عمان - الكاشف نيوز
نود دوماً الإشارة لأهمية الحياة الزوجية، لأنها السبب في البناء الاجتماعي القويم، و لأنها أساس الاستمرارية الإنسانية، مادياً وروحياً، لكن هنالك معوقات لبناء هذه الحياة، و معوقات لاستمراريتها، ليبقى العقل المتزن هو الربان الوحيد في تذليل العقبات، و تقديم الإنتاج الأفضل، و كما قال السيد المسيح: من ثمارهم تعرفونهم .
العنوسة
هي التأخر بالزواج حتى عمر متقدم بعض الشيء، بالتالي كما يقال: يفوت قطار الزواج، و بالطبع للزواج شروط واضحة، لكن لا يجب أن تصبح قيوداً صماء، خاصة أن بناء الأسرة أمر مبارك تجاه الواجبات والحقوق الربانية والإنسانية، و نلاحظ في حياتنا اليومية، أن الابتعاد عن تصعيب و تعقيد الأمور يكون ذا فائدة مريحة، فما بالنا بالخطوة التي يسعى إليها كل شاب وفتاة يدركون أهميتها، وضرورة قوامتها.
أسباب العنوسة
تتعدد الأسباب و النتيجة واحدة ، وحسب ما حدثنا به مع منتصر عبد الرازق، دبلوم تربية، يبدو أن أكثر أسباب العنوسة تأثيراً هو الغرور، حيث تنطلق منه كل الأسباب الأخرى، فالفتاة لا ترضى إلا بما يسمى فارس الأحلام، الذي تتنازل عن مواصفاته تدريجياً بتقدم عمرها، ذلك للابتعاد عن الواقع، والمغالاة تجاه النفس، مع رفض حيثيات الواقع الذي نعيشه عامة .
قالت سماهر . د، تقول : كنت أرى أن زوجي يجب أن يكون في نفس المستوى العلمي لي، لكن التحصيل العلمي أخذ من عمرنا القسم الأكبر، و الباقي أخذه القياس الخاطئ تجاه بناء الأسرة، بالنهاية تزوجت بشخص لا يملك الشهادات، لكنه كان أفضل من غيره، و لمست عدم صوابية نظرتي الأولى.
قال الأب
بشير. ج، 56 سنة، قال: لدي مهنة متواضعة، لكنها ساعدتني بتربية أولادي و تعليمهم ، بعدما رزقني الله بفتاة و شابين، لكن ابنتي دائمة التكدر من عمل أبيها وتراه عائقاً حقيقياً في زواجها، و تقول: إن الفقر والمستوى الاجتماعي سبب في عدم طلب يدها ولا أخفيك أحياناً أتمنى أنها لم تولد .
نتيجة
يقول هلال. أ ، موظف، 53 سنة: أخي يبالغ دوماً في مسألة التوافق الخارجي بالزواج، فعندما أراد تزويج ابنته كان يطالب بتوازي الشهادات الجامعية، و لا ينفك من انتقاد أي رجل متزوج و زوجته تعلوه بالتعليم، حتى كانت نتيجة زواج ابنته حياة ظلماء، وبعدها طلاق، وأطفال ضائعة.
منظور عام
أحمد شعبان، موظف، 57 سنة، قارئ في الفقه الديني، قال: العنوسة خطر يهدد استمرار المجتمع ، و نلمس تزايد عدد الفتيات المتأخرات عن الزواج و أكثرهن من المثقفات وصاحبات الشهادات العالية، مما قد يدلنا أن الغرور يلعب دوراً كبيراً في نشوء هذه الظاهرة، لذلك نلاحظ أن كثيراً من الأسر خرجت على السماحة واستبدلت بمعانيها الفاضلة معاني مادية مبالغ بها., هنا يجب الحذر من الفتن والأغراض غير الأخلاقية التي يمكن أن تحدث نتيجة تأخر سن الزواج ، فبالزواج يشكل الزوجان خلية جديدة في المجتمع تحتاج إلى أركان وثوابت، أولها الابتعاد عن التفكير بالذات واحترام وتفهم قدرات الطرف الآخر، واعتماد الوضوح والصراحة في كل شيء بما في ذلك العيوب ومن شأن ذلك إيجاد مناخ ملائم لحياة زوجية أفضل
توضيح
نكمل حوارنا مع منتصر عبد الرازق حيث يقول: إذا حددنا مجالات التفوق بين المرأة والرجل بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والمهنية والعلمية فإن دراسة أثر تفوق المرأة على الرجل في هذه المجالات لمن الموضوعات الحساسة التي تحتاج إلى تناول دقيق ورقيق وبحساسية خاصة، نجد أنه وفي ظل هذا التفوق لصالح المرأة على الرجل هناك زيجات ناجحة وأخرى فاشلة، إذاً نجاح أو فشل الزواج لا يتوقف بالدرجة الأولى على تفوق المرأة أو تواضع إمكاناتها أمام إمكانات زوجها.
لنصل للقاعدة الذهبية في نجاح الزواج، وهي: يكون التفضيل حقيقياً عندما يجعل أحدهما يحتاج إلى الآخر ليتكامل معه وليكتمل به، لا يحاول تجاوزه و العلو الكاذب عليه.
المحرر
ذكرنا حالات موجودة بمجتمعنا، فالعدالة الإلهية موجودة بين الذكر والأنثى، فكلاهما خلق الله، لكن التعديات الفكرية في الأزمان المتلاحقة، أوجدت تربة خصبة لزرع الإشكالات الناهضة بنتائج بائسة، لايمكن لزواج أن يكون صحيحاً، إلا إذا كان مبنياً على التفاهم والقناعة، و التكامل لبناء مستقبل يليق بالزوجين معاً، والسعي الدائم لبعض النساء لإلغاء دور الرجل ما هو إلا كلمة السر المحققة للهدم و ليس للبناء، والعكس صحيح، فالزواج هو اندماج روحي جسدي لا بد من حمايته و الحفاظ عليه.