أخر الأخبار
لماذا تفتر العلاقة الزوجية؟
لماذا تفتر العلاقة الزوجية؟

عمان - الكاشف نيوز

الحياة الزوجية سكن ومودة ورحمة، ومحبة وعطاء بين الزوجين، ويكونان سنداً وعوناً لبعضهما، فتبدأ مزدهرة بوهج مشع، ولكل منهما أحلام وطموح يريد أن يحققهما ويسعى لهما.
لكن بعد فترة يقل هذا الوهج وهذا الود، وتصاب تلك الحياة بالفتور وعدم الاهتمام، ثم يبدأ كل طرف يسقط على الآخر سبب هذا الإهمال.
الحياة الزوجية تشبه جميع المراحل التي تمر في حياة الإنسان ما بين ارتفاع وانخفاض، في مواجهة تحديات الحياة نحتاج إلى مدرك يعرف كيف يتعامل مع كل تحدٍ بهدوء وروية من دون إسقاط العيوب أو النقص أو الخلل على الآخر.
البعض لا يشتكي من المشكلات ولا يعاني منها لكنه يشعر بالفجوة وبرود المشاعر بينه وبين الطرف الآخر، هنا بالذات من الجيد أن يشاهد كلاهما كيف تسير حياتهما الزوجية، هل يوجد تجديد في أسلوب حياتهما أم الحياة التي يعيشونها رتيبة وجامدة حيث أصابها الروتين؟ فما يصنعانه في أمس يتكرر اليوم، فتخمد تلك الشعلة بينهما، ويبدأ كل طرف في البحث عن متعته خارج المنزل، وتصبح تلك الحياة الزوجية عبئاً على الاثنين.
كما توجد عناصر أخرى دخلت حياتهما بوجود الأبناء، فينصرف أحدهما للعمل وتوفير الحياة المادية، والطرف الآخر ربما يقوم بالاهتمام والتركيز على الأبناء فقط وإهمال الطرف الآخر، وتمضي الأيام عادية، وربما لا يشعرون بتلك الفجوة التي تكبر إلا بعد سنوات.
لذا من الجميل أن يعرف كلا الطرفين ما الذي يسعدهما؟ وما أوجه التشابه والاتفاق بينهما  ليتشاركا ويستمتعا بها؟  كما لا بد أن يوضح كل طرف للآخر ما الذي يبهجه ويسعده؟ وماذا يريد منه؟ هذا كله يحتاج إلى الصراحة بينهما والتعبير والتحدث لبعضهما عن كل ما يدور في داخلهما، كل ذلك يجعل حياتهما متنوعة ومتجددة، مما يزيد من تلك الشعلة الجميلة بينهما.
الصراحة والوضوح مع الآخر مهمان جداً، والابتعاد عن عدم كتمان المشاعر والإسقاط والتطنيش والإهمال أيضاً كفيل أن يبعدهما عن تلك الفجوة المدمرة للحياة الزوجية.
البعض يطلب من الآخر فعل كل شيء، وهذا غير صحيح، لأنها مسؤوليتهما معاً في إسعاد نفسيهما وتجديد حياتهما، فكلاهما مسؤول، وهذه المسؤولية الجميلة حتماً ستنعكس على حياة الأبناء الذين سيدخلون ضمن دائرة محبة غنية بالحب والدفء، والمشاركة في تشكيل عجلة السعادة، فلا يمكن أن تكون هناك أسرة سعيدة والوالدان ليسا ذلك.
إذاً كيف نجعل الحياة الزوجية حياة سعيدة؟ أولاً بمعرفة مفهوم الحياة الزوجية واحتياجاتها ومراحلها، والتخلص من الروتين والرتابة، والابتعاد عن المقارنات، فلكل علاقة زوجية خصوصيتها التي تميزها عن البقية، وثانياً بالصراحة والوضوح منذ البداية، ومعرفة ما يسعدهما والتخطيط لذلك، فكل ذلك كفيل أن يعيد وهج تلك العلاقة.