عمان - الكاشف نيوز
يشعر المتزوّجون حديثاً بالأمل في غدٍ واعد، بما أنهم ينطلقون في مرحلةٍ جديدة من حياتهم. فعندما يتزوّج المرء، تتغيّر علاقته بالشريك، حتى لو كانا مرتبطَين لعدّة سنوات قبل الزواج.
وكيفية تعامُل الزّوجَين الواحد مع الآخر في الأشهر والسنوات الأولى من الزواج، تحدّد أساس علاقتهما الزوجية، ما يحتّم عليهما، حتى يتمكّنا من بناءِ زواجٍ سليم ومن الاحتفال باليوبيل الذهبي لزواجهما بعد 50 سنة، أن يتخطّا العقبات الخمس التالية:
1- إنهاء المغازلة مع الزواج:
تتميّز فترة المواعدة قبل الزواج برومنسيتها وروعتها بهدف الفوز بالشريك المستقبلي. لكن في معظم الأحيان، يتوقّف كل سلوك مغازلة بين الشريكَين بعد زواجهما، باعتقاد أحدهما أو اعتقادهما معاً أن"ربح الجائزة" قد تحقّق ولا ضرورة للمضيّ بالمغازلة والإطراء والرومنسية، وِفق موقع Psych Central. يسبّب هذا الأمر خيبة أمل كبيرة للشّريك، فمن الضّروري أن يتصرّف الزوجان كأنهما لا يزالان في فترة المواعدة.
استحمّ وغيّر ثيابك إذا ما عُدتَ إلى المنزل متعرّقاً. اجلب الزهور من وقتٍ لآخر. حضّر مواعيد رومنسية حميمة. إذا ما أنجبتما أطفالاً، يمكنكما الاستعانة بمربية أطفال ليومٍ معين، فتستمتعان في وقتٍ رومنسي خارج المنزل. لا يجب أن تتوقّف المغازلات والخطوات البسيطة التي تعبّر عن الاحترام والحب والإعجاب بالشريك، والتي كانت متوافرة في الفترة التي سبقت الزفاف. فهي تُبقي الحب و"نار" العلاقة مشتعلة.
2- الرغبة الدائمة في حبٍّ جديد:
الحبّ الجديد مثير لأنه يحوي مشاعر الجِدّة والاكتشاف والحماس. فيه نشوةُ الشخص الجديد المفتون بك وبقصصك والمُعجَب بشخصك، ما يؤدي إلى شعورك الدائم بالبهجة. لكن، ويا للأسف، يدمن الناس الحداثة حتى في الحب، فيتجنّبون الاستقرار في علاقة جدية ولا يتمتعون بالملذّات المميزة في حبٍّ طويل الأمد. في الواقع، لا عيب في الاستمتاع بالحب الجديد، لكن لا يجب أن يظلّ الشخص مفتّشاً عن الحب للتمتع بالفترة الأولى منه فقط.
من هنا، على الزّوجَين الجديدَين أن يتخطّا توقعاتهما وأن يتطلّعا لما يمكن الحب الناضج أن يقدّم لهما، ينصح موقع Psychology Today. فالعلاقة تصبح عميقة بعد الزواج، وحميمة أكثر، ولها متعتها التي تغلب متعة الحب الجديد "المبتدِىء". والعلاقة الحميمة تتمثّل في معرفة الشخص لما يفكّر به الشريك، وتكمنُ متعتُها أيضاً في الراحة والثقة اللّتَين تطبعان العلاقة الجنسية. عليك إذاً أن "تحتضن" المرحلة التي تتبع الزواج، فالحب ليس محدوداً أو جميلاً في بداياته فقط.
3- السلبية:
تزيد الحياة اليومية من الضغوطات على الثنائي المتزوّج، حتى لو كانت العلاقة سليمة. فيبدأ أحد الزّوجَين بذِكر الأخطاء التي يقوم بها الآخر، ثمّينتقده شريكه مراراً، ولا يتمّ التّركيز إلا على الأمور السلبية. لكن الانتقاد الجارح والشجارات المستمرة تُغرق الزواج في معمعة لا ضرورة لها، وقد تقضي عليه كلياً.
في الواقع، وجد المعالجون النفسيون أنه للتعويض عن التأثير السلبي الذي تسبّبه عبارة جارحة واحدة، على الشخص أن يتوجّه إلى شريكه بثلاثة إلى خمسة إطراءات، كما أورد Psychology Today نفسُه. إذ على الزّوجَين أن يُبعدا الأمور السلبية ويقوما بجهدٍ مشترك للاستمتاع بالأمور الإيجابية التي تطبع علاقتهما. فالزواج ينجح كلما احتفل الشريكان بالنجاحات، ودعم الواحد الآخر كلما طلّت الصّعوبات والتحديات برأسها.
4- الامتناع عن الحل الوسط:
"لن أتنازل" هي العبارة التي تدور في رأسك بعد حصول شجارٍ مع الشريك، فيما الأمر لا يجوز البتّة. فالزّواج يتطلّب التضحية والتنازل والتوصل إلى حلّ وسط بعد الإصغاء والتفاهم. من أبرز المشكلات التي تواجه العلاقات الزّوجية، كما ذكرت جمعية علم النفس الأميركية، هي اعتبار الشخص أن عليه الانتصار على شريكه بعد شجارٍ ما، متناسياً أن في الزواج ليس هناك من رابحٍ وخاسر، بل علاقة تتطلّب جهداً مشتركاً. أي إن الزوجَين يخسران معاً ويربحان معاً.
وتنصح الجمعية أن تعمل وشريكك على تقنياتكما "التفاوضية" وأن تمتنعا عن التوجه بالكلام الغاضب لبعضكما البعض، عبر التركيز على أهدافكما المشتركة وليس على من سيربح الشجار – أي على الهدف بعيد المدى.
5- الامتناع عن الارتباط الكلي:
يعاني كثيرون من تجارب بشعة ومرّة في علاقاتٍ سابقة فيمتنعون عن مشاركة ذاتهم كلياً في زواجهم. إذ إن قلقهم المستمر من عدم نجاح علاقتهم الزوجية قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشلها! ويعودون لتجربةٍ مرّة أخرى بما أنهم لم يرتبطوا كلياً بالشريك.
من هنا، عليك أن تلتزم بارتباطك الزوجي، ينصح موقع Mind Body Green. اعلم أن في الزواج مطبات كثيرة، ومشكلات قادمة، وتحديات عدة، ولن تتمكن من تخطّيها مع شريكك، إلا إذا كان ارتباطكما كاملاً تحميه الثقة بينكما.