عمان - الكاشف نيوز
تختلف وجهات نظر كثيرين في تفضيلهم مدة الخطوبة: طويلة أم قصيرة؟، فيرون أن لكل مدة إيجابياتها وسلبياتها، فيرى فريق منهم أن الخطوبة الطويلة تتيح مساحة للتفاهم بين المخطوبين، في حين يعارضهم آخرون إذ يعتقدون أن طولها يقود إلى خلق حالة من الروتين والركود والمشاكل، وإن لم تكن بين العروسين، فستكون بين أهليهما، وتتحكم الظروف المادية والعادات والتقاليد في مدة الخطوبة، التقرير التالي يستطلع آراء مواطنين في مدة الخطوبة: أيفضلونها طويلة أم قصيرة؟
الخطبة التقليدية
العشرينية هنادي اختلاف مدة الخطوبة إلى عدة عوامل: طبيعة العادات والتقاليد، والوضع المادي، وقالت: "الفتيات يفضلن مدة الخطوبة الطويلة أكثر من الشباب، خاصة إن كانت الخطبة تقليدية، وتكون الخطوبة الطويلة أفضل ليتآلفا، ويتفهم كل منهما طبيعة الآخر".
وأضافت: "إلى جانب أنها فيها شيء من الترفيه، فبعد الزواج تكثر المسؤوليات، أيضًا تسمح لكل من العروسين بمعرفة عادات وتقاليد الآخر، إضافة إلى أنها تزيل مشاعر التوتر والخوف والقلق بين الخاطبين".
مرحلة تَصنّع
في حين يرى الشاب فادي الذي رفض أن تمتد مدة خطوبته أكثر من شهرين أن طول المدة سلبياته أكثر من إيجابياته، وأولها هو أن كلا الخاطبين لا يكونان على طبيعتهما في تلك المدة.
وأضاف: "أيضًا تشكل عبئًا ماديًّا على الشاب؛ فكل زيارة إلى بيت خطيبته يضطر إلى حمل الهدايا، أو الذهاب إلى المطاعم، إلى جانب أن بعض الخلافات البسيطة تصبح مشاكل كبيرة فيما بعد في حال تدخل أطراف أخرى فيها، وينصح لهما من حولهما بفسخ العقد على أساس أنهما على البر".
خارج إرادته
وتحدث معتصم بأن طول مدة خطوبته كان خارجًا عن إرادته؛ فالوضع المادي هو المتحكم بذلك، خاصة أن تكاليف الزفاف كثيرة من: صالة فرح، وسهرة، و"فدعوس"، وكوافير، وبدلة الفرح، وغيرها من الأمور، وفوق كل ذلك استئجار شقة.
وأشار إلى أن طول مدة خطوبته سبب حالة من الملل والروتين بينه وبين خطيبته، موضحًا أنه لو كان ميسور الحال لأنهى تلك المدة بشهرين بدلًا من تجاوزها ستة أشهر.
قيود الأهل
أما صابرين فرأت أن قيود الأهل في بعض الأحيان تحدد طبيعة مدة الخطوبة، فبعض الأهالي -خاصة أهل الفتاة- يرفضون مدة الخطوبة الطويلة خوفًا من كلام الناس، ومنذ بداية التقدم لخطبتها يشترطون على أهل الشاب ألا تزيد الخطوبة على أشهر عدة.
وقالت: "والأهل ذاتهم يمنعون خروج الخاطبين بمفردهما، والجلوس وحدهما، وقد يكون ذلك في بعض الأحيان وسيلة للضغط على الشباب للاستعجال في الزواج".
لزواج ناجح
وفي السياق ذاته أوضحت الاختصاصية الاجتماعية سعاد المحتسب أن الخطوبة ليس لها مدة محددة يمكن أن نقول إنها مثالية؛ فالأمر يعتمد على كثير من العوامل، مثل: سن الخاطبين، وطبيعتهما الإنسانية والاجتماعية، وقدرتهما على التواصل، لافتة إلى أن بعض الأشخاص يحتاجون إلى وقت أطول من الآخرين في التكيف وبناء العلاقات، "ولكن لا يفضل أبدًا أن تكون أقل من أربعة أشهر حتى يتسنى لهما التعارف"، وفق قولها.
وترى أن الخطوبة القصيرة ليست صحية، متابعة: "فالخاطبان لا يعرف كل منهما الآخر، خاصة إذا كان الحديث عن زواج تقليدي، والزواج ليس بالأمر الهين، فهو مؤسسة مهمة وأساسية يقوم عليها المجتمع، فكيف ستقوم بلا تخطيط ودراسة وفهم ووعي؟!".
وأضافت المحتسب: "فالعلاقات تحتاج إلى وقت لبنائها ودراستها، وهذا لن يكون في شهر أو اثنين، كذلك لا أفضل الخطوبة الطويلة جدًّا، لأنها ستسبب لكليهما المشاكل، وحدوث صدامات وخلافات، وربما تدخل العائلتين بشؤونهما، ونشوء بعض المواقف المحرجة والمثيرة للخلافات، إضافة إلى انطفاء وهج العلاقة، وشعورهما بعبء أكثر من شراكة ومحبة".
وأشارت إلى أنه يمكن تحديد معايير الخطوبة بمدى توافق الخاطبين، وشعورهما بالوصول إلى مرحلة جيدة من التفاهم والانسجام، التي لن تحدث قبل خمسة أو ستة أشهر، إضافة إلى الوضع المادي وقدرتهما على الجهوزية والتحضير لإتمام الزفاف.
ولفتت المحتسب إلى أن الوضع المادي سبب رئيس ليس فقط لإطالة مدة الخطوبة، بل لمنع كثير من الشباب من الإقدام على فكرة الارتباط، بسبب الدخل المحدود، وارتفاع تكاليف الزفاف، والبطالة، وغيرها، فتجهيز البيت وأمور الزفاف أمر منهك جدًّا، لاسيما إذا كانت عائلة الفتاة متطلبة.
وأرجعت عدم تفضيل بعض العائلات الخطوبة الطويلة إلى رغبتهم في تجنب الخلافات التي قد تفشل الزواج، والحفاظ على الشكل العام للخاطبين، خاصة سمعة الفتاة، وتجنب أي علاقة أو انجراف عاطفي بين الخاطبين، واختصار بعض التكاليف في أثناء الخطوبة، مثل: الهدايا والرحلات والصرف الزائد.
وبينت المحتسب أنه لتجنب الخلافات في تلك المدة لابد من الاختيار الصحيح والمتكافئ منذ البداية، واختيار مدة متوسطة ومعقولة للتعارف والتخطيط وبناء العلاقة سوية، وعدم تدخل العائلتين في شؤونهما، وعدم الاستعجال، والتفكير والدراسة الصحيحين لكل منهما، وعدم المبالغة بالتوقعات.