وكالات - الكاشف نيوز: أكد المنتخب الإسباني أفضليته على الجميع حتى الآن في كأس الأمم الأوروبية 2024 لكرة القدم، بفوزه في نصف النهائي على المنتخب الفرنسي بنتيجة 2-1، وبلغ المباراة النهائية التي ستُقام يوم الأحد المقبل في 14 الشهر الحالي.
دخل المدرّب ديدييه ديشان بتشكيلة 4-3-3 معتمداً على راندال كولو مواني كرأس حربة إلى جانب كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي على الأطراف.
في المقابل، دخل المدرّب الإسباني لويس دي لا فوينتي بتشكيلة 4-2-3-1، معتمداً على المتألق ورجل المباراة في ربع النهائي أمام ألمانيا داني أولمو - بديل بيدري المصاب - خلف المهاجم ألفارو موراتا، بالإضافة إلى الجناحين الطائرين لامين يامال ونيكو ويليامز.
على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ، استحوذ المنتخب الإسباني في الدقائق الأولى من اللقاء مع أدائه الجماعي الرائع وأسلوب لعبه السريع، وجاءت أوّل فرصة خطرة من فابيان رويز الذي سدّد رأسية فوق المرمى بعد تمريرة من يامال (5).
أما المنتخب الفرنسي فاعتمد في البداية على المرتدات، مع الاتكال على تدخلات نغولو كانتي في خط الوسط لإيقاف انطلاقات "الماتادور" نحو المرمى.
من الهجمة الأولى على منطقة جزاء إسبانيا، تمكنت فرنسا من افتتاح التسجيل بعد عرضية من مبابي تابعها كولو مواني رأسية في الشباك (9).
علماً أنّ هذا الهدف هو الأوّل للمنتخب الفرنسي من اللعب المفتوح، حيث جاءت أهدافه السابقة (2 عكسية و1 من ركلة جزاء) قبل بلوغ نصف النهائي.
ضغط المنتخب الإسباني بعد تلقيه الصفعة الأولى، لكنّ الدفاع الفرنسي بقيادة ويليام صليبا وتيو هيرنانديز كانا في المرصاد، خصوصاً أنّ غالبية الهجمات الإسبانية كانت تأتي من جهة يامال.
وأخيراً سجّل لامين يامال هدف التعادل في الدقيقة 21 وأصبح أصغر لاعب يسجل في كأس أوروبا بعمر 16 عاماً و362 يوماً، ولم يكن الهدف عادياً بل صاروخياً من أجمل أهداف البطولة على الإطلاق.
وبعد ضغط إسباني رهيب، سجّل داني أولمو الهدف الثاني لمنتخب "لا روخا" بعد لعبة رائعة متخطياً الدفاع الفرنسي الصلب (25)، لكنّ الهدف احتُسب للظهير جول كوندي الذي تابع الكرة في شباك حارس مرماه.
وانتقلت "الديوك" لإجراء هجماتها إلى الجهة اليمنى قليلاً بعدما كان الاعتماد على الجهة اليسرى أكثر حيث يتواجد مبابي، وحاول عثمان ديمبيلي أن يصنع الفارق، لكنه لم يجد أي لاعب يكمل الكرة في الشباك.
ما هو مؤكد أنّ "الماتادور" أرهق "الديوك" في الشوط الأوّل، مع التمريرات القصيرة السريعة والانطلاقات النارية على الجهتين اليمنى واليسرى، حيث تاه الدفاع الفرنسي رغم قوته.
تكتيكياً، تفوّق المدرّب دي لا فوينتي بشكل واضح على المدرّب ديشان، وهو ما كان متوقعاً نظراً لما قدّمه كل فريق قبل هذه المباراة.
انتهى الشوط الأوّل بنتيجة 2-1 لإسبانيا، حيث بلغ الاستحواذ على الكرة 55% لبطلة أوروبا 3 مرات مقابل 45% لفرنسا، لكنّ بقية الأرقام كانت متقاربة، حيث صنع كل فريق فرصة واحدة كبيرة أمام المرمى، مع 5 تسديدات لـ"لا روخا" و3 لـ"الديوك".
مع انطلاق الشوط الثاني، كاد ويليامز أن ينفرد بهجمة مرتدّة لولا خروج الحارس الفرنسي مايك ماينان على طريقة الألماني مانويل نوير ليساعد الدفاع وينقذ مرماه من هدف جديد، وهذا ما يشير أكثر إلى صعوبة المهمة على الخط الخلفي الفرنسي أمام هجوم إسبانيا الضارب.
حاولت فرنسا بعدها السيطرة على مجريات اللعب مع اعتماد الخصم على الهجمات المعاكسة بقيادة ويليامز السريع، من دون أي تغيّر بالنتيجة في أوّل ربع ساعة من عمر الشوط الثاني.
وتلقت إسبانيا ضربة في المباراة بإصابة خيسوس نافاس، حيث لم يعد لدى المدرّب دي لا فوينتي الخيارات في الدفاع مع غياب داني كارفاخال وروبن لو نورماند بسبب الإيقاف، فزجّ بدانيال فيفيان للعب في مركز قلب الدفاع وتحوّل ناتشو إلى ظهير أيمن.
في المقابل، أجرى ديشان 3 تغييرات في الدقيقة 62، حيث دفع بإدواردو كامافينغا وأنطوان غريزمان وبرادلي باركولا مكان أدريان رابيو ونغولو كانتي وكولو مواني، أملاً بمعادلة النتيجة أقله في الوقت الأصلي.
ضغط المنتخب الفرنسي بعدها مع تراجع فني وبدني للمنتخب الإسباني، وكاد الظهير تيو هيرنانديز أن يدرك التعادل لكنّ الكرة علت القائم (76).
ودفع دي لا فوينتي باللاعب الذي أهدى إسبانيا بطاقة العبور إلى نصف نهائي يورو 2024 أمام ألمانيا، ميكيل ميرينو بدلاً من أولمو، بالإضافة إلى ميكيل أويارزابال مكان ألفارو موراتا (76)، أما ديشان فاستخدم كل أسلحته الهجومية، بإدخال المخضرم أوليفييه جيرو مكان عثمان ديمبيلي، فتحوّل إلى اللعب بمهاجمين صريحين مع جيرو ومبابي.
أراد يامال أن يحسم النتيجة بتسديدة صاروخية أخرى شبيهة لهدفه التاريخي، لكنّ الكرة جاءت فوق القائم (81). ثم أضاع مبابي فرصة ثمينة أمام المرمى، حيث سدّد الكرة قوية فوق القائم بعد تمريرة من باركولا (86).
تعلّم دي لا فوينتي من أخطائه التي ارتكبها أمام ألمانيا، وأبقى الثنائي يامال وويليامز على أرض الملعب، وانتظر حتى الوقت البدل عن ضائع لإخراجهما وأدخل فيران توريس ومارتن زوبيميندي بدلاً منهما (93).
فرنسا قدّمت أفضل مستوياتها في هذه المسابقة أمام إسبانيا وأفضل شوط لها في البطولة هو الثاني في هذا اللقاء، لكنها لم تنجح في التفوّق على قوّة "الماتادور" الذي حافظ على النتيجة وحجز مقعداً في النهائي.
وانتهى اللقاء بتفوّق فرنسا في الفرص الخطرة (3 مقابل 1) والتسديدات على المرمى (9 مقابل 6)، من دون أن تُترجم هذه الأفضلية بالأهداف.