أخر الأخبار
التربية الجنسية وشرح العلاقة الزوجية للأطفال
التربية الجنسية وشرح العلاقة الزوجية للأطفال

عمان - الكاشف نيوز

تعد التربية الجنسية للأطفال من الأمور الهامة التي يجب على كل أب وأم تثقيف أطفالهم بها بالأساليب التربوية والتعليمية الصحيحة. ولكن، متى يفهم الطفل العلاقة الزوجية؟ وكيف نجيب على سؤال الطفل عن الأعضاء التناسلية وكيفية الحمل والإنجاب؟ 
في هذا المقال سنتحدث عن أسئلة الطفل المحرجة وكيفية الإجابة عنها، وكيفية شرح العلاقة الزوجية للأطفال، إضافة إلى أهمية الثقافة الجنسية وطرق توعية الأطفال ضد التحرش لحماية الذات.
التربية الجنسية للأطفال
تعريف الثقافة الجنسية والتثقيف الجنسي للأطفال
تعتبر الثقافة الجنسية من المواضيع المحرجة في ثقافتنا العربية والتي يتجنب العديد من الآباء والأمهات التطرق لها مع أطفالهم وأبنائهم المراهقين، مما يجعلهم يلجؤون إلى طرق سرية وغير صحية لاكتشاف الإجابات، فيكتسبون مفاهيم خاطئة عن المواضيع الجنسية المختلفة مما قد  يعرض بعضهم للخطر أو لتبني توجهات غير سليمة. لذا يجب على الأهل الحرص على تثقيف الأطفال جنسياً بالطرق الصحيحة.
 تعريف التربية الجنسية
التثقيف الجنسي للأطفال أو التربية الجنسية للأطفال هي أكثر من تعليم الأطفال والمراهقين علم التشريح ووظائف الأعضاء والجهاز التناسلي والعلاقة الجنسية والتكاثر. بل تشمل أيضاً التطور الجنسي الصحي، وإدراك الهوية الجنسية، والنمو الجنسي، والعلاقات الشخصية والحب والحميمية والتفاعل مع الآخرين، وصورة الجسد في عيون الأطفال والمراهقين.
تتأثر الثقافة الجنسية بالضوابط والمعايير الاجتماعية والدينية والثقافية والأخلاقية والعلمية، كما تتأثر أيضاً بشخصية الطفل واهتماماته. 
أهمية الثقافة الجنسية
ما أهمية التربية الجنسية والتثقيف الجنسي للأطفال؟
تأتي أهمية التربية الجنسية والثقافة الجنسية للأطفال والمراهقين في عدة محاور، أهمها1]
حماية الأطفال من اكتساب المفاهيم الخاطئة من مصادر خارجية، واتباع السلوكيات غير الصحية.
تنمية قدرة الطفل على التعامل مع الغريزة الجنسية الطبيعية والمشاكل التي قد يواجهها في مرحلة المراهقة.
توضيح أهمية الجنس في إطار الزواج والعلاقة الشخصية.
تربية طفل قادر على تعزيز العلاقات الشخصية الهامة والحفاظ عليها والتفاعل مع كلا الجنسين بطرق محترمة ومناسبة، والتعبير عن الحب والحميمية بطرق تتفق مع قيمه وقدراته.
تعزيز قيمة الجسم والصحة الشخصية عند الطفل والمراهق.
تنشئة جيل واعٍ وصحي وقادر على حماية نفسه من الأمراض النفسية والجسدية  الناجمة عن المشكلات الجنسية.
زيادة وعي الطفل، وحمايته من التحرش.
حماية الطفل من الشذوذ الجنسي.
الحد من الأمراض المنقولة جنسياً في المجتمع.
الحد من حوادث الحمل المبكر خارج الإطار الشرعي، والتي تؤدي إلى الإجهاض ومخاطره، والوفاة، والمشاكل الاجتماعية.
عزيزتي الأم، عزيزي الأب، الحفاظ على قنوات التواصل مع الطفل في هذا الموضوع، والحديث معه بطريقة مباشرة وطبيعية عن الجنس، سيشبع فضوله وسيجعله يتعامل مع الرغبة الجنسية كغريزة طبيعية، وبطريقة خالية من التوتر والخوف، وسيتوجه لوالديه كلما احتاج إلى أي معلومات أو واجه أي مشاكل، وسنحمي الطفل بذلك من معضلة "كل ممنوع مرغوب"!
