عمان - الكاشف نيوز
لا تزال ملامح وجوههن بكامل نضارتها، وفى ريعان الشباب، رغم المسئوليات الملقاة على عاتقهن منذ زواجهن مبكراً، وإذا تصادف اصطحابهن للصغار والمرور فى الشارع، دائماً يختلط الأمر على الآخرين، ويُصنفونهن كأمهات، غير متوقعين أنهن جدات لأحفاد تتراوح أعمارهم بين عدة أشهر وبضعة أعوام.
فى سن الـ16 عاماً، تزوجت صابرين محمد، تبعاً لعادات وتقاليد قريتها التى تتبع محافظة الجيزة، لتصبح أماً لثلاثة أبناء، وجدة لحفيدة لا يتعدى عمرها العام. تحكى الجدة صاحبة الـ36 عاماً، عن فرحتها بالزواج فى سن مبكرة، كباقى بنات قريتها، غير متوقعة ندمها الشديد على تكرار تجربتها مع ابنتها الكبرى، التى تخلت عن تعليمها للزواج من رجل يكبرها بـ20 عاماً: «بنتى اتجوزت وعندها 18 سنة، دايماً فى مشاكل وخلافات مع جوزها بسبب فرق السن، هى عايزة تعيش حياتها، وهو بيعمل لكل حاجة حساب وعايز يبنى مستقبل بنته، ومفيش على لسانه غير ياريتنى كنت اتجوزت واحدة من سنى».
وفاة زوج «صابرين»، بعد فترة قصيرة من الزواج، إثر إصابته بفيروس سى، وتحمّلها مسئولية تربية أبنائها، لم تحرمها من الحفاظ على الاهتمام بهيئتها وملابسها: «لسه عز شبابى، كل ما أروح مشوار مع حد من عيالى، الناس تتفاجئ إنى أمهم، وكمان جدة».
تتألم «نسرين»، صاحبة الـ38 عاماً، كثيراً بمجرد تذكّرها مرض ابنتها وإصابتها بالحمى أثناء فترة حملها، لعدم قدرة جسدها على التأقلم مع ظروف الحمل، وتهوّن الأمر على نفسها بأنه سيكون لها نصيب فى رؤية أحفاد أحفادها، أسوة بوالدتها الخمسينية.
تستمتع «نسرين»، بممارسة دور الجدة تجاه حفيدتها، بحملها ومداعبتها لبعض الوقت، أو العناية بها فى حالة انشغال والدتها، مما أثار شعور الغيرة داخل ابنتها تجاه طفلتها التى لا تتعدى العامين: «باحس وأنا شايلة حفيدتى أنها بنتى، ونفسى أقضى معاها وقت أطول، لكن فى ظل كل الشغل اللى ورايا اليوم بيخلص بسرعة، ومش بيبقى فيه وقت أعدى على بنتى، وأشوف حفيدتى».
«أنا تيتة صغيرة»، عبارة تقولها حنان عمار، أمام الكثيرين بسرور شديد، ترجع سببها إلى وجود حفيدها، الذى لا يتعدى عمره عاماً واحداً، لم تستطع خلاله أن يمر يوم عليها دون رؤيته والاطمئنان عليه، بالإضافة إلى متعتها الكبيرة بشراء احتياجاته ومستلزماته، التى أيقظت مشاعر الأمومة داخلها: «اسمه يونس، باحس دايماً تجاهه بشعور مختلف وجميل، لازم كل يوم يبقى معايا ألعب معاه وآخد بالى منه، هو الونس ليا بعد انشغال الجميع فى الشغل والدراسة، كل ما أروح فى حتة أقول للناس أنا جدة يا جماعة».
يوضح الدكتور وليد حامد، طبيب الصحة الإنجابية، بأن زواج البنت فى سن صغيرة قبل تخطيها الـ 18 عاماً، يعرّضها لمشاكل عدة، سواء كانت جسدية أو نفسية، تظل تعانى مشقتها فى جميع مراحل حياتها، بداية من دخولها منزل الزوجية مروراً بفترة حملها، التى تنشغل بعدها فى دوامة رعاية الأبناء والأحفاد دون المرور بخبرات حياتية مختلفة تستند عليها.