عمان - الكاشف نيوز
يعتقد بعض من الأزواج والزوجات أن العلاقة الحميمة من الأمور الشخصية، والتي لا يجب أن تخضع لأي تدريب، فهم يرونها من الأمور الفطرية الطبيعية عند الإنسان، ولهذا المعتقد مشاكل عديدة، خاصة عندما تتحول العلاقة الحميمة إلى مجرد أداء واجب، أو فقط لإشباع الرغبة لدى الشخص، والتي تصبح مجرد عملية ميكانيكية لا تحقق الرضا والراحة النفسية التي تحدث بعد اللقاء الحميم، والذي يعد أحد أهم العوامل التي تقوي وتزيد من متانة الرابطة العاطفية والاجتماعية بين الزوجين، وقد لوحظ أن الكثير أيضاً من المقبلين على الزواج، وبخاصة بعض الشباب، بدؤوا يهتمون بالبحث عما يجعل العلاقة الحميمة أكثر متعة وإثارة، ما يجعلهم أكثر حرصاً على التعرف إلى كل ما يجعل الطرف الآخر أكثر إيجابية واستمتاعاً في العلاقة، ومن أهم الأمور التي يجب أن تضاف إلى «قائمة مستلزمات العلاقة الحميمة» التعرف إلى أسس تحقيق الرضا لكلا الطرفين.
الحالة:
الرسالة التالية وصلتني من الآنسة «تماضر.ع» تقول: إنها شابة تبلغ من العمر 22 عاماً، ومقبلة على الزواج، وهي حريصة على أن تثقف نفسها في كل الأمور المتعلقة بالعلاقة الحميمة، ولذلك تحرص على متابعة ما ننشره على الموقع، ولفت انتباهها أننا نتحدث دائماً عن تحقيق الرضا في العلاقة الحميمة بين الزوجين، وتقول: إنها لا تعرف ما هو المقصود بالرضا الجنسي، ويشغل بالها كثيراً ما تسمعه عن كثرة الطلاق؛ لعدم التوافق في العلاقة الحميمة، وتسأل: «كيف يمكن أن أحافظ على زواجي؟ وخاصة أنه تم عن طريق الأهل، ولا أعرف الكثير عن زوجي المستقبلي، كما أنني أشعر بالحرج الشديد في أن أسأل أحداً من المعارف، أو حتى الصديقات، عن مثل هذه الأمور الخاصة جداً.
الإجابة:
أشكرك على أنك حققت الهدف من نشر هذه المعلومات من خلال "سيدتي نت"، والتي تهدف إلى تحقيق قدر من التثقيف للمقبلين على الزواج من كلا الجنسين، وحتى لإعادة الحيوية للعلاقات الحميمة والتي مر عليها فترة طويلة.
أولا: اسمحي لي بأن أقول لك ولكل الفتيات، وأيضاً لبعض الشباب المقبلين على الزواج: إن العدو الأول لنجاح العلاقة الحميمة بين الزوجين هو «الخجل»، فلا مكان للخجل أبداً في العلاقة الحميمة بين الزوج وزوجته، ويجب أن تتعودي على عدة أمور لتحقيق ما سألت عنه، وهو الرضا، والذي يعد أحد أهم العناصر للمحافظة على استمرارية العلاقة الحميمة، وبالتالي استمرار الزواج، فقد وجد في دراسة قام بها عدد من المختصين في العلاقة الزوجية بجامعة «ميتشيغن» أن الفتور في العلاقة الحميمة، وعدم تحقيق الرضا، يشكل أكثر من نصف حالات الطلاق، يليها الأسباب المادية.
والمقصود بالرضا، هو حصول الزوجين على ما يطمحان له من إشباع للرغبات، وأيضاً الفانتازيا بمشاركة بين الزوجين، ومتناغمة ومستمرة على مدار الزواج، وقد وجد أن معظم الذين يعانون من مشكلات زوجية تكون نابعة من عدم التوافق، وعدم تمكن الزوجين من إيجاد الحلول لهذه المشكلة وإهمالها، ما يؤدي إلى تراكم المشكلات واتساع الفجوة بين الزوجين، والتي قد تنتهي بالطلاق.