متى يفهم الطفل العلاقة الزوجية؟
في أي عمر يفهم الطفل الجنس؟
يعد الحديث مع الأطفال عن العلاقة الزوجية من أصعب الأمور التي يواجهها الوالدان ويشعران بالحرج حيالها. ولكن لكي تستطيع السيطرة على هذا الأمر والتحدث في العلاقة الجنسية مع طفلك، لا بد أن تبدأ الحديث في سن مبكر وعلى عدة مراحل، ولا تؤجل الحديث إلى سن المراهقة، لأن طفلك يكون قد اكتسب العديد من المعلومات بالفعل ولن يتقبل المعلومات التي ستعطيها له.
كما يجب عليك أن تتجنب الحديث مع الطفل في حوار مطول عن التربية الجنسية لأنه لن يستطيع استيعاب المعلومات الجنسية كلها مرة واحدة، بل يفضل أن تصله المعلومات على جرعات، بدءاً بمواضيع الحمل والأطفال وصولاً للعلاقة الجنسية.
وستتعجب عندما تعرف أن التربية الجنسية للطفل تبدأ من عمر السنة، من خلال تعريف الطفل على أعضائه التناسلية، أما شرح العلاقة الزوجية والجنسية للطفل فيبدأ من سن ال 10 سنوات، وأحياناً قبل ذلك حسب مستوى نمو الطفل وفضوله.[2,3]
المزيد من التفاصيل حول كيفية شرح العلاقة الزوجية للأطفال وطبيعة المعلومات المناسبة لكل مرحلة عمرية في الفقرات التالية.
كيفية شرح العلاقة الزوجية للأطفال حسب العمر
شرح العلاقة الزوجية بطريقة علمية للأطفال والمراهقين حسب العمر
يجب اختيار طريقة الشرح المناسبة لسن الطفل ومستوى نموه، فكل طفل يختلف عن الآخر. في الجدول التالي سنشرح لك المعلومات الجنسية المناسبة لكل مرحلة عمرية: [2]
من عمر ١٣ شهراً وحتى ٢٤ شهراً
يجب في المرحلة العمرية من ١٣ إلى ٢٤ شهراً أن يكون الأطفال قادرين على تسمية جميع أعضائهم بما في ذلك أعضائهم التناسلية، وسيتيح ذلك لهم استخدام الأسماء الصحيحة لأجزاء الجسم وعند ذلك يستطيعون التواصل بشكل أفضل في حال تعرضهم لأي مشكلات صحية أو إصابات أو إيذاء جنسي، ويساعدهم ذلك على فهم أن هذه الأجزاء طبيعية كباقي أجزاء الجسم، مما يعزز لديهم الثقة بالنفس والصورة الصحيحة للجسد.
ويعرف الطفل منذ عمر العامين الفرق بين الذكر والأنثى ولكن هنا يأتي دور الوالدين في توجيهه بأن الهوية الجنسية للشخص يمكننا معرفتها بدون الأعضاء التناسلية وأنه يمكننا تمييز جنس الشخص بطرق مختلفة، ويجب أيضاً أن يعرف الأطفال أن أجسامهم هي ملكية خاصة لهم. ورغم أن الأطفال سيحاولون لمس واستكشاف أجسادهم، إلا أنهم يجب أن يعرفوا متى وأين يكون ذلك مناسباً.
من عمر عامين إلى 4 أعوام
يستطيع الأطفال من عمر عامين وحتى 4 أعوام فهم أساسيات التكاثر، ويمكننا الاكتفاء بتعريفهم أن الطفل ينمو في مكان يسمى الرحم، وينتج من اجتماع الحيوان المنوي والبويضة. وليس من الضروري إعطاء طفلك تفاصيل أكثر من ذلك، ويمكنك البدء بالحديث عن هذا الأمر بإخبارهم عن قصة ميلادهم دون الكثير من التفاصيل عن التكاثر، وعليك أن تعرف أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية مهتمون بالحمل والأطفال وليس بتفاصيل ممارسة الجنس.
كما يجب أن يعرف الطفل أن جسمه ملك له ولا يجوز لأحد لمسه دون إذن، وليس من حق أحد لمس أعضائه التناسلية تحديداً ما عدا الوالدين أو الطبيب، ويجب أن يعرف الطفل أيضاً حدوده جيداً من حيث المسافات بينه وبين الأشخاص، ويجب أن يستأذن قبل عناق أو تقبيل أي شخص آخر.
