عمان - الكاشف نيوز
لا شك أن الحب أحد المشاعر السامية التي فطرنا عليها، ولكن كأي شيء آخر، الإفراط فيه قد يقودك إلى عواقب ليست حميدة، فغالبا ما يتحول الشعور بالحب إلى نوع من الإدمان لدى الكثيرين.
ولكن السؤال هنا، هل الانشغال الدائم بالحبيب والرغبة في ممارسة كل شيء معه أو الانشغال الدائم به يمكن اعتباره نوعا من الإدمان؟
• هل الحب إدمان؟
وفقا لموقع "سايكولوجي توداي" الخاص بالطب النفسي، فإن الحب مثل المخدرات، وإدمان الحب أشبه بـ"إدمان الجنس".
لكن الجمعية الأمريكية للطب نشرت أن الحب الرومانسي العميق ليس إدمانًا، على الرغم من أنه يكتسب بعض سمات الإدمان، مثل الانشغال الدائم، ولكن ليست كل أنواع الانشغال ضارة، فعندما يقودك ذلك الانشغال إلى حياة مزدهرة سيكون مفيدًا ولا يمكن اعتباره إدمانًا.
• كيف تجعل حبك أعمق؟
يقول خبراء النفس، إن ممارسة الأنشطة ستصبح ذات قيمة إذا شاركتها مع رفيقك، لكنها في ذات الوقت ستغدو مدمرة إذا قمت بها بشكل سطحي أو اعتيادي فقط، لذا فالأنشطة العميقة ضرورية لحب عميق طويل الأمد.
ربما ترتبط فكرة الرضا العميق هذه بفكرة أرسطو عن ازدهار الإنسان؛ حيث يقول إن الازدهار البشري ديناميكي والأنشطة الذاتية الهادفة هي أهم عناصره، ولكن ازدهار الإنسان ليس حالة مؤقتة من المتعة السطحية، بل تنطوي على تفريغ طاقاتنا الطبيعية لأطول فترة.
• هل رغبتك الدائمة بالبقاء مع شريكك هوس؟
يُعرَّف الهوس، الذي يُعتبر العرض الأساسي لأي إدمان، بأنه انشغال دائم بفكرة أو شعور بشكل مزعج، ولكن الانشغال المستمر بفكرة أو بشخص ليس ضارًا في حد ذاته؛ طالما أنه لا يضر بازدهارك.
وبما أن الحب العميق ينطوي على انشغال إيجابي يعزز ازدهار الفرد الشخصي، فلا يمكن اعتباره هوسًا.
غالبًا ما يُنظر إلى التكرار على أنه سلبي، خاصةً عندما لا نكتسب أي قيمة مضافة من قول أو فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا؛ ولذا فإنه غالبا ما يولد الفتور والملل.
لذا يمكن أن يكون النشاط المتكرر ضارًا عندما يتم إجراؤه بشكل مفرط أو بطريقة تضر بالأنشطة المزدهرة الأخرى، وعندما لا يساهم مثل هذا النشاط في تطورك وازدهارك، فمن المحتمل أن يصبح إدمانًا.
• هل الحب بشكل مفرط أمرًا خطيرًا؟
يعتمد السؤال عما إذا كان الحب إدمانًا أيضًا على ما إذا كان يمكن أن يكون الحب مفرطًا، أي ما إذا كان بإمكاننا أن نحب أكثر من اللازم.
وهناك تمييز بين الشدة الرومانسية، التي تعبر عن القيمة اللحظية للمشاعر الحادة، والعمق الرومانسي، الذي يجسد تكرارًا للحب الشديد على مدى فترات طويلة من الزمن.
الحب العميق هو محرك الازدهار، لذا فإنه ليس شعورا سلبيا، والخط الفاصل بين الشعور الرومانسي العميق وظاهرة "إدمان الحب" يعتمد على الفرق بين الأنشطة العميقة والسطحية، حيث إن السمة المميزة للموقف الإدماني ليست شدة العاطفة بل سطحيتها.