عمان - الكاشف نيوز
يعود وفد المنتخب الوطني لكرة القدم اليوم من العاصمة الارجنتينية بيونس آيرس مثقلاً بخسارة متوقعة امام نظيره الكولومبي بنتيجة (صفر-3) وتساؤلات جادة وضعتها الجماهيرعلى طاولة الجهاز الفني، عكست قلقها الكبير على مستقبل النشامى.
وينتظر أن يلتحق اللاعبون فور عودتهم بانديتهم، بعد اسدال الستارة على المرحلة التحضيرية الاولى الخاصة بالنهائيات الآسيوية، في خضم انقسام الجماهير في رؤيتها للفوائد التي انجلت عنها مواجهة كولومبيا، والتي خاضها المنتخب الوطني تحت شعار اكتساب المزيد من الاحتكاك مع المنتخبات القوية.
بداية لا بد من الاشارة الى أن فروقات هائلة تفصل ما بين المنتخب الوطني ونظيره الكولومبي سواء من النواحي الفنية او التاريخية، ومن هنا فإن الخسارة بثلاثة اهداف نظيفة هي خسارة منطقية، لكن التساؤل الاول الذي يبسطه المتابع المحايد يتمثل فيما اذا كان المستوى الذي قدمه النشامى يعكس القدرات الحقيقية لكرة القدم الاردنية، ذلك لأن التشكيلة التي تم الزج بها حملت عدة تغييرات، كان اكثرها مدعاة للاستغراب اشراك عنصرين للمرة الاولى على المستوى الدولي، وهنا يجدر بنا التوضيح أن العرف الفني يشير الى أن العناصر الجديدة عادة ما يتم الدفع بها بشكل تدريجي في اتون المواجهات سواء على صعيد المنتخب او النادي، وحتى يحين الوقت الذي تكون فيه قد تجرعت الخبرة المطلوبة التي تكفل لها التواجد في التشكيل الاساسي.
ولسنا هنا في معرض التقليل من المستوى الذي قدمه اللاعبان يوسف ذودان وعبدالله ابوزيتون واللذان ظهرا بشكل جيد، لكن التساؤل الآخر الذي يبرز هنا .. هل سيظلان على علاقة مع النشامى او يتم ازاحتهما في المستقبل تحت شعار توسيع الخيارات الفنية المتاحة امام حسام حسن؟، والاجابة عن هذا التساؤل بحوزة حسام حسن نفسه، رغم أن المراحل السالفة التي مضت من عمر المنتخب تحت قيادته حفلت بالعديد من التغييرات التي لا يمكن حصرها بسهولة، دون الثبات على تشكيلة واضحة المعالم.
الملاحظة الاخرى التي يفترض بنا الوقوف عندها تتمثل في طريقة اللعب التي انتهجها المنتخب الوطني، إذ يمكن اختصارها بأنها الطريقة الاسهل والتي يحفظها اللاعب الاردني عن ظهر قلب للتعاطي مع المنتخبات القوية التي تفوقه من حيث المستوى الفني، وهي التي انتهجها النشامى منذ عهد الراحل محمود الجوهري مروراً بالعراقي عدنان حمد واخيراً مع حسام حسن، لكن مع تغيير في الاسماء المشاركة، لذلك نستطيع القول، إنه لم يطرأ ذلك التغيير على طريقة اللعب مع ملاحظة أنها في السابق كانت تنجلي عن فرص متباعدة حسم من خلالها المنتخب عدة مواجهات صعبة، لكنه امام كولومبيا لم تنجل مساعيه سوى عن فرصة واحدة فقط في الشوط الاول عبر اللاعب احمد هايل عندما اطاح بكرة مرتدة من الحارس فوق العارضة.
التساؤل الابرز الذي يطرحه المتابعون لمسيرة النشامى يتمثل فيما اذا كانت الفوائد الفنية المكتسبة من هذه المباراة ستظل باقية وحتى موعد المشاركة في النهائيات الآسيوية، ذلك لأن اكثر من سبعة اشهر تفصلنا عن المشاركة الثالثة في هذا الاستحقاق، في حين أن علم التدريب الرياضي يشير الى ضرورة أن تكون البروفات الودية متصاعدة من حيث الحمل والحال ينسحب على التدريبات البدنية والفنية في آن معا، ومن هنا كنا نأمل أن تكون مواجهة كولومبيا في نهاية مرحلة التحضيرات للنهائيات وليس في أولها، لأننا نجزم أن فوائدها – إن كانت هنالك فوائد - ستتبدد فور مواجهة منتخبات اقل مستوى.
اخيراً وليس آخراً نستطيع التأكيد أن كرة القدم الاردنية تزخر باسماء كنا نأمل أن تكون متواجدة امام كولومبيا فجر السبت الماضي، لكن يبدو ان هذه الاسماء لن يكون لها مكان في صفوف المنتخب الوطني طالماً أن حسام حسن على رأس الجهاز الفني، إلا في حال عمد اتحاد الكرة الى اتخاذ اجراءات من شأنها تذليل الخلافات والتباينات الحادة في وجهات النظر وحالة التمترس في الآراء، خاصة وأن جماهير المنتخب الوطني كانت وما زالت متحفظة على طريقة التعامل مع بعض اللاعبين المستبعدين والاتهامات الغريبة الموجهة اليهم، حتى باتوا – اي اللاعبين - وكأنهم خونة أو ذوي اخلاق سيئة في نظر الكثيرين، علماً بأن هذه الاشكاليات لم يسبق وأن مر بها المنتخب الوطني من قبل.