وينبغي تعريف الأطفال على أعضائهم جيداً. يعتقد الأطفال في هذا السن أن الطفل ينمو في بطن الأم في نفس المكان الذي يذهب إليه الطعام.
شرح العلاقة الزوجية للأطفال في سن المدرسة: من ٥ إلى ٨ أعوام
يستمر الأطفال في هذا السن بالرغبة في استكشاف أجسامهم وأعضائهم التناسلية، ولا بد أن يعرفوا أنه على الرغم من أن هذا الأمر طبيعي لكن يجب أن يحدث بخصوصية تامة. 
كما يجب أن يتم تعليمهم كيفية استخدام الحاسوب والأجهزة المحمولة بأمان. وإدراك مفاهيم الخصوصية والعُري واحترام الآخرين في السياق الرقمي. يجب أن يكونوا على دراية بقواعد التحدث إلى الغرباء ومشاركة الصور عبر الإنترنت، وما يجب عليهم فعله إذا واجهوا أمراً ما لم يشعرهم بالارتياح.
في نهاية هذه المرحلة العمرية يجب التحدث مع الأطفال عن التغيرات التي تحدث في فترة المراهقة لكي لا ينزعجوا منها عند ظهورها، حيث أن بعض الأطفال يبلغون قبل سن العاشرة أحياناً، ويجب أن يعرفوا أهمية النظافة الشخصية وكيفية الاعتناء بالمناطق الحساسة. ويجب أن يتعرفوا على تغيرات البلوغ عند الجنسين ليس فقط عند جنسهم. ستؤدي هذه النقاشات إلى تجهيز الطفل لفترة البلوغ وطمأنته إلى أن تلك التغيرات طبيعية وصحية. وستستمر عملية تزويد الطفل بمعلومات أكثر عن التكاثر ودور العلاقة الجنسية في ذلك.
التربية الجنسية قبل سن المراهقة: من ٩ إلى ١٢ عاماً
في مرحلة ما قبل المراهقة يجب تعزيز معرفة الطفل حول ممارسة الجنس والأمراض المنقولة جنسياً وأساسيات الحمل، وينبغي علينا تثقيفهم حول ما يجعل العلاقة إيجابية وما يجعلها سيئة. 
من الضروري أيضاً في هذه المرحلة الحرص على سلامة الطفل على الإنترنت، وتوعيته حول ما يمكن التعرض له، مثل مشاكل التنمر الإلكتروني، والرسائل الجنسية. والتركيز على مدى خطورة مشاركة صور عارية أو جنسية لأنفسهم أو للآخرين.
من الأمور الهامة أيضاً والتي لا يلتفت لها الوالدان، تأثير الإعلام على الأطفال والمراهقين. على الأهل توعية الأطفال حول كيفية تأثير الصور والأفلام والمشاهير عليهم وعلى الصورة التي يكونونها في أذهانهم حول الجسم المثالي وأسلوب الحياة السليم. فما يشاهدونه على التلفاز والإنترنت وفي المجلات قد يؤثر على نظرتهم لأجسادهم وحياتهم وعلاقاتهم، لذلك من الضروري الحرص على بناء صورة سليمة وواقعية وإيجابية في أذهان أبنائنا حول الجسد والجمال والمشاعر والعلاقات الجنسية وكل ما يرونه بشكل غير واقعي عبر الإعلام!
المراهقون من ١٣ إلى ١٨عاماً
في مرحلة المراهقة يجب أن يحصل المراهقون على معلومات أكثر عن الحيض والإفرازات الليلية والاحتلام، ويجب أن يدركوا أن هذا الأمر طبيعي وصحي وغير مخجل. إضافة إلى المزيد من المعلومات عن الحمل والأمراض الجنسية والجماع وطرق ممارسته الآمنة وتأثير المخدرات والكحول على أحكام العقل.
وينبغي أن يعرف المراهقون الفرق بين العلاقة الصحية والعلاقة غير الصحية، وأهمية الموافقة المتبادلة ووجود الرغبة المشتركة عند إقامة العلاقة الجنسية، وكيفية الرفض والتعامل مع الضغوطات والانسحاب من العلاقات أو المواقف غير المرغوب بها.
يميل المراهقون إلى الخصوصية والكتمان، ولكن كلما بدأ الأهل بالتواصل مع الطفل حول الثقافة الجنسية والعلاقات مبكراً، كلما كان أكثر انفتاحاً معهم في مرحلة المراهقة