عمان - الكاشف نيوز
أخصائيون يؤكدون أن قبول الصراحة يعود إلى الطريقة التي تلقى بها وإلى شخصية المتلقي، وأن الصراحة المطلقة بين الزوجين قد تتسبب في المشاكل والخلافات.
أجواء محفزة على المصارحة
تحدث الكثير من الخلافات بين الأزواج بسبب صراحة أحدهما، فالصراحة قد تكون الباب المشرع على الخلافات الزوجية بل قد يؤدي فتحه لفشل هذه الحياة من الأساس. ويتذمر بعض الأزواج من صراحة الشريك ويعتبرونها عيبا في شخصيته وقد يلام عليها لأنها تتسبب في بدء الشجار كونها لا تخضع لحدود توقفها عند الحدود اللازمة بغرض عدم السقوط في الوقاحة وتجريح الطرف الآخر.
ويعتبر العديد من الأزواج أن الحديث قبل الزواج عن الرغبة في الارتباط بشخص صريح ليس إلا من باب التنظير والكلام الرومانسي الذي يفتقد للواقعية، لأنه بعد الزواج وعندما يشرع الشريك في مصارحته بما يفكر فيه أو برأيه في مسألة مهمة وغير ذلك، فإنه لا يقبل تلك الصراحة وقد يغضب وتبدأ الخلافات لهذا السبب.
وتقول منی أحمد ربة منزل، إنها كانت تشجع زوجها في فترة الخطوبة على أن يكون صريحا معها، وأن يحكي لها كل شيء يفعله، ولكن صدمت بعد الزواج بصراحته التي تصل إلى حد الغباء، فمثلا “يقول لي إن مكياجك غير مناسب أو إن الفستان واسع جدا عليك وأصبحت مضحكة… إنني تمنيت لو كان زوجي منافقا حتى يغمرني بكلمات رقيقة بدلا مثل هذه الكلمات الثقيلة”.
أما نسمة حسين، معيدة في جامعة خاصة، فتؤكد إنها تعتبر صراحة زوجها مصدرا لسعادتهما خاصة وأنه يتميز بأخلاق رفيعة، ما يجعل كلامه الصريح رقيقا ومرفوقا بابتسامة دائما، كما أن صراحته تدعم علاقة الصداقة بينهما فهو يفضفض لها عن كل ما يدور خارج المنزل بينه وبين أصدقائه وأقاربه بأريحية، وهي تحترم هذا فيه.
ويرى مجدي أحمد، مهندس مدني، إنه احتار مع زوجته، فعندما يصارحها ويقول لها عن كل ما يدور في العمل ومع أهله فإنها تغار، وأحيانا تغضب وإذا أخفى عنها شيئا وعرفته من أحد غيره فإنها تغضب، ويضيف “إنني عندما أخفي عنها شيئا سواء عن قصد أم لا وعندما أقوله لها بعد فترة تقول أنني وضعتها أمام الأمر الواقع هذا الأمر محير جدا إلى درجة جعلت أصدقائي يعلموني كيفية التفنن في الكذب والخداع”.
طريقة المصارحة يجب أن تكون بسيطة وظريفة ومقنعة
من جانبه يعتقد جلال رجب، صيدلي؛ أن المرأة لا تجدي معها الصراحة بل إنها تهوى الكذب وتعشق النفاق، فمثلا إذا قلت لها إن هذا الفستان سيء جدا ولا يناسب عمرك، فإنها تغضب بل يصل الأمر إلى طلب الطلاق ولكن إذا قلت لها إن هناك فستانا آخر عندما ترتديه تشعر أنها ملكة جمال وأن هذا الفستان جميل ولكن الآخر أجمل فإنها سوف تهرول وتغير هذا الفستان وترتدي ما يُظهر لك أنها ملكة جمال…
ولا يحب أحمد خالد، موظف في بنك؛ أن يخفي عن زوجته شيئا، ويقول “لكن هناك أشياء لا يصح أن أقولها لها فهي ستنزعج من صراحتي، لذا فأنا أخفي عليها أشياء وأصارحها بأشياء أخرى وذلك حفاظا على مشاعره”.
ويقول أستاذ علم النفس إلهامي عبدالعزيز إن قبول الصراحة يعود إلى الطريقة التي تلقى بها وإلى شخصية المتلقي فإن كان من يتفوه بالصراحة شخصا غليظا لا يحافظ على مشاعر أقرب الناس إليه فهي استفزاز وليست صراحة. وأما عن شخصية المتلقي فيجب أن يكون قادرا على تحمل كلام الزوج أيا كان خاصة إذا كان صريحا بطبعه.
ويعارض أستاذ الصحة النفسية رشاد علي الصراحة المطلقة بين الزوجين ويقول إنها أمر سلبي وتسبب المشاكل والخلافات التي تدب في الحياة الزوجية وقد تؤدي بها إلى الانفصال، لذا فإن كان الزوج لا يستطيع أن يصل بصراحته إلى قلب زوجته فليصمت فلا يصدق أو يكذب، مؤكدا أن الصراحة تكون أحيانا غير مجدية كأن يخبر الشريك شريكته عن رأي أهله فيها، أو بعض حديثه مع زميلاته في العمل ومجاملاته لهن.
وتنصح أستاذة علم الاجتماع هدى الشناوي الزوج أو الزوجة بالتحلي بالثقة في النفس وفي الزوج، ما يجعلهما يتقبلان مصارحة بعضهما دون انزعاج وتكون المصارحة أحسن من أي شيء حين توثق الصداقة والصدق بين الطرفين، ولكن في نفس الوقت لا بد أن تكون طريقة المصارحة بسيطة وظريفة ومقنعة.