عمان - الكاشف نيوز
أن يقوم رجل بإجبار امرأة على ممارسة الجنس يعني أنّه اغتصبها، وهو أمر يعرّضه للمحاكمة في قوانين جميع دول العالم، ولكن ماذا إن جرى العكس؟ إذ هل يمكن للمرأة أن تجبر رجلاً على ممارسة الجنس معها؟ سؤال تجيب عليه دراسة إنكليزية قامت بها دكتورة من جامعة لانكستر تدعى سيوبهان ويري.
وبحسب تقرير تناولته "BBC"، فإن الدكتورة ويري أجرت دراسة تُعتبر الأولى من نوعها حول الإيلاج الإجباري بالنسبة للرجال، شملت 200 رجل، أظهرت أن كثراً من الرجال عانوا من إجبارهم على ممارسة الجنس من قبل شريكاتهم، إلّا أنّهم لم يُفصحوا عن ذلك، حيث تشير الدكتورة ويري إلى ضرورة مراجعة القوانين المتعلقة بالاغتصاب لدعم تلك الحالات.
حالة خطرة!
وكشفت الدراسة عن قصة أحد الرجال الذين شملهم البحث، والذي أوضح أنّ شريكته قامت بإيذاء نفسها خلال ممارسة الجنس معه ونُقلت إلى الطوارئ للعلاج بأحد المستشفيات، لتقوم بأذيّته بعد 6 أشهر من الحادثة الأولى أيضاً خلال العلاقة الحميمية.
وقال الرجل الذي سُمِّي بحسب الدراسة بـ"جون": "كنت جالساً في غرفة المعيشة، وجاءت من المطبخ، ولكمتني بعنف في أنفي لتبدأ بعدها بممارسة الجنس معي، وتحوّل العنف ليصبح جزءاً من نمط حياتنا، وقد طلبت شريكتي استشارة طبية وحُولت لطبيب نفسي، ولكنها لم تذهب في الموعد".
ويتابع: "عندما تعود من عملها تطلب الجنس أولاً لتصبح عنيفة بعد ذلك، ولقد وصل الأمر إلى الحد الذي بتُّ ألعن اللحظة التي تعود فيها من العمل".
وأوضح أنّه ذات يوم استيقظ ليجد شريكته قد وضعت قيداً حديدياً في يديه، ثم بدأت في ضربه على رأسه، وأجبرته على ممارسة الجنس، كما أنّها أجبرته أحياناً على تناول المنشطات الجنسية كالفياغرا، موضحاً أنّه لم يعد يرغب بممارسة الجنس معها لكنّها كانت تجبره!
لا أحد يصدّق!
يشير جون إلى أنّه عندما حاول إبلاغ الناس بما يحدث كان يجابه بعدم التصديق، قائلاً: "كانوا يسألونني لماذا لا تغادر المنزل. حسناً.. لقد اشتريت البيت من أجل أطفالي، كما أن هناك جانباً مالياً في الموضوع، وقد نظرتُ إلى العلاقة من هذه الزاوية".
لأنهم رجال!
يقول أحد الرجال المشاركين في البحث أيضاً، إنّه عندما أخبر ضابط شرطة بتعرّضه للاغتصاب والتعنيف، قال له الضابط: "لا بدّ أنك كنت مستمتعاً، وإلا كنت قمت بالإبلاغ عن الأمر بأسرع مما فعلت".
وقال مشارك آخر: "إننا نشعر بالذعر والحرج من الحديث في الأمر، فلا أحد يصدقنا لأننا رجال، إذ كيف يمكن أن يتعرّض رجل لمثل هذه السيناريوات؟ أنظر إليه.. إنه رجل".
نعم يمكن للمرأة أن تغتصب رجلاً!
يرفض المجتمع تصديق فكرة اغتصاب المرأة للرجل بسبب أنّ الرجل أقوى من المرأة جسدياً، إضافة إلى قناعة البعض بأنّ ما من رجل يرفض فرصة جنسية، عدا عن أنّه ما من علاقة جنسية ستحصل دون "انتصاب" لدى الذكر، لكن الدكتورة ويري توضح أنّ "الانتصاب مجرد استجابة لمحفز" قائلة: "هناك بحث يشير إلى أن النساء قد يستجبن جنسياً لدى تعرضهن للاغتصاب (كحدوث انتشاء) لأن الجسد يستجيب لمحفّز، وهذه قضية لا يتحدث فيها الضحايا الرجال والنساء بشكل كاف، إنما هناك دليل على ذلك".
أما عن عدم قدرة المرأة على اغتصاب الرجل لقوته البدنية، فإن ويري تشير إلى أنّ بعض المشاركين في البحث تعرضوا للاغتصاب خلال سُكرهم أو غيابهم عن الوعي,وفق صيحات .
أما عن خلاصة الدراسة، فإن ويري أوضحت أن أغلب المشاركين في الدراسة اعتبروا الإيلاج الإجباري "اغتصاباً"، كما شعر بعضهم بالإحباط لعدم إدراج القانون في إنكلترا وويلز لهذا الأمر باعتباره "اغتصاباً"، مشيرة إلى وجوب إعادة النظر في القانون المتعلق بهذا الأمر.