وكونك مقبلة على الزواج أقدم لك بعض الإرشادات، التي تساعدك وزوجك على الحصول على القدر المطلوب من الرضا الجسدي:
أولاً: الحوار عن كل الأمور التي تحبينها ويحبها هو في العلاقة الحميمة، وقد يكون من الأفضل أن تعرفي بعض الحقائق حول هذا الموضوع، فالرجال والنساء لديهم خيالات وفانتازيا، تختلف عند المرأة عنها عند الرجل، فالرجال عادة تكون فانتازيا الجنس لديهم بصرية، في حين تكون سمعية وحسية أكثر عند النساء، فلو فهمنا هذه الفروق لاستطعنا أن نركز على ما يرغبه كل طرف من شريكه.
ثانياً: المداعبة والتهيئة التي تسبق عملية الجماع، تعتبر أهم خطوة لتهيئة الأجواء للجماع الجيد، وبخاصة عند النساء، وهو ما تساعد عليه فترة المداعبة، وهي تختلف من شخص لآخر، ويمكن التعرف هنا على التوقيت والآلية بالممارسة أثناء الزواج، كما يمكن الاستعانة ببعض المواد المساعدة.
ثالثاً: قد يستغرب البعض من الحقيقة العلمية حول كيفية الحصول على علاقة حميمة جيدة، عن طريق الممارسة المنتظمة والتلقائية، لأنها مثل الرياضة مع الممارسة يتحسن الأداء، وهنا نلاحظ الفرق في عدد المرات للقاء الحميم، عادة ما تقل مع مرور الوقت، والمهم أن تكون بصورة منتظمة، ومن دون مواعيد خاصة في الفترة الأولى من الزواج.
رابعاً: كوني جريئة وغير نمطية، وأخرجي العلاقة الحميمة من غرفة النوم إلى كل البيت؛ حتى تكسري الروتين وتقضي بالتالي على النمطية والملل، فلا يوجد قواعد أو نظام لمكان العلاقة الحميمة، استمتعا كما تريدان وبكل الخصوصية والراحة لكما.
خامساً: من الأمور الأساسية لتحقيق الرضا، عدم التفكير في أن العلاقة الحميمة هي مجرد أداء واجب، أو أنها من مكملات الزواج، أو أنها تحصيل حاصل، لكونكما متزوجين، فمثل هذا التفكير يجعل العلاقة الحميمة مجرد لقاء جسدي، لا روح ولا حياة فيه، وهنا تأتي الخطورة على مستقبل الزواج خاصة بعد الإنجاب.
سادساً: من الأمور التي يغفل عنها الكثيرون، هو أهمية تقوية عضلات الحوض للرجل والمرأة، بنفس الدرجة من الأهمية، فالعلاقة الحميمة تشمل الجانب العاطفي النفسي، وأيضاً الجانب العضلي الحركي، والذي يجب أن يساعد على تحقيق قدر من المرونة أثناء الجماع.
سابعاً: ممارسة الألعاب الحميمة أثناء العلاقة، يساعد على زيادة الإثارة، وبالتالي التشويق والتطلع لهذه العلاقة في كل مرة يحدث اللقاء الحميم.
ثامناً: احرصي على ارتداء الملابس المثيرة، وأنت أيضاً عزيزي الرجل: احرص على أمرين تعشقهما كل النساء، الأمر الأول هو النظافة الشخصية، تعطر وتزين لها، كما تفعل هي لك، والأمر الثاني هو الاحتواء الجسدي بعد انتهاء الجماع «لا تنس ذلك».
وأخيراً لا تنسيْ أهمية أن تشكريه، وأنت أيها الزوج لا تنس أن تطبع قبلة شكر على جبينها بعد الانتهاء، وقبل أن تخلد للنوم، فهذا هو مسك الختام.