أخر الأخبار
هل تؤثر ممارسة الجنس على الأداء الرياضي؟
هل تؤثر ممارسة الجنس على الأداء الرياضي؟

قالت دراسة حديثة إن" ممارسة الجنس بشكل معتدل قبل ليلة من المنافسة الرياضية لن تتسبب على الأرجح بأية عواقب وخيمة. ويشار إلى أن بعض الرياضيين يظنون أن الاستثارة الجنسية تقلل من فعاليتهم في ميدان المنافسة، أو أنها تقوم باستهلاك مخزون هرمون التستوسترون الذي يعتبر المحفز الأول للعضلات، ما يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائهم. وأكدت استطلاعات رأيٍ لرياضيين بالتوازي مع دراسات طبية ذلك، ففي أبحاث عدة منفصلة، عملت على قياس الجهد والقوة والقدرة إلى جانب مؤشرات حيوية أخرى، لم تظهر أية فروقات ترجح تفوق الرياضي الذي لم يمارس الجنس قبل المنافسة على الرياضي الذي مارسه، والعكس صحيح. ويشار إلى أن العلاقة الجدلية بين ممارسة الجنس والرياضة ليست وليدة العصر الحديث أو سنوات النهضة العلمية والرياضية الأخيرة، بل إن الأمر يعود إلى آلاف السنين.

ففي العام 444 قبل الميلاد قال الفيلسوف الإغريقي أفلاطون Plato إن "على المتنافسين المشاركين في الأولمبياد تجنب ممارسة الجنس"، ليأتي الفيلسوف الروماني بليني الأكبر Pliny the Elder بعد أكثر من خمسة قرون برأي مغاير تماماً عندما أكد أن "الرياضيين يستطيعون تجديد حيويتهم واستعادة نشاطهم عبر ممارسة الجنس". وقال خبراء عقب اطلاعهم على الدراسات التي نفت وجود تأثير لممارسة الجنس على الرياضة إن تلك الأبحاث شيئاً من القصور كون القائمين عليها درسوا مدى تأثير العملية الجنسية على النشاطات الرياضية المرهقة، وبالتالي فإن النتائج التي وصلوا إليها لا يشترط لها بالضرورة أن تنطبق على لاعب الغولف أو البولينغ، الرياضتين اللتين لا تحتاجان لجهد كبير، على عكس السباحة مثلاً.

من ناحية أخرى فإن ممارسة الجنس لا تبدو قادرة على التأثير في قدرات التركيز لدى الرياضي، بالنسبة للرجال على الأقل، بحسب ما كشفته إحدى الدراسات. الباحثون في هذه الدراسة أعطوا ممارسين لرياضات التحمل (الجري - الدراجات الهوائية) ورفع الأثقال سلسلة من اختبارات التركيز إلى جانب بعض الاختبارات الرياضية، وذلك بعد ممارسة الجنس. اكتشفوا أن العلاقة الحميمة لم تؤثر أبداً في مستوى تركيز اللاعبين. لكنهم استطردوا بالقول إن الاختبارات ذاتها أظهرت تراجعاً في حدة التركيز لدى الرياضيين عندما قاموا بها بعد ساعتين وأقل من الممارسة الجنسية، ما يؤكد على ضرورة وجود وقت كاف من الاسترخاء والراحة قبل الانخراط في أي نشاط رياضي، ذهنياً كان أو جسدياً.

دراسات أخرى وصفت تأثير الجنس على الرياضة بالأسطورة التي لا أصل لها، حتى "أن الخبر السارّ الذي ينقله بحث يعود إلى العام 2003، هو أن العلاقة الحميمة تحفز جسد الرجل على إفراز هرمون التستوسترون الذي يعطي ميزة إضافية للرياضي خلال المنافسة". وتشدد دراسات طبية- رياضية أخرى على أن التأثير السلبي لممارسة الجنس قبل المباريات (أياً كانت)، ليس سوى أسطورة لا وجود لها، والخبر السارّ الذي ينقله بحث يعود إلى العام 2003، هو أن العلاقة الحميمة تحفز جسد الرجل على إفراز هرمون التستوسترون الذي يعطي ميزة إضافية للرياضي خلال المنافسة. هذا الهرمون الذكوري يفرز بشكل كبير داخل الجسم خلال القذف، ما يساعد على تقوية العضلات ومنحها مزيداً من الطاقة. الباحثون المشرفون على الدراسة ذاتها، لم يستبعدوا النساء، مؤكدين أنهن يملكن ميزة متفرّدة، حيث أشاروا إلى اكتشاف العلماء لمخدّر حيوي يفرزه جسم المرأة خلال الرعشة الجنسية، ولمدة تصل إلى 24 ساعة، يساعد على تحمل أية آلام محتملة في العضلات، خلال ممارسة الرياضة.

وخلاصة هذه الدراسات أن من الأفضل أن يقوم الرياضي بممارسة الجنس باعتدال، إضافة لاختيار التوقت المناسب والذي يتماشى مع الرياضة التي يريد ممارستها.