عمان - الكاشف نيوز
الطلاق هي المرحلة الأخيرة بعد محاولات متكررة في إنجاح العلاقة الزوجية، وقد ينفذ صبر الزوجان ويلجأون إلى هذا الحل في نهاية المطاف. فلماذا قد يلجأ كلا الطرفين إلى الطلاق، وهل يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
الكثير منا أقسموا الولاء لبعضهم وتوقعوا قصة حب من نسج الخيال والتي يدوم فها الحب إلى الأبد، ولكن الواقع يختلف عن الأساطير وقصص الحب التي تذكر في الأفلام الهندية. والحياة الزوجية ليست قصة خرافية ففي معظم الحالات تنتهي الحياة الزوجية بالطلاق، وقد لوحظ تزايد نسبة الطلاق في المجتمعات العربية تحديداً وكذلك الغربية. فلماذا يحدث الطلاق؟ وما هي الأسباب التي تؤدي بالزوجين إلى الوصول للمحكمة وطلب الطلاق؟
التوقعات المرتفعة
يعيش الزوجان قبل الدخول إلى القفص الذهبي كما يسمونه، حياة مليئة بالحب والسعادة وكأن الحياة من حولهم ورود وألوان، ولكن عندما يتعلق الأمر في داخل القفص أي الحياة الزوجية فقد يختلف الأمر لديهم وينصدمون من هذه الحياة الجديدة، وقد يشعرون بخيبة أمل، وهذه التوقعات المرتفعة التي زرعت في عقولهم منذ الطفولة قد أدت بهم إلى الطلاق، والخطأ يكمن هنا أن كلا الطرفين لم يتناقشوا من قبل في المسائل التي تتعلق في التوقعات المستقبلية من الحياة الزوجية.
لذا ينصح المقبلون على الزواج مناقشة كل حيثيات الحياة الزوجية، وتحديد الأهداف المتوقعة والرغبات لكلا الطرفين. ومعرفة سلوك كل شريك تجاه الاخر.
الخيانة الزوجية
أحد أسباب الطلاق الرئيسية هي خيانة أحد الزوجين. ولا يقتصر مفهوم الخيانة الزوجية فقط على العلاقة الجسدية والتي تضم ممارسة الجنس خارج إطار الزواج. ولكن الخيانة أيضا مقرونة بالخيانة العاطفية، أي عندما يغرم أحد الزوجين بشخص اخر، وهكذا ينتهي الحب بين الزوجين ، وتتفكك الأسرة.
الزوجان مختلفان
الزواج لا يقوم فقط على التوافق الجسدي، ولكن ينبغي أن يكون أيضا حدوث توافق نفسي حتى يحظى كلا الطرفين بحياة زوجية سعيدة. وعندما يفشل الزوجان في تحقيق الإنسجام فيما بينهم يحدث حينها الطلاق . وفيما يتعلق في توافق أو تطابق الزوجان، فكثير من الأزواج لا يصلون إلى مرحلة التوافق مع الشريك وبالتالي قد تصل بهم الأمور إلى طلب الطلاق. وقد تظهر هذه الحالة أيضا نتيجة الضغط المستمر على الرجل بالزواج، وبالتالي يأتي الزواج كردة فعل فقط لإسكات الأفواه التي تردد دائما " متى ستتزوج؟"
فقدان الصبر والتحمل
العديد من الأزواج تنحفض لديهم القدرة على الصبر والتحمل وتحديداً اتجاه بعضهما البعض، فقد تمر السنوات وتزداد المشاكل المتراكمة وقد يزداد الأمر سوءاً أيضاً عندما ينجبون الأطفال ويزداد العبء عليهم، وقد يبدأون بالبحث عن سبل الطلاق. الكثير من الأزواج يتجاهلون أهمية الصبر والتساهل في الحفاظ على الحياة الزوجية.
اختلاف مصدر الدخل
وقد يكون الوضع الاقتصادي والمالي في المنزل، من احد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الطلاق، لاسيما وإن كان أحد الطرفين يتميز بخلفية اقتصادية وقد جاء من عائلة ثرية أو يتحلى بمنصب اجتماعي مرموق، فقد يزداد الأمر تعقيداً. ويمكن أن تظهر الكثير من المشاكل بسبب الوضع المالي، واختلاف الخلفيات الاقتصادية فقد يمكن أن يسبب هذا الجانب الشعور بالنقص عند أحد الطرفين. وقد تظهر حالات من التوتر تتعلق بالمنصب، ومكان الإقامة والنفقات المشتركة والوضع الاقتصادي في المنزل.
عدم الاهتمام بالمظهر
وعلى مر السنوات، العديد من الأزواج يفقدون الاهتمام بالمظهر الخارجي ، الأمر الذي قد يسبب فقدان الجاذبية الجنسية وبالتالي الخيانة والطلاق.
العائلات لا تتفق
قد لا يتفق أهالي الزوجين مع بعضهم البعض، وقد يؤدي هذا في معظم الحالات إلى حدوث توترات عديدة قد تؤدي إلى طلاق الأبناء. وفي الحالات التي يقوم بها والد الزوج أو الزوجة بالتدخل بشكل مبالغ فيه في علاقة الأبناء ، قد تحدث نزاعات يكون سببها الرئيسي هذا التدخل . وهذه الحالات شائعة خاصة عند بعض الازواج ممن يعتمدون مادياً على أهاليهم.
نقص في التواصل
عدم حدوث تواصل مباشر بين الزوجين قد يحول الحياة الزوجية إلى جحيم، والمشكلة تكمن إذا توقع أحد الأزواج من الطرف الاخر تخمين رغباته دون الحاجة إلى النقاش العميق والمباشر. والتواصل المباشر مع الشريك هي من اهم ركائز الزواج.
تجربة طلاق في العائلة
وقد أكدت البحوث أن الاشخاص الذين يأتون من المنازل التي شهدت حالات طلاق، يميلون إلى الطلاق أكثر من أولئك الذين يأتون من منازل يعيش فيها الأم والأب في سعادة غامرة. ويعتقد علماء النفس أن السبب في ذلك هو انعدام الثقة في مؤسسة الزواج. غير أن الأزواج الذين عاشوا تجربة تندرج فيها حالة طلاق الوالدين، فقد يشعرون بميل أقل تجاه انقاذ حياتهم الزوجية، وقد يكون الحل برأيهم اللجوء للطلاق.
الغيرة والحسد
سبب الغيرة الحاصل بين الزوجين، يكمن في انعدام الثقة بين الطرفين. لاسيما وأن الحياة الزوجية الناجحة تستند بشكل أساسي على الشعور بالأمن والثقة، وإن اختفت هذه المشاعر، فقد تصبح الحياة الزوجية عقيمة وقد ينتهي المطاف بطلب الطلاق. وانعدام الثقة بين الزوجين هو مرتبط في الأساس بمرحلة الطفولة، والحالة النفسية، وكذلك خلفية العائلة التي انجبت هذا الزوج او الزوجة.