع نفسك بالامتناع عن الأمر بما أنك تقدّمتَ في السن، فهذا الأمر لا يجوز.
وما يؤكد أن المتقدمين في السن يمكنهم ممارسة الجنس والاستمتاع بالأمر أيضاً هو فيلم Something's Gotta Give الذي يُظهر أن على الإنسان عدم الإصغاء لأفكاره السلبية والمانعة له عن القيام بما يريده وما يحتاج إليه أيضاً، لدرجة أن المجلة نفسها ذكرت الفيلم لتؤكد للمتقدمين في السن أن ممارستهم الجنس ليست أمراً معيباً بل عادياً وصحياً.