أخر الأخبار
الحميمية في العلاقة.. كم تختلف بين الرجل والمرأة؟
الحميمية في العلاقة.. كم تختلف بين الرجل والمرأة؟

عمان - الكاشف نيوز

الحميمية في العلاقة intimacy أمر لا خلاف على أنه حيوي للرفاهية وتلبية الاحتياجات العاطفية. فهو ينطوي على قضاء وقت ممتع مع شريك رومانسي متضمنا الكثير من مشاعر التقارب الحميمة.
ومع ذلك، قد تكون المسافة نسبية؛ إذ من الممكن أن يشعر الزوجان ”بالوحدة“ وهما معا، وهي القضية التي طالما استدعت اجتهادات في كيفية اختبار تلك المشاعر الحميمة، وهل يختبرها الرجال والنساء بشكل مختلف.
مجلة ”سايكولوجي توداي“ تناولت هذا الموضوع وألقت الضوء على التصورات الرومانسية للشريك لتوسع بذلك آفاق الرؤية لموضوع قالت ان الذين يعانون منه عددهم أكبر مما نتصور.
التواصل والترابط
سعى الباحثون إلى قياس التقييمات الشخصية المختلفة للعلاقة الحميمية التي يختبرها الرجال والنساء. بدأوا بالاعتراف بمركزية الحميمية في العلاقات الوثيقة، فضلا عن الفروق بين الجنسين في تعريفها وتجربتها.
وقد توصلوا بعد البحث إلى تعريف للعلاقة الحميمة على أنها ”المكون العاطفي للحب“ الذي يتعلق بشكل خاص بمشاعر القرب والترابط والتواصل. ولاحظوا أن العلاقة الحميمة أمر حيوي للرفاهية وتلبية الحاجات العاطفية. بالإضافة إلى ذلك، فهي تبادل حميم بين شخصين، تشمل الإفصاح عن الذات والاستجابة.
فيما يتعلق بالاختلافات بين الجنسين، وجد البحث أن النساء أكثر ميلا إلى التواصل والتقارب العاطفي، والرجال أكثر ميلا لمشاركة الأنشطة أو الانخراط في أوقات فراغ مشتركة، بالإضافة إلى إعطاء قيمة كبيرة لعنصر الجنس في العلاقة الرومانسية. الاختلاف الآخر بين الجنسين أشار إلى أن النساء يستمعن بصورة أفضل، وأنهن أكثر تفهما لاحتياجات شركائهن.
فحص البحث إلى أي مدى عززت الحميمية صحة العلاقة. وقد عرّف العلاقة الحميمية على أنها ”نوعية القرب، والكشف عن الذات، وتبادل الحنان مع شخص آخر“، مشيرا إلى أنه في إطار العلاقة الحميمية، يشعر كلا الطرفين بالقرب حتى في حالة الانفصال الجسدي.
وسجّل الباحثون أيضا أن العلاقة الحميمية يمكن أن توجد مع النشاط الجنسي ومن دونه، ولا يتم تعريفها بشكل كافٍ من خلال التعبير الجنسي فقط. كما لوحظ أن المودة المتبادلة ليست هي نفسها العلاقة الحميمية، وأن العلاقة الحميمية الحقيقية لا يمكن تحقيقها بسهولة، وبالنسبة للعديد من الأزواج، فإن تحقيقها يستغرق فترة طويلة من الوقت.
لاحظوا أن العلاقة الحميمية بين الشركاء تتضمن تجربة الوعي الداخلي المشترك، واحترام شخصية الطرف الآخر، والاستجابة الصادقة. وتتضمن الانفتاح المتبادل لتبادل الخبرات الشخصية، والتقارب العاطفي، والتعاطف، والثقة. ويجب أن تكون متبادلة وتتطلب موافقة الطرفين؛ فالعلاقة التي يرغب فيها شريك واحد فقط في الحميمية لا تنجح.
كان رأيهم أن العلاقة الحميمية تتعزز من خلال التفاهم المتبادل، فضلا عن القدرة على إدراك المشاعر الذاتية، لأن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الانفتاح مع أنفسهم، يعانون أيضا من عدم القدرة على التقارب مع الآخرين.
الخداع والتلاعب
الأزواج الذين يتشاجرون ليس بالضرورة أن يكونوا محكوما عليهم بفقدان العلاقة الحميمية. كل هذا يتوقف على طريقة الاتصال وقوة الشراكة. الديناميكيات السامة التي تعطل الوصول إلى العلاقة الحميمية تشمل الخداع والتلاعب.
ولاحظ الباحث أن العلاقة الحميمية لا تتعرض للخطر فقط عندما يمارس الشركاء سلوكيات فيها خداع وتلاعب، ولكن أيضا عندما يكونون غير قادرين على الكشف عما في أنفسهم بصدق. كما أن الشركاء الذين لا يستطيعون التعامل مع الخلاف هم أقل قدرة على تطوير علاقة حميمية. فمثل هذه العلاقة بحاجة إلى التأكيد المستمر والصبر والاحترام الإيجابي غير المشروط.
النتائج المستخلصة من البحث في العلاقة الحميمية تؤكد على قيمة المودة المتبادلة والقبول غير المشروط، ومعرفة الذات والشريك، وتقدير كيفية مساهمة الرجال والنساء بشكل مختلف في بناء علاقة حميمية تتضمن مستويات صحية من الرومانسية والاحترام.