أخر الأخبار
” عليهم ” يقولها الملك لرفاقه
” عليهم ” يقولها الملك لرفاقه
شخصيّة القائد , لا تقل أهمية عن أهداف الوطن أو " الكتيبة " الواحدة , فتكون الروح حاضرة , إذا ما كان القائد شجاعاً , ومحبّاً لرفاقه , ومتعاوناً معهم , فتصبح الصّعاب مجرّد رحلة , ويحمل الوقت الذّكرى بشغف .
جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين , يلتقي عدداً من المتقاعدين العسكريين , ورفقاء السّلاح في مسيرته العسكريّة , في الديوان الملكيّ العامر , كما يفعل في كلّ عام ، معبراً عن فخره وإعتزازه بالجيش العربيّ المصطفويّ , لكنّ اللقاء جاء مختلفاً , ظريفاً ، عفويّاً ، كريماً ، يجعلك تبدو وكأنّك تشاهد أخوة من بيت واحد , يعرفون التّفاصيل كلّها ، ويعلمون قصّة الجّيش منذ تأسيسه ، والوطن .
في إستقبال جلالة الملك لرفقاء السّلاح ، مع قرابة ١٣٥ متقاعداً , يرحّب بهم ، ويمازحهم ، بكلمات مفتاحيّة , وكلّ شخصٍ بلغز واحد " عليهم " , " وعند التّفتيش كان يدهن " , "ما يلد يمين ولا شمال" . هذه المفاتيح الخاصّة بينهم من أحداث ومواقف من أيام التّدريب والميدان ، ويذكر بأن تاريخ جلالة الملك في السّلك العسكري في لواء ٤٠ ، خدم قائد فصيل ، ومساعد قائد سريّة اللواء ، وبرتبة ملازم أول .
ولأنّ أمرهم واحداً ، هو الوطن ، إستهل جلالته اللقاء بالتّرحم على شهداء القوات المسلّحة ، وإستذكر الحاضرين قصصاً من ميادين التّدريب ، التي جمعتهم مع جلالة الملك , والتي تؤكد على روح القائد فيه ، ويصف جلالته هذا اللقاء " الأقرب " إلى قلبه .
يأتي ذلك بلفتة من جلالته ، حفاظاً على النهج الملكي في التّواصل مع المتقاعدين ، من عهد الحسين الباني رحمه الله ، ولسماع أحوالهم ، وإبقائهم دائماً رهن إشارة الوطن ، للإستفادة من خبراتهم وإمكاناتهم .
الجّيش العربيّ ، وكافة الأجهزة الأمنيّة ، وخصوصاً حرس الحدود ، على الجّهة السّوريّة ، والعراقيّة ، بمختلف وحداتهم وأمكنتهم ، يسجّلون الكلمة ، تلو الكلمة ، والشّهيد بكوكبة المواقف ، للدفاع عن هذه الأرض من العدوّ الغاشم ، الذي يغزو الأرض إما بالسّلاح ، أو المُخدّرات ، الذين يسعون بها " خراب" الوطن ، فيستقبل العسكريّ على الحدود " رصاصة" خوفاً من تدنيس الأرض ، فجيشنا الكرامة ، وعزّنا , والإباء ، راياته خافقة في أعالي السّماء .
في قراءة للمشهد سياسيّاً ، ضمن مؤتمر التّحديث الإقتصادي الأخير ، على لسان رئيس الوزارء ، وردت الرّوح السّوداويّة ، لن نسمح للروح السّوداويّة أن تعيق على روحنا في العمل ، وبالرجوع إلى كلمة الملك " عليهم" في لقاءه ، يدل ذلك على تحديّات حقيقيّة ، تواجه الوطن ، منذ زمن ، داخليّة مثل "الخارجين" ، وخارجيّة من دول قريبة ، هدفها خلق حالة مضطربة في البلاد ، وزعزة أمنه وإستقراره .
هي المعيقات ذاتها ، داخل الحدود أو خارجها ، العصى بمنتصف الطّريق ، الذي تعتمد على ذكاء الحكومة والمواطنين ، والأجهزة الأمنيّة والجّيش في التّعامل معها ، للمحافظة على نسيج الدّولة الأردنيّة .
الحنيطي ، قائد الجّيش العربيّ ، في هذا الشّأن ، ماضون بكلّ ما أوتينا من قوّة ، وبكلّ مقدرة الجّيش ، لمنع عمليات التّسلل والتّهريب إلى المنطقة ،ومن خلال تطبيق قواعد الإشتباك الجّديدة ، للمحافظة على الأردن ، للحفاظ على إستقراره .
حرب " المخدّرات" في الجّهة الشّمالية للأردن مع سوريا الأسد ، وتخطيط إيران ، لتأمين عملياتهم ، منذ فتح الحدود السّوريّة الأردنيّة ، تواجه المملكة حملات تهريب المخدرات إلى حدودها ، بطرق ممنهجة ، وإستخدام طائرات مسيّرة ، وما يزيد عن ١٦٠ شبكة تهريب عبر الحدود ، ووجود ميليشات مساعدة لهذه الشبكات ، وبوجود الجّيش الأردنيّ ، سوريا تلعب ب"النار “ .
الأردنّ ، جسراً منيعاً لا يغيّر مواقفه ، مبدأه عزة وكرامة أبنائه ، مليكه المفدّى أول رجاله ، كلّ صعب ، تجد فيه جيشاً واحداً ، يقف يداً واحدة ، هذا الوطن قويّاً إلى آخر قطرة دماء فيه ، فإحذروه ، وإحذروا العبث فيه .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.