عمان - الكاشف نيوز
تعد الأسرة أساس المجتمع، فمنها يبدأ وعليها يعتمد، وبقدر ما تكون الأسرة متماسكة يكون المجتمع قويا ومتماسكا ومترابطا، وهذا الأساس يتكون عن طريق الزواج الذي يشبع الحاجات النفسية والجسدية والاجتماعية للأفراد، ويوفر الهدوء والاستقرار.
ولكن، هل أصبح الزواج في أيامنا مشكلة تعجز عن حلها المعادلات الحسابية، لتشكل في النهاية ظاهرة أو كابوسا يهدد الملايين من الفتيات والشبان، فيما يسمى “العنوسة”.
ففي اللغة العربية الفصحى، يقول العرب “عنست المرأة”، تعنس بالضم، عنوسا وعناسا أي حبسها أهلها عن الزواج.
ولكن هذه الظاهرة لا تقتصر على الفتيات فحسب، وإنما على الرجال أيضا، وجاء في لسان العرب “العانس من الرجال والنساء، والذي يبقى زمانا بعد أن يدرك لا يتزوج”، ووفق التطور الزمني للمجتمع يختلف مفهوم العنوسة في المجتمع القروي عن المجتمع المدني، والعنوسة بالمجتمعات أمر نسبي تبعا لتطور الأعراف ومستجدات الحياة، وعبر الزمان، وفي المجتمعات الحالية نرى أن سن الزواج أخذ بالارتفاع.
أنواع العنوسة
– النهج العنصري لكلا الجنسين، كالمواصلة في الدراسة والعمل، بالإضافة الى الحركات التحررية التي تطالب بخروج المرأة من الحياة التقليدية.
– النهج المعاشي نتيجة انتشار البطالة وارتفاع تكاليف الحياة، وصعوبة الحصول على مسكن، وتأثيث مستلزماته كافة وغلاء المهور.
– عنوسة اختيارية، ولكلا الجنسين، وتتم بمطلق الإرادة وبكامل التصميم، وذلك لعدم الرغبة في تحمل المسؤولية للأسرة والأطفال.
– عنوسة قسرية، ولكلا الجنسين، والتي تكون ناتجة عن ظروف الحياة.
الأسباب التي ساعدت على انتشار العنوسة
– الأسباب المادية، وهي تتعدد وتتداخل مع بعضها، منها ضعف الدخل العام للشباب، غلاء المعيشة، وارتفاع المهور.
– ارتفاع تكاليف الحياة وتجهيزات الأفراح.
– الإكثار من متطلبات الزفاف على الشباب.
– تكفل الفتاة بالأسرة، وعليه تضطر بعض الفتيات الى رفض كل من يتقدم لخطبتهن، بسبب إعالة أسرتها، والإنفاق عليها.
الأسباب التربوية
– غياب الوازع الديني وانتشار الانحلال الأخلاقي.
– كثرة المشاكل المتعلقة بالطلاق والتفكك الأسري، والخيانات التي تكره البعض في الزواج.
– وسائل الإعلام؛ حيث تسهم من خلال البرامج والمسلسلات في تكريس مجموعة من المفاهيم حول الأفكار الخاطئة أو المبالغة في وصف الحياه الزوجية، وربطها بنشوب المشاكل والخلافات.
الأسباب الاجتماعية
– التشدد في التقاليد الاجتماعية، وذلك بتكريس الفوارق الطبقية، وحصر الزواج في دوائر محددة.
– التأثير في معايير الاختيار لدى الشاب والفتاة، وذلك من خلال دفعهما للمبالغة في مواصفات وشروط شريك الحياة.
– الخوف من الحياة الأسرية والمسؤوليات خوفا من الضيق.
– اختلاف المذاهب، ويتم رفض المتقدم للزواج لاعتبارات دينية وطائفية.
الأسباب الصحية والنفسية
الجانب الصحي مهم جدا في مسألة الارتباط، والأمراض قد تعيق الزواج بوسائله كافة، وعدم تقبل الشريك وأسرته للمرض سواء كان السكري أو الضغط أو القلب أو العيوب الخلقية أو الاضطرابات النفسية، وخطورتها، وهذا قد يؤدي للعنوسة سواء للذكر أم للأنثى.
الحد من ظاهرة العنوسة
– يبدأ في الأسرة، من خلال تعديل الاتجاهات السلبية والأفكار الخاطئة حول المبالغة في المهور وحفلات الزفاف والإرشاد الديني من قبل الأسرة، ومن ثم المدارس.
– المشاركة في تقوية الروابط الاجتماعية والانخراط في المجتمع.
– إعداد برامج جماعية لتنمية وعي الشباب بأهمية الزواج، وتكوين أسرة مستقلة.