أخر الأخبار
المخدرات ... إسقاط أمني مجتمعي !!!
المخدرات ... إسقاط أمني مجتمعي !!!

لقد اصبحت ظاهرة تفشي المخدرات بأنواعها من اخطر القضايا التي تهدد المجتمعات والامن والاستقرار المجتمعي والاسري وهناك في المجتمع من يحمل رسالة التوعية والهدايا والارشاد والتوجيه ، لتنير الطريق امام هؤلاء للاستقامة عن الوقوع بهذا المستنقع المؤلم والمؤذي لهدايتهم من التوهان ، قال تعالى ( ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين ) .

وحيث ان ادمان المخدرات من أخطر المشكلات التي يتعرض لها الفرد والمجتمعات ، فهي لا تمس مدمن المخدرات فقط ، بل تمتد اثارها لتلحق اضراراً اجتماعية واقتصادية ، تؤثر على بنية المجتمع ومقدراته الحالية والمستقبلية ، والتوعية والتوجيه يشمل كافة الميادين الاسرية والمجتمعية فكرياً ونفسياً .

وهو يهدد القيم والمعتقدات والاخلاق حتى الروابط الاجتماعية ، ويؤدي الى التفكك الاسري وجنوح الاحداث ويهدد صحة افراد المجتمع ، وزيادة انواع الجريمة التي باتت تأخذ اشكالاً وابعاداً جديدة ، بسبب قوة تأثير انواع من المخدرات المهربة والمصنعة محلياً وغيرها ، حتى بات يقيد كثيراً من الشباب والمتعاطين التعامل من الاخرين بالتفاعل مع المواقف الايجابية والوطنية .

فلقد اصبح جسم غريب عن مجتمعه بين التعاطي والترويج لها ، بقصد الاذى والتجارة ولقد اثبتت الدراسات انه مهما حاولت الحكومات والجهات المعنية علاج هذه الظاهرة الخطيرة ، فلن تكون محاولاتها مجدية بالقدر الذي يقضي على هذه الظاهرة .

فلا بد من دور اجتماعي ديني وبحثى خبراء وموجهين ودعاة ومعلمين وأسرياً وغيره لعمل الوقاية والتوجيه الصحي ، حيث ان التثقيف يعزز دافعية الذين انسحبوا من الادمان في الاستمرار والتكييف لعدم التعاطي ، بل يصبحوا موجهين وناصحين لغيرهم .

ويعزز من الصلابة النفسية خاصة عند المراهقين ليصبحوا اكثر جرأة ومقدرة ، على رفض التعاطي او تجريب اي نوع من انواع المخدرات ، وكل ذلك يمارسه الاعداء المختلفين ضد الوطن ، خاصة استهدافهم للشباب لاضعافهم وانحرافهم لتصبح التجارة الرئيسية لهم .

ولقد اصبح التعاطي يصنف من الجرائم لخطورتها وزيادة انتشارها من مجتمع لآخر ، وتسبب نوعاً من انواع الاسقاط الامني المجتمعي ، خاصة في الظروف الاستثنائية التي يمر فيها الوطن من ارتفاع نسبة البطالة والفقر ، حتى اصبح هناك انواع للادمان الفكري عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، يشكل مزيداً من المخاطر على الشباب .

فلقد اصبحت ظاهرة مركبة اجتماعياً وامنياً وفكرياً ، ومع جائحة كورونا واثارها النفسية والاقتصادية ، فلقد دفع ذلك العديد للانحراف والادمان على المخدرات بكافة انواعها .

فلا بد من وضع استراتيجية وطنية للتوعية والتوجيه والارشاد ، لمواجهة هذا الخطر المتفشي في المجتمعات المحلية والمجتمعات للدول المجاورة ، والتي تنتقل هذه الظاهرة وفق طرق متعددة من مجتمع لآخر ، بواسطة مروجي وتجار هذه الظاهرة الخطيرة