عمان - الكاشف نيوز
صاغ الوحدات فصلاً جديداً من حكايات ألقه، بعدما تفوق على نفسه، ليُهدي كأس الدوري إلى جماهيره، للمرة الـ(13) في تاريخه.
وأنهى الوحدات بفوزه على ذات راس ليلة أمس الأول، ماراثوناً مثيراً شهده الموسم الحالي، وتقلبات لم تكن في الحسبان، جعلت صدارته مهددة في الكثير من الأحيان، قبل أن يقول كلمة الحزم والحسم.
ولم تكن طريق الوحدات مفروشة بالورود للظفر باللقب، بل شاقة ومتعبة من البداية حتى النهاية، تخللتها مطبات عديدة، وخسائر مفاجئة وصادمة، لكنها لم تثنه عن مواصلة المشوار نحو الهدف المنشود، قبل أن ينجح بتحقيقه بجدارة واستحقاق.
ولم يقتصر حضور الوحدات هذا الموسم على لقب دوري المناصير فحسب، بل تعداه إلى إنجاز ذي مضمون أعمق يحمل الكثير من الدلالات الإيجابية ويعكس النظرة المستقبلية للقائمين على النادي.
فاللقب، تحقق بمساعدة الكثير من اللاعبين الصاعدين من أبناء النادي، الذين (مُنحوا) الفرصة لإثبات قدراتهم، فكانوا أهلاً للثقة والمسؤولية، فكسبوا محبة واحترام الجماهير.
تلك الجزئية تحديداً، تسجّل لإدارة النادي والجهاز الفني للفريق بقيادة عبدالله أبو زمع، وهي درس مجاني لكل من يريد استخلاص العبر، إذ تحمل بين سطورها أهمية رعاية اللاعبين الشباب مبكراً ومنحهم المكانة التي يستحقونها لأهداف فنية، وأيضاً مادية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأندية منذ تطبيق الاحتراف.
كما أن ما يدعو للإعجاب والفخر بمسيرة الوحدات نحو اللقب، هي الثقة التي حظى بها الكادر الوطني المشرف على الفريق من قبل إدارة النادي، والتي كانت تتجدد عند الخسارة قبل الفوز، ليحمل الإنجاز نكهة مميزة في نهاية المطاف، إذ كان انتصاراً للمدرب المحلي وتأكيداً على ما يضطلع به من روح وعزيمة وإصرار.
.. «13» !!
حالة غريبة شكلها الرقم (13) هذا الموسم، والأمر لا يقتصر فقط على عدد مرات فوز الوحدات باللقب.
فللمفارقة أيضاً، فإن الرقم (13) يُمثل عدد الإنتصارات التي حققها (الأخضر) حتى الآن في منافسات الدوري وآخرها على ذات راس، ليضمن بهذا الإنتصار الثالث عشر، التتويج الثالث عشر.
وما يُجسد كذلك إحدى الحالات المرتبطة بالرقم (13)، هو اللاعب رأفت علي الذي يحمل على قميصه نفس الرقم، لذلك فاللقب شكل حدثاً مميزاً بالنسبة إليه، خاصة أنه سيضع حداً لمسيرته مع نهاية الموسم الحالي.
ويُعد رأفت، واحداً من (أساطير) نادي الوحدات على امتداد العقود الماضية، ومن اللاعبين الذين نالوا شعبية جارفة بفضل عطائه وإخلاصه، واعتبره الكثيرون بأنه (تعويذة الفريق)، كما نال خلال مسيرته العديد من الألقاب، من بينها المايسترو والساحر والفنان والبيكاسو.
وقد أظهر رأفت في موسمه الأخير، مستوى مميزاً وكان ممّن أسهم في استرداد الوحدات للقب بعد غياب موسمين، وكان من نجوم فريقه في المباراة الحاسمة أمام ذات راس، حينما صنع هدفاً وسجل آخر بطريقة جميلة، علماً أنه هداف الفريق في الموسم الحالي برصيد (8) أهداف.
.. بالأرقام
خاض الوحدات خلال مشواره في الدوري (21) مباراة، حقق الفوز في (13)، وتعادل في (4) وخسر مثلها.
ويُعد الوحدات ثالث أفضل الفرق من حيث التسجيل بـ(29) هدفاً، خلف البقعة (32) وشباب الأردن (31).
أما من الناحية الدفاعية، فإن الوحدات الأقوى من بين كل الفرق، حيث اهتزت شباكه (11) مرة فقط.
شلباية: كسبنا اللقب .. ووجوهاً صاعدة
أشاد عضو مجلس إدارة نادي الوحدات زياد شلباية بالإنجاز الذي تحقق، مؤكداً أن لقب الدوري هذا الموسم كان الأصعب لـ(الأخضر) من بين كل المواسم السابقة، قياساً بالمشوار الصعب للفريق خلال المنافسات.
وبين خلال حديثه لـ»الدستور» أن الإنجاز لم يكن ليتحقق، لولا جهود رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي والجهازين الفني والإداري وكافة اللاعبين، الذين عملوا بروح الفريق الواحد وتجاوزوا كل المعيقات وصولاً إلى اللقب.
وأهدى شلباية كأس الدوري إلى جماهير نادي الوحدات التي تألقت كعادتها بحضورها وتشجيعها الدائم للفريق حتى في أحلك الظروف، مشدداً على أنها تستحق كل عبارات العرفان والتقدير.
ولفت شلباية إلى أن ما يُعزز من فرحة النادي باللقب، أنه جاء بمساعدة مجموعة من اللاعبين الشباب الذين أثبتوا علو شأنهم ومكانتهم، والذين سيشكلون ركائز رئيسة لخدمة الوحدات في السنوات المقبلة.
وفيما يتعلق بقائد الفريق رأفت علي الذي سيُنهي مسيرته نهاية هذا الموسم، أوضح شلباية أن الكلمات تعجز عن وصف لاعب بحجمه، مشيراً إلى أنه عاصر رأفت منذ بدايته بنادي الوحدات عندما كان لاعباً بفرق الفئات العمرية قبل نحو عقدين من الزمن، حيث قدم منذ ذلك الحين أروع الأمثلة في الإخلاص والتفاني للفانيلة الخضراء، وكان على امتداد هذه السنوات أحد اللاعبين المهمين والمؤثرين الذين أسهموا باعتلاء الوحدات منصات التتويج لمرات عديدة، مبيناً أن إدارة النادي بالتنسيق مع اللاعب والجهازين الفني والإداري ستتباحث بعد الانتهاء من الموسم الحالي بشأن تنظيم مباراة اعتزالية تليق بتاريخ وعطاء رأفت علي، متمنياً له التوفيق والنجاح في حياته المقبلة، خاصة في ظل نتيه دخول عالم التدريب.
ترتيبات مميزة
بعيداً عن فوز الوحدات باللقب، فحريّ أيضاً الإشادة بكادر مدينة الملك عبدالله الثاني الرياضية بالقويسمة، بالنظر إلى الترتيبات اللافتة للمباراة الهامة والجماهيرية التي جمعت الوحدات وذات راس.
فقد تألقت إدارة المدينة كعادتها في المواعيد الكبرى، وهو ما يجسّد حرصها على إخراج كل الأحداث التي يستضيفها الملعب بأبهى صورة.
وتضاف هذه الترتيبات، إلى الحضور المميز لرجال الدرك وقدرتهم على تنظيم عملية الدخول والخروج بسلاسة دون تعقيدات.
كل تلك العوامل، أسهمت في إخراج مباراة ناجحة من مختلف النواحي التنظيمية.