قد يعاني بعض الرجال خلال فترة من حياتهم من مشكلة البرود الجنسي، وهي إحدى المشكلات الشائعة التي تعكر صفو الحياة الزوجية وقد تؤدي إلى الانفصال بين الزوجين، ورغم أن هناك اضطرابات جنسية متعددة قد تصيب الرجال، كالضعف الجنسي، والقذف المبكر، وتأخر أو غياب القذف، فإن البرود الجنسي عند الرجال أكثرها إثارة للخلافات بين الزوجين، إذ إن الشريك في كثير من الأحيان يشعر أن شريكه لا يرغب به أو أنه يميل إلى شخص غيره، دون أن يعلم أن هناك سبب مرضيّ وراء ذلك.
ما المقصود بالبرود الجنسي عند الرجال؟
يشمل مصطلح البرود الجنسي ثلاث مشكلات، هي: انعدام أو نقص رغبة الرجل في العلاقة الجنسية، وعدم القدرة على تحقيق استجابة جنسية أو تحقيقها بصعوبة كبيرة، وعدم الاستمتاع بالعلاقة الحميمة أو الوصول إلى النشوة الجنسية المرغوبة.
ما الفرق بين البرود الجنسي والضعف الجنسي؟
البرود الجنسي هو انعدام أو نقص رغبة الرجل بالعلاقة الجنسية، أي أن الرجل لا يُقبل بأي شكل على العلاقة الحميمة، أما الضعف الجنسي فلا يعتمد على رغبة الرجل، فهو يرغب في العلاقة الجنسية ولكنه لا يستطيع إتمامها.
متى يقال إن الرجل بارد جنسيًا؟
يكون الرجل مصابًا بالبرود الجنسي إذا وُجدت الأعراض التالية:
١- الامتناع عن العلاقة الحميمة فترة طويلة دون وجود سبب واضح.
٢- عدم الوصول إلى النشوة الجنسية خلال العلاقة الحميمة، أو الوصول إليها بعد فترة طويلة للغاية.
3- انتصاب العضو الذكري المستمر دون وجود أي إثارة.
ما أسباب البرود الجنسي عند الرجال؟
يرتبط بشكل أساسي بالأسباب النفسية، وبشكل أقل بالأسباب الجسدية.
الأسباب النفسية: القلق المزمن والشعور بالإحباط، الخوف من الفشل، عدم الارتياح للشريك، الاكتئاب، الفصام، الشذوذ الجنسي مثل ما هو لدى مثليي الجنس، آثار ما بعد الصدمة، خاصة إذا تعرض الرجل في صغره لحالات اعتداء أو تحرش جنسي.
وننوه هنا إلى أن البرود الجنسي يمثل عامل خطر رئيسًا لتطور الاضطرابات النفسية، وغالبًا ما يتضمن علاج الأمراض النفسية أدوية تؤثر سلبًا على الأداء الجنسي، وبالتالي فإن الأمراض النفسية وعلاجاتها الدوائية تزيد من خطر الإصابة بالبرود الجنسي، ومن ناحية أخرى، قد يؤدي هذا البرود الجنسي إلى تفاقم المشكلات النفسية، ما يشير إلى وجود علاقة معقدة ثنائية الاتجاه.
الأسباب الجسدية: تأثير سلبي لبعض الأدوية، كالمنشطات الجنسية، والكحول، وبعض مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، ومضادات الهيستامين، وأدوية العلاج الكيميائي، وتعاطي المخدرات، وأمراض الكلى، والسرطان، وانخفاض نسبة هرمون الذكورة “التستوستيرون”.
كيف يجب أن تتعامل الزوجة مع المشكلة؟
إذا كان الزوج يعاني من البرود الجنسي، فهناك بعض الخطوات التي يجب على الزوجة اتباعها، وهي:
1. تتحدث معه بأسلوب هادئ وبسيط، وتؤكد له أنها زوجته التي تحبه وستبقى تحبه، ولكن هناك مشكلة يجب البحث عن حل لها.
2. عدم الضغط عليه، فهو بالتأكيد لن يستجيب لحديث زوجته من المرة الأولى، وربما ينكر وجود مشكلة من الأساس، لذا على الزوجة التحدث عن الأمر من حين لآخر من دون ضغط.
3. محاولة التخفيف عنه واقتراح أخذ فترة استراحة إن كانت تشعر أنه يعاني من ضغوط العمل والتوتر أو الإجهاد أو القلق.
4. في حال الفشل بعد كل المحاولات السابقة، يجب اقتراح مراجعة طبيب العائلة.
كيف يُشخّص سبب البرود الجنسي عند الرجال؟
إذا كان الشخص يعاني من أعراض البرود الجنسي فيجب مراجعة الطبيب وعرض المشكلة عليه، وليستطيع الطبيب تحديد السبب الدقيق للبرود الجنسي، يقوم باستجواب المريض عن عاداته الحياتية والتاريخ المرضي والجراحي والأدوية التي يستخدمها وجرعاتها، وقد يطلب فحص مستويات السكر والتستوستيرون في الدم، وربما يطلب استشارة طبيب أمراض نفسية.
كيف تعالَج الحالة؟
تعتمد معالجة البرود الجنسي على معرفة السبب، فإذا كان جسديًا غالبًا ما يزول البرود الجنسي تلقائيًا بعد علاج السبب، أما إذا لم يتبين وجود أي سبب جسدي فيجب طلب الاستشارة النفسية.
وتتضمن المعالجة النفسية، إضافة إلى علاج المرض النفسي إن وجد، محاولة حل المشكلات الزوجية والضغوط العصبية، والتوعية الجنسية، وتشجيع السلوكيات غير المرتبطة بالجنس ولكنها تحفز التنبيه، مثل المغازلة وإظهار الحب، ولمس المرأة جسم الرجل بمناطق أخرى غير الأعضاء التناسلية، ما سيزيد الراحة عنده وقد يحفز ذلك الشعور بالإثارة.
وتتوقف المدة التي يستغرقها العلاج على السبب، فمثلًا، إن كان أمرًا طارئًا بسبب توتر أو إجهاد فلن يستغرق العلاج وقتًا طويلًا، وإن كان السبب مرضًا جسديًا، فهنا الأمر يتعلق بالمدة التي يحتاج إليها هذ المرض للشفاء، وأما إن كان سبب البرود الجنسي هو الاكتئاب، فبالتأكيد سيحتاج العلاج إلى وقت طويل.